استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يا سعودية.. نحبك!

الجمعة 17 نوفمبر 2017 01:11 ص

ليس هناك لاسرائيل حليف افضل من السعودية. فهي تحارب حزب الله، وحتى أنها عزلت رئيس حكومة لبناني لأنه عاش بسلام مع حزب الله على مدى سنة ونصف. لا توجد دولة في العالم، حتى الولايات المتحدة، تعمل باصرار كهذا ضد ايران، حتى أنها شنت حرب في اليمن، ليس من اجل اليمنيين الذين كان يمكنهم من ناحيتها الموت من الجوع، بل من اجل كبح نفوذ ايران.

وهي تحذر حماس من تجديد علاقتها مع طهران وتضغط على واشنطن كي تستيقظ من سباتها من اجل العمل ضد التهديد الايراني. يبدو أنها حتى ستكون مسرورة بضم اسرائيل الى "المحور السني". وكل الاحترام ايضا لولي العهد محمد بن سلمان، الذي طير بشجاعة عدد من الوزراء عن كراسيهم، ولم يخش من مواجهة الاوليغارتية الدينية السعودية.

السعودية هي حلم الدولة اليهودية. في سلوكها ازاء ايران، في الحقيقة هي تحطم المسلمة التي بنت الاستراتيجية الدفاعية لاسرائيل التي تقول إن الدول العربية تسعى الى القضاء عليها. لكن في المقابل، السعودية تعزز موقف ايران كعدو نهائي.

لقد كان يمكننا توقع أن حلف كهذا مع دولة عربية ترى بنفس المنظار مع اسرائيل العدو اللدود، يستحق على الأقل اهتماما جديا بمصالح السعودية في الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية، لنتذكر، على سبيل المثال، المبادرة السعودية، التي عرضت تطبيع عربي مع اسرائيل مقابل الانسحاب من كل المناطق. لم يكن سيحدث أي ضرر لو أن اسرائيل مدت يدها للمملكة وعرضت البدء في المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس تلك المبادرة.

وربما حتى دعوة السعودية للوساطة. ايضا ليست مرفوضة محاولة ايجاد تحالف عربي، يتكون من مصر والاردن واتحاد الامارات والسعودية من اجل هذا الهدف، حيث أن بنيامين نتنياهو لم يتوقف عن التفاخر بجودة العلاقات التي نجح "هو" بانشائها مع الدول العربية، وحتى مع الدول التي لم توقع على اتفاقات سلام مع اسرائيل.

الحلف مع مصر يعمل بشكل جيد على الحدود الجنوبية، والهدوء والتعاون الاستراتيجي يسير بصورة مدهشة مع الاردن، ودولة اتحاد الامارات تحولت الى شريكة صامتة. كما يبدو ليس هناك اندماج قوى ناجح أفضل بالنسبة لاسرائيل.

المشكلة هي أنه حتى تحالف المصالح مع السعودية مصاب بعيب اساسي. فهي تطلب من اسرائيل دفع ثمن سياسي باهظ جدا. حسب رأيها من المسموح تعاون الدول العربية ضد اعداء مشتركين، لكن ليس مقابل احتمال جدي للسلام. الفائدة الامنية والاقتصادية الكبيرة التي يمكنها أن تتأتى من عملية سياسية تشارك فيها الدول العربية المناوئة لايران، أهميتها مثل قشرة الثوم بالنسبة لاسرائيل. وهي ستستمر في تحمل الثمن الاقتصادي والامني لتطوير نصف مليون مستوطن، دون الحديث عن تحطيم الديمقراطية الاسرائيلية. التحالف مع السعودية أو دول عربية اخرى – فقط بالمجان.

عندما تصرخ اسرائيل فرحا عندما يتم اطلاق صاروخ بالستي من اليمن على العاصمة السعودية، وتحتفل بإقالة/استقالة رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، حيث ترى في هذه الخطوة محفزا لتعزيز النضال ضد ايران، فهي تنطوي على نفسها مثل القنفذ في كل مرة يقوم فيها شخص ما بتذكيرها بالمبادرة السعودية.

إسرائيل تفرض أن عدوا مشتركا سينسي السعودية والدول العربية الاخرى الامر المكروه الذي اسمه "العملية السلمية".

في السنوات السبعة الاخيرة، منذ الربيع العربي. وفي السنوات الثلاثة الاخيرة منذ سيطر داعش على مناطق في سوريا والعراق، تغيرت في الشرق الاوسط تحالفات وائتلافات مثل المشكال (كلايد سكوب).

إن من يعرف كيف يستغل الفرص، مثل روسيا وايران وتركيا، كسب مالا سياسيا. فرصة كهذه توجد الآن أمام اسرائيل، لكنها تعلمت جيدا الدرس الفلسطيني: هي لا تفوق أي فرصة لتفويت الفرص.

* د. تسفي برئيل كاتب ومستشرق إسرائيلي

المصدر | هآرتس - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) السعودية إيران استقالة الحريري التطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية