ليبيا.. شهادات مروعة عن «اغتصاب الرجال» بشكل ممنهج

الجمعة 3 نوفمبر 2017 02:11 ص

روى ضحايا ليبيون كيف يُستخدم «اغتصاب الرجال» بشكل منهجي في بلادهم كأداة للحرب والهيمنة السياسية من قبل الفصائل المتناحرة، وفقا لشهادات متعددة جمعها محققون.

وكشفت مجموعة عمل مقرها تونس، بالتعاون مع صحفي من جريدة «لوموند» الفرنسية، عن شهادات مروعة لضحايا، ولقطات فيديو تبين أن الرجال يتعرضون لإيذاء جنسي بأشياء مختلفة، بما في ذلك مقابض الصواريخ وأيدي المكانس، حسب ما نشرته جريدة «الغارديان».

واتهم نظام «القذافي» باستخدام الاغتصاب كأداة للحرب خلال ثورة 2011 التي أطاحت به، قبل أن يشرب أنصاره من نفس الكأس.

وعن ذلك، يقول أحد الليبيين المغتربين في تونس، الذي فضّل أن يعرف باسم «رمضان» لأسباب أمنية: «الموالون لنظام القذافي تعرضوا للاغتصاب خلال الثورة؛ فعندما هزموا عانوا من نفس العنف».

وفي أحد الفيديوهات يظهر شاب خافضا رأسه نحو الرمال من الرعب، ثم يشير له ذراع عسكري فيخلع بنطاله، قبل أن يضع العسكري قاذفة صواريخ في مؤخرة الشاب، وتتحول الكاميرا بعيدا.

وتشير «الغارديان» إلى أنه لا يمكن التحقق من الفيديو بشكل مستقل، ومن المستحيل تحديد مجموعة الميليشيا التي ينتمي لها العسكري أو مكان وقوع الاغتصاب.

ويقول «عماد»، الذي ساهم في جمع الأدلة، وسافر إلى ليبيا لجمع الشهادات: «في إحدى الحالات، قال جندي سابق موال لمعمر القذافي إنه اغتصب مرارا وتكرارا، باستخدام مقبض مكنسة ثابتة على الحائط».

وظهرت أدلة أخرى من مجموعة من الشركاء في مبنى صغير بالقرب من طرابلس؛ حيث سلموا 650 ملفا لـ«عماد».

واحتوى العديد من تلك الملفات على ادعاءات بالاغتصاب قام بها أشخاص من قبيلة «تاورغاء»، وهي قبيلة أفريقية سوداء اتهمت بدعم «القذافي»، واغتصاب أعدائه خلال الثورة.

وعن مأساته، يروي رجلا في مخيم بجنوب طرابلس، اسمه «علي»: «بعضنا كان يبقى محتجزا فى غرفة عاريا ليلة كاملة مع مجموعات من المهاجرين، ولا يطلق الحراس سراحهم حتى يغتصب بعضهم بعضًا»، قبل أن يشير إلى أنه يواجه مشاكل جسدية جراء تعرضه للاغتصاب.

ويقول الضحايا إن هذه الفظائع تُرتكب لإذلال وتحييد المعارضين في البلاد التي تهيمن عليها الميليشيات؛ إذ يعتبر اغتصاب الذكور من المحرمات في المجتمعات العربية، وتصيب من يتعرض له أضرار بالغة تجعل من الصعب عليه العودة للحياة السياسية أو العسكرية أو المدنية.

ويلقى الضحية في غرفة مع سجناء آخرين يؤمرون باغتصابه أو قتله، على ما يرويه الضحايا للمحققين، ومنهم «أحمد»، الذي يحكي تفاصيل ما شاهده خلال احتجازه لمدة 4 سنوات في سجن في «تومينا»، على مشارف مدينة مصراتة: «إنهم يتعمدون إخضاع الرجال؛ بحيث لا يمكن للرجل أن يرفع رأسه مرة أخرى، وكانوا يصورون كل شيء عبر هواتفهم».

يقول «أحمد» الذي كان محتجزًا مع 450 آخرين: «يثبتون مكنسة على الحائط، وإذا كنت ترغب في تناول الطعام، عليك أن تخلع ملابسك، ثم تعود إلى المكنسة ولا تفارقها إلا حين يرى السجان تدفق الدم من مؤخرتك».

ويضيف: «كان هناك رجل أسود مهاجر، يأتون به إلينا في المساء في الزنزانة ثم يأمرونه باغتصاب الرجال، وإلا قتلوه».

وفي مخيم آخر في جنوب طرابلس، قالت سيدة تدعى «فتحية»، إن عائلتها بأكملها قد انتهكت من قبل ميليشيات من مصراتة، مع استهداف الرجال عمدا: «اغتصبوني أمام ابني الأكبر، ومنذ ذلك الحين لا يتكلم معي».

وردا على سؤال حول السجناء الآخرين الذين عانوا من محنة مماثلة، قالت «فتحية»: «لم أسمع سوى أصوات الرجال. كانوا يصرخون ليلا ونهارا».

ويتوقع أن يكون هناك المزيد من الضحايا داخل السجون السرية فى شرق ليبيا.

  كلمات مفتاحية

ليبيا القذافي اغتصاب رجال ليبيا حقوق إنسان