حزب «ميركل» يفوز بولاية رابعة وتقدم تاريخي لليمين المتطرف

الاثنين 25 سبتمبر 2017 06:09 ص

تصدر التحالف المحافظ بقيادة المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» الانتخابات العامة في ألمانيا رغم تراجعه الكبير، بينما سجل اليمين المتطرف نتيجة تاريخية مكنته من دخول البرلمان لأول مرة.

وأظهرت نتائج جزئية غير نهائية مساء الأحد أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل) والحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا حصلا على نحو 33%، مقارنة بأكثر من 41% في انتخابات 2013.

أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة «مارتن شولتز» فسجل بدوره أكبر تراجع منذ منتصف القرن الماضي، إذ لم ينل سوى 21%.

وحل حزب البديل من أجل ألمانيا (المناهض للمهاجرين والإسلام) ثالثا بحصوله على 13% من الأصوات، ليدخل البرلمان الاتحادي لأول مرة.

ووفق النتائج الأولية، سيكون لتحالف «ميركل» داخل البرلمان بين 220 و240 مقعدا (من مجموع 630 مقعدا)، وللحزب الاشتراكي ما بين 133 و139 مقعدا، والبديل من أجل ألمانيا سيحظى بما بين 86 و93 مقعدا.

أما الحزب الديمقراطي الحر فسيخصص له ما بين 66 و70 مقعدا، ولكل من اليسار والخضر نحو 60 مقعدا.

وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريكا في الائتلاف الحالي، لكن «شولتس أعلن مباشرة عقب ظهور النتائج الأولية أن حزبه الذي مني بالهزيمة، سينتقل إلى المعارضة.

وشهدت الانتخابات العامة -التي يحق لأكثر من 61 مليونا التصويت فيها- مشاركة كبيرة للناخبين قاربت 76%، وخلقت مشهدا سياسيا اختلف عما ساد خلال السنوات الأربع الماضية، رغم أنه من المرجح جدا أن تحكم «ميركل» لولاية رابعة تباعا.

واستبعدت «ميركل» أن تشكل حكومة أقلية عقب إعلان الاشتراكيين الديمقراطيين خروجهم من الائتلاف الحاكم، وقالت إنها تتطلع إلى تشكيل حكومة مستقرة.

وعبرت عن تفاؤلها بالتوصل إلى تشكيل ائتلاف جديد بحلول أعياد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالنظر إلى صعوبات المفاوضات مع الأحزاب المرشحة للانضمام إلى المحافظين.

وأمام التحالف -الذي تتزعمه ميركل- التفاوض لتشكيل ائتلاف ثلاثي مع الحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي مؤيد لقطاع الأعمال وكان شريكا في ائتلاف ميركل بين 2009 و2013) وحزب الخضر، لكن هناك صعوبات تعترض هذا الائتلاف من بينها الاختلافات الشديدة بين الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري وحزب الخضر، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الحر نال أكثر من 10% من الأصوات، كما حصل حزب الخضر وحزب اليسار على 9% لكل منهما. وتمكن هذه النسب الأحزاب الثلاثة من البقاء في البرلمان.

لم يحقق النتيجة المرجوة

وعقب إعلان النتيجة، أقرت «ميركل» بأن حزبها المحافظ لم يحقق النتيجة المرجوة في الانتخابات التشريعية، مع اعترافها أيضا بأنها تواجه تحديا جديدا كبيرا يتمثل في دخول اليمين المتشدد للمرة الأولى إلى البرلمان.

وقالت «ميركل» أمام أنصارها في برلين «أنا سعيدة بالفوز لكننا كنا نأمل بنتيجة أفضل».

وأضافت «نواجه تحديا جديدا كبيرا، دخول حزب البديل لألمانيا البوندستاغ»، متعهد بإعادة كسب الناخبين والناخبات الذين صوتوا له.

وشهدت الانتخابات العامة -التي يحق لأكثر من 61 مليونا التصويت فيها- مشاركة كبيرة للناخبين قاربت 76%، وخلقت مشهدا سياسيا اختلف عما ساد خلال السنوات الأربع الماضية، رغم أنه من المرجح جدا أن تحكم ميركل لولاية رابعة تباعا.

بدوره، صرح رئيس الجناح البافاري في حزب المستشارة «هورست شيهوفر» أن نتيجة الانتخابات تشكل خيبة أمل مريرة.

وأضاف «لقد تخلينا عن جبهتنا اليمينية ومن واجبنا حاليا أن نملا الفراغ عبر مواقف حاسمة».

مظاهرات ضد اليمين

وتعهد الرئيس المشارك لحزب البديل «ألكسندر غولاند» باستعادة ألمانيا، كما وعد بتغيير البلد بعدما ضمن حزبه دخول البرلمان الاتحادي لأول مرة. وتحدث «غولاند» خلال احتفالات حزبه التي قابلتها احتجاجات لمناهضي اليمين في مدن ألمانية من بينها برلين وكولونيا.

وتجمع مئات الأشخاص قرب أحد النوادي في وسط برلين حيث كان أنصار حزب البديل يحتفلون بانتصارهم، وردد المتظاهرون هتافات (كل برلين تكره حزب البديل) و(لا للنازيين).

ويتهم القوميون «ميركل» بالخيانة لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وغالبيتهم من المسلمين.

ووصفت «أليس فيدل» الرئيسة الثانية للائحة الحزب اليميني القومي النتائج بأنها رائعة مضيفة «نحن هنا لنبقى».

وأوضحت أن أول ما سيقوم به حزبها هو المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن قرار «ميركل» فتح أبواب الهجرة عامي 2015 و2016.

وتمكن حزب البديل لألمانيا من قضم أصوات من المحافظين رغم تطرف بعض قياداته ودعوته الألمان إلى أن يكونوا فخورين بأعمال جنودهم خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أمر لم يحصل سابقا في بلد تقوم هويته الأساسية على نبذ النازية ونبذ التطرف.

ولم يتأخر المجلس المركزي ليهود ألمانيا عن التعبير عن قلقه إزاء الفوز الذي حققه اليمين القومي، وأصدر بيانا دعا فيه إلى «التعبئة دفاعا عن الديمقراطية وعن القيم» التي تمثلها البلاد.

وهنأت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف «مارين لوبان»، حزب البديل من أجل ألمانيا بالنتيجة التاريخية التي حققها هذا الحزب اليميني الشعبوي في الانتخابات.

وكتبت «مارين لوبان» فى تويتر أن هذا «الفوز لحزب البديل يعد رمزا جديدا لصحوة الشعوب الأوروبية».

وكانت «لوبان» قد خسرت في مايو/أيار 2017، الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية في بلادها أمام منافسها «إيمانويل ماكرون» المنتمي إلى التيار الليبرالي الوسط.

واتصل الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» مساء الأحد بـ«ميركل» لتهنئتها على فوزها بالانتخابات، مؤكدا أنهما سيواصلان معا بعزم مسيرة التعاون الضروري بينهما.

وكتب «ماكرون» على «تويتر»: «اتصلت بأنغيلا ميركل لتهنئتها. سنواصل بعزم تعاوننا الضرورى من أجل أوروبا وبلدينا».

كما هنأت «إيرنا سولبرغ» رئيسة حكومة النرويج، «ميركل»، بفوزها مجددا في الانتخابات البرلمانية.

وكتبت السياسية المحافظة بالألمانية والإنجليزية على «تويتر» «تهنئتي القلبية إلى أنغيلا، وهذا خير لأوروبا، وأنا أتطلع إلى أربعة أعوام أخرى من التعاون الممتاز».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ألمانيا ميركل الانتخابات التشريعية اليمين