سلطان تركي رفض دعم «كولومبوس».. فتحدثت أمريكا الإنجليزية

الاثنين 2 أكتوبر 2017 05:10 ص

قال المؤرخ التركي «مراد بارداكجي»، إنه لولا رفض السلطان التركي «بيازيد الثاني» دعم «كريستوف كولومبوس» الذي يعتقد بأنه المكتشف الأول لأمريكا، في رحلته الاسكتشافية، لكانت أمريكا تتحدث اللغة التركية.

وكشفت بعض الوثائق العثمانية، أن «كولومبوس»، طلب المساعدة المادية من أكثر من سلطان وملك في وقته، ليتمكن من تحصيل التمويل المادي لرحلته الاستكشافية، لكن جميع الأبواب أغلقت في وجهه، ولم يلق إلا باب إسبانيا داعما له.

ولفتت إلى أنه من بين السلاطين الذين طلب منهم «كولومبوس» المساعدة المادية كان السلطان «بيازيد الثاني»، بحسب «تركيا برس».

رحلة بحث

حسب الوثائق التاريخية، فقد بدأ «كولومبوس» كسب رزقه عن طريق العمل بحارا، وبعد ذلك استقر في البرتغال.

وكان البحارة البرتغاليين، في ذلك الوقت قد وصلوا إلى أماكن جديدة في أفريقيا، وكانت العاصمة البرتغالية لشبونة، تحتضن بداخلها ميناءا بحريا كبيرا تجتمع فيه أعداد كبيرة من البحارة من مختلف الجنسيات.

يذكر أن بحارا نرويجيا آخر قبل «كولومبوس» يدعى «لييف إريكسون» حاول الذهاب إلى أمريكا، وعندما ذهب «كولومبوس» إلى أيسلندا في أواخر عام 1470، علم عن مغامرة «إريكسون» للذهاب إلى أمريكا، والتي لم يكن نجاحه فيها مؤكدا، ليعود «كولومبوس» إلى لشبونة ويبدأ بإجراء أبحاثه عن أمريكا وعن الطرق التي تقود إليها.

وبدأ «كولومبوس» يقرأ بجد كتاب «ماركو بولو» الذي يتحدث الأخير فيه عن مذاكراته، ويذكر بها وجود عالم آخر في الغرب لم يكتشفه أحد حتى الآن.

وبعد إجراء «كولومبوس» لجميع أبحاثه الخاصة بأمريكا، قرر الذهاب إليها لاكتشافها.

من أجل ذلك ومن أجل الدعم المادي، تقدم طلب دعم مادي لملك البرتغال عام 1484، ولكن الملك رفض طلبه.

وبعد رفض الملك فكر «كولومبوس» بتمويل رحلته من خلال العمل بجد في مجال البحارة، ولكنه بعد فترة اكتشف أنه لا يمكن له توفير ما يلزمه من دعم مادي لتمويل رحلته.

بعد ذلك عاد «كولومبوس» بتقديم طلبات لملوك أوروبا لدعمه في رحلته، ولكن لم يستجب أحد لطلبه، ولم يبق أمام «كولومبوس» في ذلك الحين، سوى السلطان العثماني ليطلب منه تمويله رحلته الاستكشافية.

فسافر «كولومبوس» للسلطان العثماني «بيازيد الثاني»، وقدم طلبه ولكن الأخير اعتقد بأن هذا الرجل يعيش في الأحلام، ورفض طلبه، بحسب المؤرخ التركي.

طلب إسباني تركي

بعد إغلاق الباب العثماني في وجهه، عاد «كولومبوس» إلى أوروبا، وبدأ يقدم طلبات جديدة للملوك الأوروبيين راجيا الحصول منهم على رد إيجابي، وعاد عام 1486 ليقدم طلبه لملك إسبانيا، الذي أمر بالنظر في طلبه.

وقرر ملك إسبانيا حينها، تأسيس هيئة تنظر في طلبه، ولكن بعد 4 سنوات رفضت هذه الهيئة طلب «كولومبوس».

وبعد خيبة الأمل التي تلقاها من ملك إسبانيا، ذهب «كولومبوس» إلى إنجلترا في يناير/كانون الثاني 1492، وقدم طلبه، ووافق الإنجليز على دعمه بشكل جزئي.

وخلال رحلته إلى إنجلترا، حاول أصدقاؤه إقناع القصر الإسباني بدعمه ونجحوا بالفعل في ذلك وأرسلوا إليه رسالة يبشرونه فيها بموافقة القصر.

وعلى الفور عاد «كولومبوس» من إنجلترا بدعم جزئي.

وفي تاريخ 3 أغسطس/آب 1492، أخذ الدعم الكامل من إسبانيا وبدأ الإبحار تجاه أمريكا.

في نفس السنة، استطاع «كولومبوس» اكتشاف أمريكا، وعاد إلى إسبانيا وإنجلترا يبشرهم بما حدث.

وعلى الفور بدأت الهجرات الإنجليزية والإسبانية تتوافد إلى أمريكا، واليوم نلاحظ بأن اللغة الأساسية في أمريكا هي الإنجليزية تليها اللغة الإسبانية (منتشرة في أمريكا الشمالية والجنوبية أكثر من الإنجليزية).

ندم تركي

بعد هذه الرحلة بفترة، علم العثمانيون برحلة «كولومبوس» الاستكشافية ونجاحها.

وحينها بحسب المورخ التركي، فإن السلطان العثماني أبدى الكثير من الندم بعد علمه بنجاح رحلة «كولومبوس».

وبحسب «بارداكجي» فإن أول كتاب تركي كتب حول موضوع أمريكا هو «تاريخ الهند الغربية الجديدة»، حيث كان العثمانيون يعرفون أمريكا بأنها «الهند الغربية».

وفي هذا الكتاب، يبدي العثمانيون وخاصة السلطان العثماني «بيازيد الثاني» خالص ندمهم على عدم دعمهم لـ«كولومبوس» الذي، حسب الكتاب، لو دعموه لأصبحت أمريكا بكاملها تتحدث باللغة التركية.

المصدر | الخليج الجديد + تركيا برس

  كلمات مفتاحية

كولومبوس اكتشاف أمريكا بايزيد الثاني تركيا اللغة التركية