هآرتس: إلغاء القمة الأفريقية الإسرائيلية صفعة مدوية لـ«نتنياهو»

الاثنين 11 سبتمبر 2017 04:09 ص

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الإثنين، إن رئيس توغو، «باورا غناسينغبا»، أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو»، عن إلغاء مؤتمر القمة الأفريقي الإسرائيلي الذي كان من المقرر عقده في العاصمة لومي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأرجعت الصحيفة القرار بسبب الأزمة الداخلية التي تعيشها دولة توغو، والمظاهرات التي تنظمها المعارضة الوطنية في توغو ضد نظام «غناسينغابا، وأيضا بسبب الضغوط التي مارستها الدول العربية والسلطة الفلسطينية على الدول الأفريقية لإلغاء المؤتمر.

وزعم الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، «عمانويل نحشون»، في بيان مقتضب نشره في الصحف الإسرائيلية، إن القرار اتخذ بالتشاور مع نتنياهو، وإن القرار ينص على تأجيل موعد مؤتمر القمة لموعد آخر، بحسب ما نقلت مواقع فلسطينية.

وكان «نتنياهو»، الموجود حاليا في جولة هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة الاحتلال في أمريكا اللاتينية، حاول في الفترة الأخيرة إبراز تحسن العلاقات بين (إسرائيل) والقارة الأفريقية كمؤشر على عدم عزلة دولة الاحتلال.

واعتبرت صحيفة هآرتس أن قرار إلغاء مؤتمر القمة يشكل صفعة مدوية لرئيس الحكومة الإسرائيلية.

وصرح «نتنياهو» خلال مراسيم احتفالية بالخارجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بأن الاختراق الإسرائيلي الكبير هو لجميع القارات وبضمنه أفريقيا، الأمر الذي يولد اهتماما بالقارة السوداء، على حد تعبيره.

وتحت شعار (إسرائيل تعود إلى أفريقيا وأفريقيا تأتي إلى إسرائيل)، أعلن نتنياهو حملة التواصل الدبلوماسي مع أفريقيا هي أحد أهدافه الرئيسية في السياسة الخارجية، وعرض على الدول الأفريقية المساعدات التطويرية، والتعاون الاقتصادي، والخبرة في مكافحة الإرهاب.

ويهدف «نتنياهو» استخدام الدعم للقارة لكسر الأغلبية التقليدية المعادية لـ(إسرائيل) في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.

وسبق أن أعلن «نتنياهو» في أكثر من مناسبة منذ العام الماضي، بما فيها خلال زيارته إلى أفريقيا إنه يسعى من أجل التقارب مع القارة السوداء لكسر التأييد التلقائي للفلسطينيين في المؤسسات الدولية التي يحظى فيها الفلسطينيون بدعم.

وكان الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، قد دعا قادة الدول الأفريقية إلى ربط أي تقدم في علاقة القارة بإسرائيل، بمدى التزامها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.

وتحضيرا للقمة، وجهت توغو دعوات إلى 54 دولة أفريقية للمشاركة في القمة الإسرائيلية الأفريقية، التي كان من المقرر أن تستمر 4 أيام، حيث توقع مشاركة ما بين 20-30 رئيس دولة في القمة.

وتقيم (إسرائيل) علاقات دبلوماسية مع 40 من أصل 48 دولة في جنوبي أفريقيا.

وطلب «عباس» من رئيس توغو في القمة الأفريقية في أديس أبابا، إعادة النظر في قرار عقد القمة مع (إسرائيل).

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيه الرئيس الفلسطيني لقاء رئيس توغو الذي وصل إلى الحكم عام 2005.

أهداف التقارب

وتهدف (إسرائيل) في أفريقيا، إلى تأمين الجالية اليهودية المتواجدة بالقارة، وتوظيف التغلغل الإسرائيلي لصالح التكامل مع الخطط الأمريكية، بالإضافة إلى إجهاض الحركات والأنظمة ذات التوجه الإسلامي.

ورغم أن أرقام الجالية اليهودية في أفريقيا ليست كبيرة، إلا أنها تمثل مركزاً للقوة والنفوذ، خاصّة أنّ الدول الأفريقية تتسم بهشاشة البنيان المؤسسي والاجتماعي.

وتمثل الجالية اليهودية أحد القنوات الهامة التي تعتمد عليها (إسرائيل) في التغلغل في القارة، وتطويق العالم العربي، وتهديد أمنه القومي عن طريق السيطرة على المنافذ الجنوبية للبحر الأحمر، ونزع الصفة العربية، وضمان التفوق العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي المطلق عبر التحكم في النقاط الإستراتيجية الهامة، التي تحيط بالعالم العربي، وذلك لجعل دولة تحت رحمة التهديد بالحصار والعدوان.

علاوة على ذلك، تهدف (إسرائيل) إلى توظيف التغلغل الإسرائيلي في القارة لصالح التكامل مع الخطط الأمريكية، وإفهام أمريكا أنّ رأس حربتها الإستراتيجية في أفريقيا هي (إسرائيل)، ومن ثم الحصول على المواد الخام الإستراتيجية مثل اليورانيوم (الذي تستخدمه إسرائيل، بحسب المصادر الأجنبيّة، في صنع القنابل النووية الإسرائيلية)، والكوبالت والذهب والألماس.

وتمثل هذه المواد جزءً هامًا من التجارة الإسرائيلية.

والهدف الأخير، بحسب مراقبين، هو منع انتشار الإسلام في القارة السوداء، وإجهاض الحركات والأنظمة ذات التوجه الإسلامي.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، أجرى زيارة إلى دول شرق أفريقيا في الفترة من 4 – 7 يوليو/تموز الماضي، برفقة 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية «بهدف خلق علاقات تجارية مع شركات ودول أفريقية»، حسب بيان صادر عن مكتبه آنذاك.

وسبق أن طالب فقهاء وعلماء من 14 دولة أفريقية، بضرورة القيام بـ«تعبئة شاملة» لنصرة القدس وفلسطين، و«التصدي لأي محاولات إسرائيلية للتغلغل» في القارة السمراء.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

القمة الأفريقية الإسرائيلية توجو (إسرائيل) فلسطين