«الفيصل» يحاضر بجانب حاخام يهودي في منتدى «الشرق الأوسط»

الأحد 29 أكتوبر 2017 07:10 ص

يواصل الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير «تركي الفيصل»، لقاءاته التطبيعية مع مسؤولين إسرائيلين، عندما يشارك الأحد، في مؤتمر يعقده منتدى السياسات الإسرائيلية في مدينة لوس أنغلوس، تحت عنوان «منتدى أمن الشرق الأوسط».

وتتناول أجندة المؤتمر، الذي يُقام في معبد سيناء اليهودي، محاور مختلفة، من أهمها معالجة قضية أمن (إسرائيل) في المنطقة، ومستقبل النفوذ الإيراني، ويشارك فيه عدد من المسؤولين العسكريين والساسة السابقين في (إسرائيل)، بحسب «هافنغنتون بوست عربي».

ومن المقرر أن يتحدث «الفيصل» في الجلسة الختامية، مع الحاخام الأكبر لمعبد سيناء «ديفيد وولب».

وترعى المؤتمر عدة جهات إسرائيلية وداعمة لـ(إسرائيل)، ومراكز بحثية أمريكية مقربة من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، من بينها مركز «راند»، ومركز الأمن الأمريكي الجديد، ورابطة مكافحة التشهير «ADL»، المعروفة بميولها المناهضة للعرب والمسلمين.

ومن بين المراكز الراعية للمؤتمر، حركة «قادة من أجل أمن (إسرائيل)»، وهي حركة غير حزبية، تجمع مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين من الجيش الإسرائيلي، وأجهزة الاستخبارات (الموساد وأمان)، ووكالة الأمن الإسرائيلية، والشرطة.

ومن أبرز المشاركين في جلسات المؤتمر التي تُعقد الأحد الجنرال «آفي ميزراحي»، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي كقائد للمنطقة المركزية بين 2009 و2012.

ويتحدث في المؤتمر أيضا «نمرود نيموفيك»، الذي عمل مستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «شمعون بيريز»، والنائب السابق للمدير العام في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية الرئيسة السابقة لشعبة البحوث في الموساد «سيما شين».

وسبق أن شارك الأمير «الفيصل»، في الجلسة الافتتاحية لذات المنتدى الأسبوع الماضي، في نيويورك، إلى جانب رئيس الموساد السابق «إفراييم هاليفي»، وجنرالات إسرائيليين متقاعدين.

وكشف الناشط اليهودي «جيفري ستيرن»، أن «الفيصل» قال خلال الجلسة، إنه «بأموال اليهود وعقول العرب كل شيء يمكن تحقيقه».

وشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوما حادا على «الفيصل»، بسبب مشاركته في المنتدى، واعتبروه بمثابة عرّاب التطبيع السعودي مع (إسرائيل). (طالع المزيد)

تاريخ من التطبيع

ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة (إسرائيل)، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.

ففي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت وزيرة خارجية (إسرائيل) السابقة «تسيبي ليفني»، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، صورة تجمعها مع الأمير «تركي الفيصل»، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.

الصورة التي تشاركت فيها «ليفني» و«الفيصل» الابتسامة تأتي في ملمح جديد من ملامح التطبيع غير الرسمي بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لم تكن تمر مرور الكرام في سنوات ماضية؛ عندما كانت لجان مقاومة التطبيع ناشطة في المنطقة العربية.

وفي يونيو/حزيران 2016، أجرى الأمير «تركي الفيصل» مناظرة مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) «يعقوب أميدرور» مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وآنذاك، قال الأمير السعودي: «(إسرائيل) لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحد، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين (إسرائيل) والعالم العربي».

وفي فبراير/شباط 2016، وثقت لحظة المصافحة بين «الفيصل» عند انتهاء خطاب وزير دفاع الاحتلال «موشيه يعلون»، في نهاية جلسة خاصة بموضوع الشرق الأوسط، والتي تطرق فيه وزير دفاع الاحتلال إلى العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية، وبقية الدول العربية التي ليست لها هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين الاحتلال.

والشهر الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول الأمير «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نشرت في مايو/آيار الماضي، أن الرياض أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع (إسرائيل) دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002.

والشهر الماضي تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن قيام أمير سعودي بزيارة (إسرائيل) سرا، وهو ما أكدته مصادر في وقت لاحق مشيرة إلى أن هذا الأمير هو «محمد بن سلمان»، قبل أن تنفي السعودية الزيارة.

ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد + هافنغتون بوست

  كلمات مفتاحية

تطبيغ تركي الفيصل إسرائيل لقاءات تطبيعية أمن الشرق الأوسط منتدى السياسات الإسرائيلة