حمى الضنك تضرب مدينة سياحية مصرية .. والأهالي يتظاهرون

الأحد 1 أكتوبر 2017 01:10 ص

أصاب مرض «حمى الضنك» العشرات من أهالي مدينة القصير السياحية بمحافظة البحر الأحمر المصرية.

أدى المرض الذي تفشى في المدينة السياحية التي تقع على البحر الأحمر (جنوب الغردقة) إلى إصابة العشرات بارتفاع درجات الحرارة والإسهال والقيء واحتجز العديد منهم على إثرها في مستشفى حميات قنا، وفقا لصحف محلية مصرية.

وقالت وزارة الصحة المصرية، في بيان إن «بعوضة حمى الضنك ظهرت بمدينة القصير، وتسببت في عدة إصابات (لم تحدد عددها)، دون وقوع أى حالات وفاة».

وأشار «خالد مجاهد»، المتحدث باسم وزارة الصحة، إلى أن ظهور البعوضة؛ جاء نتيجة سوء تخزين المياه التي تعد بيئة خصبة لنمو اليريقات للبعوض الناقل لحمى الضنك.

وأوضح أن المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج من أعراض تتراوح ما بين ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وآلام في العضلات.

وحول بعوضة حمى الضنك، أشار المتحدث باسم الصحة المصرية، إلى أن البعوضة الناقلة للمرض تسمى «أييدس ايجبتيي»، وهى تنمو فى المياه العذبة.

وتابع أن هذه هى ليست المرة الأولى التى تتعرض لها مصر لهذه البعوضة؛ ففى أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 ظهرت بمحافظة أسيوط (جنوب)، وتم التغلب عليها ولم تخلف وراءها أى وفيات وتم شفاء جميع المصابين.

وأوضح أن أعراض تلك البعوضة تتمثل فى ارتفاع بدرجة الحرارة وصداع وألم فى العضلات، وعلاجها يتمثل في التعامل مع تلك الأعراض فقط بالمسكنات الدوائية وخافض حرارة.

وأشار إلى أن حمى الضنك لا تنتقل من شخص لأخر عن طريق المخالطة أو اللمس أو اللعاب، بل تصيب الإنسان نتيجة لدغة البعوضة الناقلة للمرض من مصاب إلى آخر غير مصاب

وأكد أن الإصابة بهذه الحمى لا تؤدي إلى الوفاة؛ حيث كشفت منظمة الصحة العالمية بأن هناك أكثر من 100 دولة بها هذا المرض، وفق البيان ذاته.

مظاهرات

وتظاهر المئات في شوارع مدينة القصير للإعلان عن غضبهم مما وصفوه بسوء إدارة الأجهزة التنفيذية لأزمة انتشار المرض.

وطالب المتظاهرون الذين احتشدوا، مساء السبت، بإغلاق المدارس لحين السيطرة على المرض ووقف انتشاره، فيما انطلقت التظاهرات وسط هتافات بمكبرات الصوت لمناشدة رئيس الوزراء بالتدخل لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انتشار المرض والقضاء على مصادره، رافعين لافتات كتب عليها «أنقذوا أهالي القصير».

وكتب أهالي المدينة السياحية بيانا بـ4 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية تحت عنوان «القصير تمرض» وجهوه لوسائل الإعلام المصرية والعالمية لإنقاذهم من المرض الغامض مؤكدين أن المرض منتشر في المدينة منذ أكثر من 25 يوما واختلف الأطباء في تشخيصه.

وأشار الأهالي في بيانهم إلى أن الأطباء ذكروا أن التشخيص المبدئي أنه إنفلونزا موسمية ومع تزايد عدد المرضى أكدت لجنة من وزارة الصحة عقب زيارتها للمدينة أن المرض هو حمى الضنك المنقول، بسبب البعوض والناموس.

وأضاف بيان الأهالي أنه رغم التشخيص إلا أن الجدل ما زال قائما في المدينة عن طبيعة المرض فيما ترفض الجهات الرسمية الاعتراف بانتشار المرض ودخوله مرحلة الوباء.

وأكدوا أن عدد الحالات التي نقلت إلى المستشفى العام في يوم واحد وصلت 680 حالة تم التأكد من 98 حالة أنها حاملة لمرض التيفود وهو التشخيص الأقرب إلى الحقيقة، لكن ما زالت الجهات الرسمية ترفض الاعتراف بوجود مشكلة.

وأوضح البيان أن التصريحات الرسمية تؤكد أن المرض بدأ في الانحسار رغم تزايد إجمالي الحالات المصابة ووصولها لأكثر من 3 آلاف حالة حتى الآن، في الوقت الذي تعاني فيه المدينة نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية مما دفع الأهالي لبدء حملة جمع للأدوية وأسهم أهالي الغردقة ورأس غارب وهما من مدن المحافظة في إرسال كميات كبيرة.

وقال أحد أبناء المدينة إنه لا يخلو منزل في المدينة من حالة أو حالتين على أقل تقدير مصاب بالمرض مضيفاً أن 4 أفراد من أسرته يعانون من السخونة الشديدة والرعشة في الجسم وألم في الأطراف.

وانتشر الفزع في المدينة السياحية ما دفع الأهالي إلى الخوف من السلام على بعضهم البعض بحسب ما روى أحد الأهالي، خوفا من نقل العدوى التي وصلت تقريبا إلى كل بيت بالمدينة.

وضع كارثي

وبحسب صحف محلية مصرية فإن عددا من الأطباء وصفوا الوضع بالكارثي مؤكدين أن ما يصل من تقارير من القيادات عن حجم المرض وانتشاره كاذبة، مؤكدين أن هناك حالات وصلت لمراحل متأخرة وهي النزيف.

ومدينة القصير هي إحدى المدن السياحية المصرية، بها العديد من الآثار الإسلامية والمسيحية التي ترجع إلى عصور مختلفة، ويطلق عليها اسم القصير لأنها أقصر مسافة تربط بين صعيد مصر والبحر الأحمر، وفي الماضي كانت الطريق الوحيد الرابطة بينهما.

وعانت السياحة الوافدة لمصر بشدة، منذ قرار روسيا وبريطانيا ودول أخرى تعليق رحلات الطيران إلى جميع المطارات المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد شهر من تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، شمال شرقي البلاد، نتيجة عمل إرهابي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ217، وأفراد طاقمها الـ7، فيما تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية»، لاحقا، المسؤولية عن إسقاطها.

وشهدت مدينة الغردقة، شمال شرقي البلاد، في 14 يوليو/تموز الماضي، حادثة طعن تعرضت لها 6 سائحات من جنسيات مختلفة، أسفرت عن وفاة سائحتين مقيمتين بالمدينة وإصابة 4 أخريات.

وتراجعت إيرادات مصر من السياحة، إلى 3.4 مليارات دولار في 2016 مقابل 6.1 مليارات دولار في 2015، بنسبة 44.3%.

وحتى ثورة 25 يناير/كانون ثاني 2011، كانت مصر تحقق إيرادات من السياحة، بقيمة 11 مليار دولار سنويًا.

  كلمات مفتاحية

محافظة البحر الأحمر حمى الضنك مصر مدينة سياحية

روسيا تنتظر ردا مصريا على بروتوكول أمن المطارات لعودة السياحة