«حسن نافعة»: نظام «السيسي» الأسوأ .. وهذه سيناريوهات تغييره

الاثنين 30 أكتوبر 2017 09:10 ص

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، «حسن نافعة»، إن نظام «عبد الفتاح السيسي»، هو الأسوأ الذي تمر به مصر، وأنه «الأكثر توحشا وفشلا وقمعا»، مشيرا إلى أنه لا يستبعد الانقلاب عليه من قبل أجنحة رافضة له، وذلك كأحد سيناريوهات ثلاثة يمكن عبرها التخلص من هذا النظام.

وأضاف «نافعة» في حوار مع «عربي21»؛ أن المعارضة المدنية في «أسوأ حالاتها وتثير الشفقة والضحك معا، بسبب تشرذمها وتفرقها وعجزها عن مواجهة السيسي ونظامه»، معتبرا جماعة الإخوان المعارضة الحقيقية حتى الآن، رغم ما تتعرض له، متوقعا وصولها للسلطة مرة أخرى، وتحدث عن المعارضة بالخارج، قائلا إنها «تسير على قدم واحدة».

وأشار إلى أن ما يحدث في مصر سببه عدم كفاءة النظام وتصرفه بغشم شديد، وليس أحوال سياسية، «فلم أر في حياتي نظام مر على مصر بهذا التراجع في الكفاءة وعدم الحس السياسي بهذا الشكل، فالأفق يكاد يكون مسدودا إن لم يكن مسدودا بالفعل، وهو أسوأ من نظام مبارك رغم كل فساده، ولكن كان لديه قدرا من الرشد، وكان يعرف كيف يوظف الكفاءات لديه، ومتى يكون حادا وجافا ومتى يكون لديه مرونة، على عكس ما يجري الآن تماما».

وتابع: «نظريا هذا الوضع لا يمكن استمراره، خاصة في ظل عدم كفاءة هذا النظام الذي يمكن أن يرتكب أي حماقة تؤدي إلى نهايته، ولكن المشكلة أن هناك انسدادا في الأفق بالنسبة للمعارضة التي يمكن أن تكون بديلا لهذا النظام».

وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية حدوث انقلاب من داخل النظام الحالي، أجاب: «هذا وارد ولا يمكن استبعاده.. إذا العقلاء داخل النظام والمؤسسة العسكرية رأوا أن هذا الرجل يمكن أن يقود البلاد الى ثورة جياع تؤدي إلى الفوضي، فلا محالة هنا.. من الممكن أن يتحرك هؤلاء للحفاظ على البلاد من سيناريو مدمر، ولكن كل هذه تحليلات وليست معلومات، ولكن بالتاكيد هناك من يرفض ما يجري، ولكن التحرك يتوقف على حجم هؤلاء الأشخاص وتاثيرهم، وكذلك مدى سيطرة السيسي على المؤسسة العسكرية والتحكم في اتخاذ القرار بها».

وفي هذا الصدد، أضاف: «أعتقد أن هناك أجنحة في السلطة لا ترضى عما يجري بالبلاد الآن، وهي ممكن تكون أجنحة مدنية وعسكرية.. والمدنية تتمثل في النخبة القريبة من السيسي، وربما بعض المسؤولين، وكذلك عسكريين.. وكل هؤلاء رافضين لما يجري، ولكن المهم هو توازن القوي بين هؤلاء وبين جناح السيسي».

3 سيناريوهات للتغيير

ولفت إلى أن «هناك ثلاث سيناريوهات للتغيير، وتتمثل في الانتخابات والثورة والانقلاب على السيسي. لو تناولنا كل سيناريو على حدة، سنجد أن سيناريو الانتخابات هو الأفضل من وجهة نظري؛ لأنه الأكثر أمانا، وهذا صعب، فلا يتوقع أن تكون هناك انتخابات نزيهة وشفافة، ويبدو أنه تتم محاولة إبعاد كل مرشح حقيقي أو منح فرصة معارضة حقيقية، بحيث تصب في صالح مرشح بعينه وهو السيسي. وفي المقابل هناك معارضة ضعيفة لم تستطع لم شتاتها بعد، ولم تستطع أن تقدم مرشحا ينافس بشكل حقيقي في هذه الانتخابات، وبالتالي هذا السيناريو يتعرض لتهديد حقيقي ربما يقود إلى فشله».

أما السيناريو الثاني وهو الثورة، وفق «نافعة»، فهذا «سيناريو أصعب؛ لأنه لم تعد توجد بيئة حقيقية للثورة، سواء بسبب القبضة الأمنية، أو عدم وجود طليعة ثورية حقيقية تحرك الشارع والأغلبية الصامتة، فضلا عن عدم تحقيق أهداف ثورية حتى الآن، الأمر الذي لا يجعل الشارع يتفاعل مع أي دعوات ثورية خاصة الكتلة الصامتة».

وعن السيناريو الثالث، فقال «هو الانقلاب على السيسي وعملية تغيير من داخل النظام، وهذا سيناريو وارد في ظل الأداء السيئ للسيسي، والفشل الواضح في كل الملفات، والتخوف من أي تطورات فجائية، من قبيل ثورة جياع يعقبها فوضي، وبالتالي يمكن لعقلاء المؤسسة العسكرية أن يتحركوا في هذا الاتجاه، ولكن هذا مرتبط بعدة أشياء، منها مدى وجود نخبة عسكرية واعية لما يجري.. أيضا مدى قدرة هذه المجموعة على التحرك ونفوذها داخل الجيش، في مقابل حجم سيطرة السيسي على المؤسسة وإحكام قبضته عليها من عدمه».

وقال «نافعة»، إنه «منفتح على أي تيار يؤمن بالديمقراطية، وأعتقد أن أبو الفتوح من هؤلاء المنفتحين على الديمقراطية، وأري فيه جسرا بين التيار المدني والتيار الإسلامي، وبالمناسبة أنا منحته صوتي في الانتخابات الرئاسية 2012، وأنا متحمس له، ولكن هناك من يرفض وجود أي تيار إسلامي بالجبهة، وأنا أريد ان لا ندخل في صراعات مبكرة، وقبل توحيد التيار المدني وبالتالي يمكن مناقشة أمر التيار الاسلامي لاحقا».

وأعرب أستاذ العلوم السياسية، والخبير السياسي المخضرم، عن رفضه «كل ما تتعرض له جماعات الإخوان المسلمين، والتيار الإسلامي بشكل عام، ولا توجد دولة قانون تتعامل بهذا الشكل مع معارضين لها، وعليه أدين كل هذه الإجراءات».

وقال إنه يرفض «مذبحة رابعة جملة وتفصيلا، وعبرت عن ذلك كتابة، وطالبت بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في المذبحة وإنزال العقاب بمن ارتكبها»، كما يرفض التصفية الجسدية وأحكام الإعدام والإخفاء القسري، وقال: «هذا شيء مرفوض بالطبع، ولم أشهد نظاما بهذه الوحشية وتصفية الخصومة بهذه الطريقة، فضلا عن الأساليب الأخرى، من قتل وخطف بالشوارع وتكميم الأفواه وهدم منازل المعارضين، وهذا لم يحدث حتى في عهد مبارك بكل فساده وجبروته الأمني».

أرفض حصار قطر

وعلى الصعيد العربي، أعرب عن رفضه الحصار المفروض على قطر تماما من حيث المبدأ، «ولكن على كل طرف أن يتحمل مسؤولياته، سواء دول الحصار أو قطر، وبالنسبة لوضع قطر بعد الحصار، أرى أنها صامدة حتى الآن، وأداؤها أكثر تميزا وانفتاحا على العالم، على عكس أداء الدول المحاصرة لها».

وبخصوص ما يسمى بـ«صفقة للقرن»، قال إنها «طبعا هي لصالح (إسرائيل) بالمقام الأول، وتبدأ بنزع سلاح المقاومة، وهو ما تحاول أن تفعله إسرائيل، ولكن سترفضه حماس بكل قوة. ولوقف هذه الصفقة، على الفلسطينيين أن يتوحدوا ويتعاملوا مع إسرائيل برأس واحدة، سواء رأس مقاومة أو رأس مفاوضة، والأهم هنا الوحدة، وهذا سيكون عاملا مهما جدا في مواجهة مخططات إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

السيسي مصر الثورة الإخوان النظام قطر الحكم

سفيرة واشنطن السابقة بالأمم المتحدة مكذبة «السيسي»: اعتقل 50 ألف مصري

دراسة: مصر أكثر دول أفريقيا عرضة لتغيير نظام الحكم في 2022