ارتفاع مظاهر الإسلاموفوبيا ضد المحجبات في مصر

السبت 28 أكتوبر 2017 09:10 ص

تعرضت شابة مصرية لموقف صادم بأحد الأماكن الشهيرة في منطقة المعادي جنوبي القاهرة، وذلك بسبب حجابها.

وظنت «ندى قابيل» أن صديقاتها تأكدن من إمكانية ارتداء الحجاب في نادي «ACE club» للمغتربين في حي المعادي الراقي بالقاهرة. لكنها مُنعت من الدخول عند وصولها وطُلب منها إما خلع الحجاب أو ربطه إلى الوراء بالطريقة الإسبانية المعروفة حتى تتمكن من الدخول.

ويسمح النادي، بدخول المصريين المرافقين لأجانب، إلا أن الحجاب ممنوع فيه، كما قالت موظفة لـ«ندى». وتم تأكيد المعلومة عبر الهاتف من قبل أحد مديري النادي، بحسب صحيفة USA Today الأمريكية.

وقالت الكاتبة والمعلمة المصرية البالغة من العُمر 30 عاما، مُشيرة إلى حجابها: «بالطبع لم أدخل وانصرفت».

وأفادت الفتاة، بأن مجموعة من صديقاتها كن مجتمعات هناك للاحتفال بزيارة صديقة من الولايات المتحدة، وإحداهن دخلت بعمامة، لذلك ظنوا أنه من الممكن دخول «ندى» بحجابها. كان ذلك في شهر مايو/أيار الماضي، ولكن هذا -كما قالت «ندى»- للأسف مألوف في أيامنا تلك، مضيفة أنها دائما تقوم بالاتصال قبل الذهاب.

يشار إلى أن بعض البارات والمطاعم المصرية، التي تستهدف الزبائن الأغنياء، تمنع أنواع الحجاب التي تشمل غطاء الرأس والمظاهر الإسلامية الأخرى مثل النقاب.

كما أن بعض الأندية والمطاعم والشواطئ الخاصة تمنع دخول المحجبات من المصريات، وتُعتبر المحجبات غير متوافقات مع الطريقة الليبرالية والمظهر الغربي الذي تود مثل تلك الأماكن الظهور به.

كما أن هناك رد فعل عنيف تجاه زي السباحة «البوركيني» في بعض المنتجعات الراقية والشواطئ الخاصة التي عادة ما يصيف فيها الأغنياء من الطبقة المتوسطة والعليا على البحر المتوسط والأحمر.

وفي شهر سبتمبر/أيلول، نشرت امرأة تُدعى «دينا عيسى» موقفا مشابها تعرضت له، وتمت مشاركة ما كتبته حوالي 9 آلاف مرة. حين حاول العاملون بمنتجع «لافيستا 6»، بالعين السخنة إخراجها من حمام السباحة بعد شكوى أحد النزلاء الذكور من ارتدائها لـ«البوركيني».

وقالت دينا في مشاركتها: «معظم الأماكن الراقية لديها هذه القوانين الآن ولذلك ليس لدينا حقا اختيارات عديدة».

وبحسب الدعوى ضدها لدى إدارة الفندق، فقد ادعى أحد المتواجدين بالمكان بأن «البوركيني يقلل من قيمة المكان». وسَمعته وهو يقول للعاملين: «المرة القادمة ستسمحون للخادمات باستخدام حمام السباحة». في آخر الأمر طلب العاملون من «دينا» المُغادرة، ولكنها أصرت على المكوث، وفي النهاية انصرف النزيل.

ووفقا لوجهة نظر «دينا»: «من تُغطي نفسها الآن تُعاقب وتنزع حريتها». وواصلت حديثها عن التمييز الذي تتعرض له المحجبات في مصر في مقال منذ عامين، كتبت فيه: «لم تعد الإسلاموفوبيا مُقتصرة على الغرب فحسب، ولكنها اقتحمت منطقتنا وصار المسلمون يُعانون من الإسلاموفوبيا تجاه أي مظهر إسلامي».

وتابعت «ندى» قائلة: «أنا لا أتفهم الأمر. أنا لست في بلد آخر لا يعرف فيه الناس الإسلام. أنا في مصر. إنها بلد إسلامي».

ولفتت إلى أنه من الغريب منع «البوركيني» والحجاب في بلد يعد 90% من سكانه من المسلمين. وارتفعت نسب خلع الحجاب لدى الطبقة العليا في مصر منذ ثورة 2011، والكثير مازلن يرتدين مظاهر من ربطات الرأس الإسلامية.

جدير بالذكر أنه منذ عامين، هدد وزير السياحة «خالد عباس رامي» بغلق المطاعم أو الأماكن السياحية التي تمنع المحجبات، ولكنه لم يتابع الأمر أبدا.

وفي بداية صيف هذا العام، بعد أن سجلت عدة حالات منع محجبات من نزول حمام السباحة بالبوركيني، أصدرت وزارة السياحة قرارا بعدم منع «البوركيني» في المنتجعات.

بعدها بأقل من يوم تم إلغاء القرار. ولم يستطع أحد الوصول لمصدر بالوزارة للتعليق على ما حدث.

وقال «كريم محسن»، رئيس اتحاد السياحة المصري، والذي يعمل مع الوزارة: «يجب التأكد من صحة وسلامة النزلاء الآخرين المستخدمين لحمام السباحة قبل وضع أية قوانين»، مشيرا إلى مخاوف بعض الفنادق من أن «البوركيني» المُصنع من خامات غير خامات زي السباحة قد يكون «غير صحي».

وأضاف «محسن» أنه «في واقع الأمر قامت أعداد قليلة من المؤسسات بمنع الحجاب، وربط الأمر بتجربته في المملكة المتحدة عند الدخول لأحد البارات حيث يمنع الأمن دخول الأشخاص وفقاً لما يراه من هيئتهم»، وأن «الأمر ليس تمييزا».

ويعكس منع الحجاب الضغوط المتناقضة التي تتعرض لها النساء في مصر. فعلى الرغم من ذلك، تعد تحرشات الطريق جزء أساسي من حياة المرأة اليومية في مصر.

وسميت القاهرة مؤخرا بأنها أسوأ مدينة للنساء. ووفقا لدراسة نشرت هذا العام عن الأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين، فإن 60% من النساء في مصر يتعرضن لتحرشات جنسية أو اعتداءات بغض النظر عن طبقتهن الاجتماعية أو مظهر ملابسهن، وكانت النسبة في السنوات الماضية تصل إلى 99%.

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست

  كلمات مفتاحية

المرأة المرأة المصرية حجاب إسلام مسلمة محجبة إسلاموفوبيا مصر تحرش

تمييز متصاعد.. مطاعم وشركات مصرية ترفض التعامل مع المحجبات