أكاديميون أتراك: إسلام «بن سلمان» المعتدل تحضير أيديولوجي لمنافسة إيران

الاثنين 30 أكتوبر 2017 04:10 ص

تابع العديد من الباحثين والكتاب الأتراك دعوة ولي العهد السعودي إلى ما سماه الإسلام المعتدل، وقد قال الأكاديمي «محمد علي بيوك قرة» إن العودة إلى الإسلام المعتدل تعني العودة إلى ما قبل عام 1979 أي قبل 30 سنة، ما يعني أن الفترة منذ عام 79 إلى الآن لم تكن فترة عادية، وأكد «بيوك قرة» في مقاله أن الحديث يدور عن «الوهابية المعتدلة»، وليس الاسلام المعتدل، وسوف تبقى العلاقة بين الدولة والوهابية المعتدلة قائمة بالرغم من التحديث والعملية التحررية التي يقودها «بن سلمان».

فيما قال الكاتب الصحفي «أحمد فارول» في صحيفة «يني عقد» إنه بالرغم من عدم وجود علامة في الأفق حتى الآن حول الاعتدال الذي يمكن أن يعني تغيير الهيكل الشمولي وفتح حرية الفكر، فإن المملكة العربية السعودية تستجيب بالفعل للانتقادات، وهي تتحضر للتغييرات التي سيتم إجراؤها في نموذجها السياسي، وهذا هو الهدف من حديثهم عن «الإسلام المعتدل»، ولكن هذه التغييرات تهدف إلى تقليل المشاكل التي تسبب مشاكل في المواءمة مع الآليات العالمية.

أما البرفيسور «برهان الدين ضوران» فقد قال في مقاله في صحيفة «صباح»: «شخصياً أرى أن دعوة ولي العهد السعودي إلى الإسلام المعتدل صادرة عن أسباب إقليمية أكثر من أن تكون نابعة عن الاحتياجات الداخلية، وأرى بأنه عبارة عن تحضير أيديولوجي جديد للمنافسة السعودية - الإيرانية».

وأشار إلى أنه في مقال سابق «كنت قد بيّنت أن الغاية من إحياء الإسلام المعتدل من جديد، هي السعي لإظهار أن إيران هي التي تقف وراء كل أنواع التطرف، وإلا فإن المشروع الأمريكي حول الإسلام المعتدل، قد أفلس منذ زمن طويل، ومقولة محمد بن سلمان حول الإسلام المعتدل، هي في الأصل مساعي إيجاد صيغة جديد للقومية العربية، ولا شك أنها من أجل تقليص دور إيران وتركيا».

ويرى «ضوران» أن ما يجري هو امتداد لعدم مصداقية الولايات المتحدة في ملف الاسلام المعتدل ودورها في إغلاق الطرق أمامه، ويضع عدة نماذج منها: عدم الاعتراف بفوز حركة «حماس» بالانتخابات التي جرت في 2006، ودعم الانقلاب في مصر بقيادة «السيسي»، وما تبعه من تصفية لحركة «الإخوان المسلمون»، وأول رئيس للجمهورية منتخب بطريقة ديمقراطية، ومساعي تصوير حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وزعيمه «أردوغان» الذي ينتقد النظام العالمي ذا المركزية الغربية، على أنه إسلامي متطرف وفاشي، إضافة إلى عدم الوقوف إلى جانب تركيا والامتناع عن دعمها في مكافحتها ضد منظمة «كولن» الإرهابية، على الرغم من إثبات أنها منظمة إرهابية وعميلة لشبكات استخبارات عالمية، والإصرار على النظر إليها على أنها ممثل للحوار والتسامح.

ويضيف «ضوران» من زاوية أخرى أن المشروع الأخير في المنطقة هو تأمين تقارب السعودية والدول الخليجية الأخرى مع العراق عبر القومية العربية، والغاية هي طمس الفصل الشيعي والسني، وإحياء الفارق العربي والفارسي بدلا عن ذلك، وبهذا يتم تأمين وقف تمدد حلقة النفوذ الإيراني في كل من العراق والبلدان العربية الأخرى.

ويختتم «ضوران» قوله بأنه من أجل ذلك فهناك حاجة إلى قومية عربية بنكهة «الإسلام المعتدل».

  كلمات مفتاحية

الأمير محمد بن سلمان الإسلام المعتدل إيران الوهابية