«وكالة البلح» بمصر.. قبلة الفقراء وملاذ الأغنياء لشراء الملابس

السبت 30 سبتمبر 2017 11:09 ص

«وكالة البلح» أو «سوق البالة» بالقاهرة، والواقع على بعد 3 كيلومترات مربعة، بقلب القاهرة، كان قديما قبلة الفقراء الطامحين لعيش حياة راقية، غير أنه، مع التحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد مؤخرا، بات ملاذ بعض الأغنياء أيضا.

ويقف «بيومي يوسف»، بائع أربعيني، بصوت جهوري، يروج لسلعته مرددا عبارة «كله بـ 25 (أقل من 1.5 دولار)»، في إشارة إلى رخص ثمنها.

تلك السلعة التي هي عبارة عن أنواع مختلفة من الملابس المستوردة من الخارج ذات الماركات العالمية، تباع في متاجر أخرى على بعد مئات الأمتار بأسعار باهظة، ولكن هنا في سوق «وكالة البلح» الأمر مختلف تماما.

ويؤكد «يوسف» أن معظم الملابس الموجودة بالوكالة، هي «ملابس مستعملة معروفة باسم (البالة)، يتم استيرادها من أوروبا والخليج، ويتم استخلاصها جمركيا من ميناء بورسعيد البحري (شمال شرق) ليتم بيعها لتجار الوكالة بالكيلو».

وأوضح أن «سعر الكيلو من الملابس المستعملة، مائة جنيه (نحو 6 دولارات تقريبا)، ويزن عشرات القطع».

وأشار إلى أنه «يمكن لأسرة مكونة من 4 أفراد الحصول على كسوة كاملة بنحو 200 جنيه فقط (11 دولارا تقريبا)، وهو مبلغ يكاد يغطي وجبة واحدة يتناولونها في أحد المطاعم متوسطة الحال القريبة من السوق ذاته، الذي يعد الأرخص سعرا في مصر».

وأكد أن «غالبية الملابس المستعملة المعروضة للبيع بالوكالة، استخدامها خفيف، فيما توجد ملابس جديدة ولكن بها عيوب بسيطة في الصناعة».

ومن جانبه، أوضح البائع الخمسيني «ناصر حسين»، صاحب محل، أن الملابس المعروضة في السوق في حالة جيدة.

وأضاف «يوجد في الوكالة ملابس تباع من المصنع مباشرة غير مستعملة، لكنها تأتي من تصفيات المحال التجارية الكبرى، ويتم بيعها بأسعار منخفضة كونها موضة أعوام سابقة».

وأشار إلى أن «الغلاء يدفع أيضا الأغنياء إلى سوق وكالة البلح، فالفقر لم يترك أحدا».

في المقابل، تحذر «وفاء علم الدين»، الأخصائية في الأمراض الجلدية، من ارتداء ملابس مستعملة.

وقال إن «استخدام الملابس المستعملة يتسبب في أمراض جلدية تنقل عبر الملابس منها الأكزيما التلامسية والتينة الملونة، والجرب».

وتطالب في حالة الحاجة الماسة لتلك الملابس بـ«ضرورة غسلها جيدا وكيها؛ لقتل الفطريات والبكتيريا المتواجدة بها».

والعام الماضي، أعلن تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن 27.8% من السكان تحت خط الفقر.

ومؤخرا أقدمت الحكومة على إجراءات اقتصادية تسببت في ارتفاع الأسعار، كان أهمها تحرير سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ليصل معدل التضخم بعدها لـ31% في النصف الأول من العام الجاري بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.

وتقع «وكالة البلح»، بحي بولاق أبو العلا الشعبي، على بعد عشرات الأمتار من مبان سيادية هامة بينها وزارة الخارجية ومبنى التليفزيون الرسمي، ومقر مؤسسة الأهرام للطباعة والنشر، ويقابلها في الضفة الأخرى من نهر النيل حي الزمالك الراقي.

تاريخيا، تعود نشأة «وكالة البلح» إلى عام 1880، وكانت تسمى وقتها سوق «الكانتو (كلمة إيطالية تعني التجارة في المستعمل)»، بعدها أصبحت مكانا مخصصا لتجارة البلح، الذي كان يأتي من صعيد مصر، ولهذا سميت بوكالة البلح.

وخلال العقود الأخيرة، عادت «وكالة البلح» لسابق عهدها في تجارة الملابس خاصة المستعملة.

وتنقسم وكالة البلح، إلى شارعين رئيسين، يكتظان بمحال تجارية، ويضع فيهما التجار حاملات حديدية لملابس معظمها مستعملة وبعضها جديدة تناسب جميع الأعمار والفئات.

أسعار الملابس بسوق وكالة البلح تبدأ من 5 جنيهات (أقل من ثلث دولار أمريكي) وتصل إلى 200 جنيه (نحو 11 دولارا تقريبًا)، ومن بينها ماركات عالمية، وفق عدد من التجار.

  كلمات مفتاحية

مصر وكالة البلح الملابس المستعملة سوق البالة

رويترز: التضخم في مصر مصدر القلق والخطورة وعدم الاستقرار