«ستراتفور»: «بن سلمان» يقود انقلابا على نخبة رجال الأعمال

الأربعاء 8 نوفمبر 2017 03:11 ص

حملة الاعتقالات الأخيرة ضد العديد من أبرز أعضاء مجتمع الأعمال السعودي تؤكد توقعات «ستراتفور» للربع الرابع من 2017، والتي سلطت الضوء على كيفية إعطاء ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الأولوية لسياسات مكافحة الفساد مع توجيه المملكة العربية السعودية من خلال تغيرات اقتصادية كاسحة.

وسيواصل «بن سلمان» تركيز اهتمامه على دعم موقفه كموعد لاحق للخلافة الملكية مع توسيع نفوذ البلاد في المنطقة.

وفى عملية تطهير مفاجئة لقطاع الأعمال بالسعودية، أصدرت لجنة مكافحة الفساد التي تشكلت مؤخرا أمرا بالقبض على العديد من الأعضاء البارزين فى الأسرة المالكة ووزراء ورجال أعمال.

وفى يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني، وضع مرسوم ملكي ولي العهد «محمد بن سلمان» على رأس لجنة مكافحة الفساد الجديدة.

ويبدو أن الاعتقالات وإنشاء هيئة لمكافحة الفساد هو محاولة من «بن سلمان» لتعزيز موقفه على رأس السعودية الجديدة التي لم يعد فيها صنع القرار القائم على توافق الآراء هو القاعدة، إلا إذا كان مكتوبا وفقا لقواعده.

وهناك عدة أسباب محتملة لهذا الإصلاح المفاجئ والبعيد المدى للنظام الاقتصادي السعودي.

الأول هو أن «بن سلمان» يفي بوعده بشن حملة واسعة النطاق على شبكات الأعمال الفاسدة وبداية جديدة حيث تمر البلاد بتحولها الاقتصادي تحت رعاية خطة إصلاح رؤية 2030.

كما تعد رغبة «بن سلمان» في تشديد قبضته على العديد من المؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية في المملكة العربية السعودية هي دافع آخر محتمل.

وفي صعوده إلى السلطة، وضع «بن سلمان» نمطا من القمع ضد المعارضة، حيث ألقى مؤخرا القبض على العديد من رجال الدين البارزين والناشطين والعلماء.

ويتمتع «بن سلمان» بدعم شعبي لجهوده الجديدة لمكافحة الفساد، في الوقت الراهن، لكن احتمال حدوث نكسة بين النخب السعودية مرتفع حيث يحاول ولي العهد إعادة رسم خطوط الرعاية وتغيير صورة أنماط حياة النخب المرفهة السعودية.

وأحد الجوانب البارزة لهذه التغيرات السريعة في السعودية هو السرعة التي يؤكد بها خط عائلة «سلمان» هيمنتها داخل دوائر العائلة المالكة، في حين يحاول أيضا إعادة تأسيس القيادة السعودية في المنطقة.

في نفس يوم الاعتقالات، استقال رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» من منصبه في خطاب بالعاصمة السعودية الرياض، مما يؤشر على حقبة جديدة من التنافس السعودي الإيراني في لبنان.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اعترضت السعودية صاروخا تم إطلاقه من اليمن باتجاه مطار الملك خالد الدولي بالرياض.

وأعلن «الحوثيون» مسؤوليتهم عن إطلاقه، وأدى هذا الأمر إلى رد فعل حاسم من السلطات السعودية التي اتهمت إيران بتصعيد الوضع في اليمن من خلال «عدوان عسكري سافر».

وبحلول 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أغلق «التحالف العربي» الذي تقوده المملكة الحدود البرية والموانئ والمطارات اليمنية في محاولة لمنع أي شحنات أسلحة إيرانية محتملة.

ومن خلال تحدي إيران في اليمن ولبنان بطريقة جديدة، وفي الوقت نفسه إعادة صياغة دوائر القوى الاقتصادية المحلية في البلاد، فإن ولي العهد السعودي يبشر بعصر جديد من عدم اليقين السياسي على الصعيدين المحلي والإقليمي.

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان رجال الأعمال

«نيويوركر»: «بن سلمان» مرشد أعلى يحكم عائلة منقسمة وبلدا غير مستقر