إقامة «هادي» الجبرية بالرياض بين التأكيد والتشكيك والصمت الرسمي

الثلاثاء 7 نوفمبر 2017 02:11 ص

ما بين التأكيد والتشكيك والصمت رسمي، تراوحت ردود الأفعال اليمنية إزاء ما كشفته وسائل إعلام عالمية، من فرض السلطات السعودية الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، ومنعه وآخرين من العودة لبلاده، إرضاء للإمارات.

ففي الوقت الذي دلل البعض على صحة هذا النبأ، شكك آخرون فيه، بينما لم يصدر أي تصريح رسمي بشأنه.

إقامة جبرية

وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، عن مسؤولين يمنيين قولهم إن «السعودية تمنع الرئيس اليمني وأبناءه ووزراء ومسؤولين آخرين من العودة إلى وطنهم منذ أشهر».

وقال المسؤولون إن المملكة اتخذت القرار ظاهريا لحماية «هادي» وحكومته، لكنهم أضافوا أنه اتُخذ، أيضا، لإرضاء الإمارات، أكبر حليف للسعودية، والتي تعادي «هادي» وتعارض عودته إلى وطنه.

وفي أغسطس/آب الماضي، مُنع «هادي» من العودة إلى اليمن في مطار الرياض، حسب ما ذكره مسؤول للوكالة الأمريكية.

وطلب «هادي» مرارا من العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز» السماح له بالعودة، لكنه لم يتلق أي رد، وفقا للمسؤول نفسه.

دلائل

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، «توكل كرمان»، كانت أول من كشفت عن منع «هادي»، من العودة لعدن حين غردت مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، كاشفة أن دولة الإمارات تأتي وراء إفشال عودة كانت مقررة لـ«هادي» إلى محافظة عدن التي أوضحت أن الإمارات «تتحكم فيها».

وكتبت عبر حسابها على «تويتر»: «عاد الرئيس هادي من مطار الرياض بعد أن كان مقررا له أن يصل إلى عدن على إثر رفض قوات الاحتلال الإماراتية السماح له بالزيارة».

وفي تغريدات جديدة اليوم الثلاثاء، هاجمت «كرمان» قوات التحالف التي تحارب في اليمن، مطالبة السعودية بـ«رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس عبد ربه هادي منصور».

وتابعت: «سلّموا ما تحتلونه من أرضنا، وارفعوا الحصار عن شعبنا، أو فالجزاء من جنس العمل».

وختمت قائلة: «هذا شعب يرد كيل الصاع بالقنطار».

قناة «بلقيس» وعدة مواقع يمنية، أكدت، كذلك، ما ذكرته «أسوشيتدبرس»، وقالت إن «هادي» منع من قبل من أداء صلاة العيد، في عدن.

بينما غرد محافظ عدن «عبدالعزيز المفلحي»، بالقول: «هادي في قبضة حزب الإصلاح، وليس للسعودية طرف بما يحدث».

وأضاف: «الإصلاح يرتب جيش في مأرب يضرب به الطرفين الجنوب والتحالف!».

تشكيك

في المقابل، نقلت مواقع يمنية إخبارية أخرى، عن مصادر لم تسمها، نفيا لهذه الأنباء.

إذ قال موقع «اليمن العربي» إن «هادي» يتواجد في الرياض إلى حين استقرار الوضع في عدن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، ولا صحة لما يتردد ويُقال غير ذلك.

فيما قال الصحفي اليمني البارز «أنيس منصور»: «لا صحة للأخبار المنسوبة لوكالة أسوشيتدبرس، وصحيفة واشنطن بوست، عن كون الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية، لا هو ولا أحد من أفراد حكومته».

 

 

ولفت مغردون يمنيون إلى أن زيارة «هادي» للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، تكذب هذه المزاعم، حسب قولهم.

وفي هذا الصدد، غرد الكاتب والسياسي «محمد جميح» قائلا: «لست مع بقاء الرئيس هادي في الرياض مهما كانت الأسباب، لكن حكاية فرض الإقامة الجبرية عليه في الرياض تنقضها زيارته لنيويورك».

صمت رسمي

على الصعيد الرسمي، لم يصدر أي تصريح ينفي أو يؤكد ما ذكرته وسائل الإعلام العالمية، فيا اكتفى موقع «هادي» وحسابه على «تويتر» بنشر تقارير عن تقديمه العزاء إلى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في حادث تكساس، واستقباله محافظ المهرة.

وسبق أن منعت الإمارات، التي تتصدر واجهة التحالف باليمن، طائرة الرئيس من الهبوط بمطار عدن التي تتولى الإشراف عليه، وهي من تعمل على إضعاف سلطاته، حسب تقرير أممي صدر حديثا.

ويقيم «هادي» في السعودية منذ ما يقرب من عامين ونصف باستثناء شهور متقطعة قضاها في عدن؛ حيث غادر المدينة في فبراير/شباط الماضي، بعد خلافات مع الإماراتيين.

وتوصف أبوظبي بأنها المسيطر الأول على جنوبي اليمن، وتتحكم فيها بشكل يثير سخطا محليا متزايدا، في ظل الأزمة بينها وبين مسؤولي الحكومة الشرعية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

توكل كرمان هادي السعودية اليمن الإمارات إقامة جبرية