«القدس العربي»: الأردن يتوقع اشتعال الإقليم بحرب لإعادة التموضع

الثلاثاء 7 نوفمبر 2017 08:11 ص

أكد مدير مكتب صحيفة «القدس العربي» في العاصمة الأردنية عمان «بسام البدارين» أن ثمة قراءة محددة يلمسها المراقب المصغي لنخبة من السياسيين والمسؤولين الأردنيين، تحت عنوان توقع اشتعال الإقليم مجددا بحرب يمكن أن تبدأ من دون معرفة كيفية وقفها أو انتهائها، خصوصا أن عمّان تقرأ التصعيد السعودي الأخير باعتباره تمهيدا لضوء أخضر يعمل على برنامج خاص لإخراج «حزب الله» اللبناني من معادلة الإقليم.

ولفت «البدارين» إلى أن الدوائر الأردنية تلاحظ أن «الحريري» نفسه تم سحبه من المعادلة بعدما تعامل مع مسؤولين إيرانيين كبار، وهو ما لم يتم الافصاح عنه بالتفاصيل.

وقال إن التقدير الأردني العميق يشير إلى احتمالية سعي (إسرائيل) لاستغلال الهجمة السعودية على «حزب الله» لشن عمليات عسكرية جنوب لبنان مجددا، وهو أمر يُعتقد أنه تطلب تحييد الجبهة الجنوبية في قطاع غزة بملف المصالحة الشهير بين السلطة وحركة «فتح» والمقاومة الإسلامية بحركة «حماس».

وأكد «البدارين» أن ثمة تقارير داخلية أردنية ترجح تصعيدا عسكريا في المنطقة لإعادة التموضع وتحديد ملامح وهُوية الاصطفاف والتمحور الإقليمي، والجزء الداخلي من المشهد السعودي يصبح في هذه الحالة قرينة تستعد لسيناريو التصعيد.

وتابع: «ما يتحفظ عليه الأردنيون هو الشعور بأن التصعيد العسكري إقليميا قيد الولادة، لكن لا توجد آفاق لنهايات محددة، خصوصًا في ظل تشابك الأجندات والتعقيدات الجيوسياسية وغياب رؤية متفق عليها إزاء قضايا المنطقة الملحة بين الدول الكبيرة التي تلعب في المسرح وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا».

واعتبر الكاتب الأردني أن السيناريو الأخير يعد تمثيلا للحلقة الأكثر رعبا بالنسبة للدوائر الأردنية لأن الأردن في حالة التصعيد العسكري الإقليمي سيكون هذه المرة وسط المعمعة وحالة الصدام، ولأن مجريات التصعيد العسكري ستفتح جبهات غير متوقعة قد يكون من بينها هضبة الجولان وملف الجنوب السوري، الأمر الذي يؤثر بعمق في الأمن الحدودي الأردني شمالا مع سوريا وشرقا مع العراق.

وفي إشارة لحملة الاعتقالات السعودية التي طالت العشرات من الأمراء والوزراء، أكد «البدارين» أن «موقف عمّان من مسار الأحداث رسميًا في السعودية تموضع في تجنب إطلاق أي إشارة أو تعليق ومن أي نوع وبصورة تعكس الحياد المطلق والسعي لعدم التدخل على اعتبار أن المسألة تخص الشأن السعودي الداخلي، وأن الأردن ليس أصلاً في سياق التأثير أو حتى الرغبة في التأثير لا بحكم العلاقات المتينة والجوار ولا بحكم رئاسته للقمة العربية».

وشدد الكاتب الأردني على أن الأردن في حالة مراقبة حثيثة وتفصيلية لكل ما يجري خصوصا أن بعض المشروعات المتفق عليها داخل الأردن من الواضح أنها ستتأثر سلبا بما يسمى في الرياض اليوم بالحملة على الفساد، حيث كان أحد المتضررين وألمعهم هو رجل الأعمال السعودي البارز الشيخ «صالح كامل» الذي تعهد سابقا بالإسهام في تمويل مشروعات إنتاجية داخل الأردن.

  كلمات مفتاحية

حزب الله عملية عسكرية إسرائيلية استقالة الحريري حرب إقليمية تصعيد عسكري العلاقات السعودية اللبنانية

استقالة «الحريري».. لبنان إلى أين؟