«السيسي» يلتقي وفدا مسيحيا أمريكيا لبحث السلام مع (إسرائيل)

الخميس 2 نوفمبر 2017 06:11 ص

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى»، التقى الأربعاء، مجموعة من الناشطين الإنجيليين البارزين من الولايات المتحدة فى مكتبه بالقاهرة، حيث ناقشوا التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» وآفاق السلام بين (إسرائيل) والعالم العربى، وحالة المسيحيين في مصر وأماكن أخرى في المنطقة.

واستمر الاجتماع، وهو الأول من نوعه، لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وفق الصحيفة، وأظهر «السيسي» اهتماما بإقامة علاقة وثيقة مع واحدة من أكبر الطوائف الدينية وأكثرها تأثيرا في الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، فإن الاجتماع خطط له «جويل روزنبرغ» الناشط الإنجيلي الأمريكي الذي يعيش حاليا في القدس المحتلة.

وبدأت فكرة الاجتماع، عندما شارك «روزنبرغ» فى اجتماع عقده «السيسي» فى وقت سابق من هذا العام بواشنطن العاصمة مع خبراء فى الشرق الأوسط وقادة منظمات يهودية ومسؤولين سابقين كبار بالحكومة الأمريكية، وآنذاك بحث الناشط مع المسؤولين في دائرة الرئيس المصري فكرة تنظيم لقاء له مع الزعماء الإنجيليين.

وقال «روزنبرغ» الذي تحدث مع صحيفة «هآرتس» بعد الاجتماع الذي ضم 12 ناشطا إنجيليا: «كان من المفترض أن يستمر ساعة، لكنه استغرق ثلاثة ساعات تقريبا»، بحضور رئيس المخابرات المصرية، «خالد فوزي»، ورئيس الكنائس البروتستانتية في مصر «أندريا زكي».

وأضاف أن هذا الاجتماع يعد الأول من نوعه، حيث لم يُعقد أي اجتماع من هذا القبيل في التاريخ الحديث.

وبحسب الصحيفة، عبر «السيسي» خلال الاجتماع، عن تعازيه للشعب الأمريكى عقب الهجوم الذى وقع الثلاثاء فى نيويورك وأسفر عن 8 قتلى، وقال إن مصر والولايات المتحدة شركاء في مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأوضح «روزنبرغ» أن «االسيسي» أبلغ المجموعة أنه يريد «البناء على إرث الرئيس الراحل أنور السادات» الذي وقع اتفاق سلام مع (إسرائيل) عام 1978.

وأضاف: «لقد شرح الرئيس لنا أن مصر تعلمت الكثير على مر السنين حول كيفية صنع السلام والحفاظ عليه ولأنه له دور قيادي في العالم العربي، يمكن أن يساعد الآخرين على التحرك نحو السلام استنادا إلى تجربته الفريدة».

وذكر «روزنبرغ» أن «السيسي لم يدخل فى تكتيكات وتفاصيل عملية السلام، لكنه أعرب عن تأييده لهذا الجهد».

وخلال العام الماضي، ذكر «السيسي» عدة مرات أن مصر تعتقد أن اتفاق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الشرق الأوسط بأكمله، وشجع إدارة «دونالد ترامب» على متابعة مثل هذه الصفقة.

ويعتبر المجتمع الإنجيلي في الولايات المتحدة مؤيدا جدا لـ(إسرائيل)، وعلى مدى العقدين الماضيين، أقام السياسيون اليمينيون والمنظمات الإسرائيلية شراكات هامة مع الجماعات المسيحية الإنجيلية، وهناك أكثر من 60 مليون مسيحي إنجيلي في الولايات المتحدة، وأكثر من 600 مليون في جميع أنحاء العالم.

ومنذ وصول «السيسي» للحكم في صيف 2014، وتشهد العلاقات بين نظامه و(إسرائيل) تقاربا وتناغما كبيرا على شتى الأصعدة، حيث طرح ما يعرف بصفقة القرن لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» العام الجاري في نيويورك.

وبحسب تقارير إعلامية، تنطلق «صفقة القرن»، في مرحلتها الأولى، من رعاية أمريكية لا لبس فيها تعيد الثقة إلى مسيرة التسوية، وتحقق وجود الضامن المفقود، مع التزام كامل بمبدأ حل الدولتين، وإقرار لـ(إسرائيل) بحدود جدارها كخطوة أولى، وأن تعاد قراءة الحدود ومشروع تبادل الأراضي.

ويقابل ذلك التزام إسرائيلي بوقف الاستيطان خارج «الكتل الاستيطانية»، والالتزام الدولي والعربي برعاية الاقتصاد الفلسطيني مع إعادة النظر في اتفاق باريس الاقتصادي، وأن تستمر السلطة في منع العنف والتحريض، ويستمر التنسيق الأمني بإشراف طرف ثالث (أمريكا)، والسماح للجيش الإسرائيلي بالعمل في الضفة الغربية.

كما ستسعى السلطة إلى توحيد الصف الفلسطيني، واستمرار عملية إعمار غزة وإقامة ميناء (ربما يكون عائما) مع ضمانات أمنية، ويتم العمل على نزع سلاح غزة وتدمير الأنفاق.

وفي حال تحقيق السلطة هذه الشروط يمكن السماح لها بالإعلان عن دولة في حدود مؤقتة، مع بسط السيطرة على مناطق جديدة في الضفة.

وتدرس (إسرائيل) السماح بمشروعات حيوية في الضفة مثل المطار، ليمهد ذلك لمفاوضات مباشرة سقفها الزمني عشر سنوات وصولاً إلى السلام النهائي.

وخلال هذه الفترة الزمنية (المرحلة الأولى) تعلن دول الإقليم أنها جزء من هذا المشروع، وتبدأ تدشين تعاون شرق أوسطي في شتى المجالات الحيوية، وعلى رأسها الأمن ضمن إطار موحد.

أما المرحلة الثانية لـ«صفقة القرن»، فتدهب باتجاه تنازل الفلسطينيين عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من الغور، ومقابلها نظيرتها من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة وسيناء، وستحصل مصر من (إسرائيل) على مساحة مكافئة من وادي فيران جنوب صحراء النقب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر السيسي وفد أمريكي التطبيع القاهرة