هجوم «خلفان» على حكومة و«إخوان المغرب» يتسبب في توتّر علاقات الرباط وأبوظبي

الاثنين 5 يناير 2015 05:01 ص

قال رئيس الحكومة المغربية، «عبد الإله بن كيران»، أمس الأحد، «لا أريد أن أقوم بشيء قد يسيء إلى العلاقات بين المغرب والإمارات».

وفي ملتقى لحزبه «العدالة والتنمية» بالرباط، أمس، قال بن كيران «رفعت خرجات (تغريدات) (ضاحي) خلفان لجلالة الملك (العاهل المغربي السادس)».

وكان خلفان قد نشر تغريدة له على موقع التواصل «تويتر»، السبت، قال فيها إنه «خلال عام أو يزيد سيسقط إخوان المغرب سقوطا مدويا»، قاصدا حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي يقود الائتلاف الحكومي بالمغرب.

وردا على هذه التغريدة، قال بن كيران «المستقبل بيد الله، وهو من يعلم الغيب، وهذا الشخص (في إشارة لخلفان) يخرف، ويقوم بدور العرافات أو يحلم».

وأضاف «بن كيران» مخاطبا شباب حزبه خلال لقاء أمس، «لا أخفيكم أن الإمارات دولة صديقة، والعلاقات بين جلالة الملك وأمراء الإمارات تكاد تكون عائلية، والسياسة الخارجية للمغرب هي سياسة جلالة الملك، وهو يأخذ برأيي وأنا أقول له رأيي».

وتساءل «بن كيران» في حديثه إلى شبيبة حزبه: «هل قائد شرطة في الإمارات معروف بخرجاته أزعجكم لهذا الحد؟ هل أنتم مهزوزون؟ فليواصل كلامه، اتركوا المتخرصين، ولا تلتفتوا إلى كلامهم».

وبحسب ما أعلنه رئيس الحكومة المغربية، فقد رفع «بن كيران»، تعرض «خلفان» لحزبه وحكومته إلى العاهل المغربي؛ للتدخل لدى المسؤولين الإماراتيين.

وذهب رئيس الحكومة المغربي إلى أنه «من غير المقبول أن يتهجم علينا هذا الشخص الذي جاء إلى المغرب واستقبلناه وأكرمناه»، مشددا على أن «السياسة الدولية ليست لعبا».

وقال «بن كيران» أن «الخصوم استعملوا كل الوسائل لإفشال التجربة وإسقاط الحكومة، لكنهم لم ينجحوا لأن الحكومة التي يقودها نجحت خلال ثلاث سنوات في القيام بواجبها، ونتائجها الإيجابية الآن ظاهرة للعيان»، مشددا على أن: «المغرب اليوم نجح في كسب الرهان، وهو في طريقه نحو مزيد من النجاح الحقيقي».

وشدد «بن كيران» - في رده الضمني علي خلفان - على أن حزبه سيفوز في الانتخابات القادمة، وقال: «الراجح أننا سنفوز في الانتخابات القادمة، لا أقول هذا الكلام من باب العاطفة، ولكن بناء على ما حققناه على الأرض، وما أسمعه من إعجاب دولي وعربي وإسلامي في النموذج المغربي».

وتابع ب«بن كيران»: «إخوانكم يخضعون لضغوط، وهناك من يضغط بالأكاذيب والبهتان، كذلك الكلام الذي يتم الترويج له بأن بن كيران والعنصر يريدون تعويض أوزين باها بصفته وزير دولة، ليس صحيحا، قولي لقد مات بن كيران روحا وبقي جسدا، استيقظوا من حلمكم بن كيران لم ينته، واستعدوا لكابوس آخر».

وبحسب موقع السفارة الإماراتية بالرباط «تعرف العلاقات الإماراتية - المغربية تطورا مهما في كافة المجالات، الشيء الذي تترجمه اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعدل والقضاء والإعلام وغيرها، وتتمثل متانة وقوة العلاقات بين البلدين في تطابق وجهات نظر قائدي البلدين الشقيقين، تجاه القضايا الثنائية والإقليمية والدولية».

وتجيء هذه التصريحات المفاجئة بعد تراشق إعلامي بين المغرب ومصر، وتجاوز فيها نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الحدود المتعارف عليها بين دولتين صديقتين، فقد وصف فيها الإخوان بأنهم «أجسام بغال وعقول عصافير». كما أشار الى الحزب الحاكم في المغرب بالقول إن «لا عدالة ولا تنمية لديه» معتبراً أن لا فوارق بين تنظيماتهم في المشرق والمغرب لأن «كلهم زي بعض». متابعاً «الإخوان أصلاً عصابة في أي دولة»، بحسب قوله.

واعتبرت مصادر مغربية أن هجوم ضابط الأمن الإماراتي ليس صدفة، وأنه يتوافق مع الحملة الإعلامية التي شنت على المغرب في وسائل الإعلام المصرية، وردّت عليها وسائل إعلام مغربية، وربطت المصادر الأمر بالتقارب المتزايد بين مصر والجزائر وفرنسا في الموضوع الليبي، والذي انعكس في تغيّر مصري إيجابي في العلاقة مع جبــهة تحرير بوليساريو التي تشن منذ سنوات حرباً على المغرب. كما انعكس على التوتّر المتصاعد الذي يخص العلاقات الفرنسية المغربية فيما يتعلق بتدخل باريس في مالي والسنغال.

وبدأت القصة - بحسب جريدة (أكادير 24 أنفو) المغربية - التي قد تفسر هجوم «ضاحي خلفان» على رئيس الحكومة «عبد الإله بن كيران»، بمعاملة «بن كيران» لخلفان ببرود وإهمال في حفل أقامته سفارة الإمارات بالرباط بمناسبة عيدها الوطني 43 في ديسمبر الماضي، وهو الحفل الذي حضره «بن كيران» إلى جانب عدد من وزراء العدالة والتنمية.

ففي أثناء الحفل، قدم السفير الإماراتي المعتمد بالرباط العصري سعيد الظاهري، عدد من الشخصيات الإماراتية الحاضرة، وكان من بينهم ضاحي خلفان، ولكن «بن كيران» تعامل مع خلفان ببرودة «ما جعل ضاحي خلفان يتضايق من معاملة بن كيران لدرجة شعر من خلالها نوعا من التهميش» بحسب الصحيفة المغربية.

وعندما لاحظ السفير تجاهل «بن كيران» لخلفان سارع ليقدم خلفان له ويشرح مكانته داخل الهرم الأمني بإمارة دبي، وبعد أن علم «بن كيران» بأن «خلفان» يعد من الشخصيات المهمة في الإمارة الخليجية، قال حرفيا لخلفان: «الأخ من الشرطة.. يا هَلاَ يَا هَلاَ»، وضحك، ما جعل نائب رئيس الشرطة بإمارة دبي، ينقبض، ويرجع للخلف، وعلى وجهه «ابتسامة دبلوماسية» باهتة.

وفيما اعتبرت هذه المواقع أن تغريدات «خلفان» القوية ضد بن كيران وحكومته قد تكون على علاقة بهذه الحادثة، رأى محللون سياسيون أن الأمر يتعلّق بخلفيات سياسية أكبر من مجرد حادثة بروتوكولية عابرة.

وكان «خلفان» أثار غضب مغاربة في محاضرة له ضمن فعاليات مؤتمر مؤسسة الفكر العربي في الرابع من ديسمبر 2014 بمدينة الصخيرات، بنشر خريطة للوطن العربي أظهرت خطاً يفصل منطقة بين المغرب وموريتانيا، ما أثار ضجيجا واسعا سرعان ما تحول إلى شعلة غضب وصيحات استهجان عالية أفرغت القاعة من الحضور استنكارا لما استهل به خلفان محاضرته الأمنية وتؤكد مغربية الصحراء، ما أوقعه في حالة ارتباك وحرج شديدين اضطرته إلى الاعتذار بحسب متابعين .

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الرباط أبوظبي ضاحي خلفان إخوان المغرب بن كيران البوليساريو مصر الجزائر

المغرب تنقلب علي «السيسي» ويؤكد: 3 يوليو انقلاب عسكري .. و«مرسي» رئيس شرعي منتخب

المغرب والإمارات توقعان أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تعاون بينها اتفاقية أمنية لمكافحة «الإرهاب»

نشطاء يرحبون بحملة للدعاء على «بن زايد» و«خلفان»

«خلفان» يتراجع عن تصريحاته أمام «عبدالله بن زايد» بشأن عمليات التحالف في اليمن

«خلفان»: لم أهاجم الملك «سلمان» ولا أقول عنه غير كل خير