موجز تاريخ الدولة السعودية.. هل يقترب حكم «آل سعود» من النهاية؟

الأحد 19 نوفمبر 2017 07:11 ص

تشهد المملكة العربية السعودية حالة من التذبذب، وذلك بسبب حملة التطهير داخل الأسرة المالكة، بما في ذلك اعتقال العديد من النخب رفيعة المستوى، إضافة إلى الهبوط الحاد في أسعار النفط، والإصلاحات الاجتماعية، بما في ذلك توسيع نطاق حقوق المرأة، والتي خلقت معا شعورا من عدم اليقين حول مستقبل المملكة.

لكن السعودية واجهت تحديات خطيرة من قبل، فعلى الرغم من أن الدولة السعودية الحديثة تأسست قبل أقل من قرن من الزمان، لكن القبيلة السعودية قد هيمنت على شبه الجزيرة العربية منذ ما يقرب من ثلاثة قرون.

وقد سعت مختلف الإمبراطوريات والقبائل إلى حكم المنطقة، ما أدى إلى التفكك والنضال المستمر من أجل السلطة طوال معظم تاريخها، وكان السعوديون فقط هم من تمكنوا من الحفاظ على السيطرة على المدى الطويل على جزء كبير من شبه الجزيرة العربية.

ولكن العاملين الرئيسيين اللذين تعتمد عليهما سلطة الحكم السعودية، وهما الدين والنفط، لم يعودا على ما كانا عليه سابقا، ومن ثم فمن المحتمل أن تتفكك شبه الجزيرة مرة أخرى، وكان هذا وضعا تاريخيا قبل حكم السعوديين.

وفي هذا التقرير، ننظر إلى أسس المملكة، وصعود السعوديين في شبه الجزيرة العربية، وكيف وصلت البلاد إلى ما أصبحت عليه اليوم.

تعريف شبه الجزيرة العربية

تعد المملكة العربية السعودية الحديثة قلب شبه الجزيرة العربية، التي تمتد من بلاد الشام في الشمال إلى خليج عدن وبحر العرب في الجنوب، ومن البحر الأحمر في الغرب إلى الخليج العربي في الشرق.

وتتكون المملكة العربية السعودية المعاصرة من منطقتين رئيسيتين متميزتين؛ الأولى، الحجاز، وهي منطقة عالمية تقع على طول البحر الأحمر، والثانية نجد، وهي منطقة صحراوية قاحلة تتكون من وديان متعددة مدفونة في المناطق الداخلية من شبه الجزيرة، وتبدأ نجد من حيث تنحدر جبال الحجاز، وتمتد إلى منطقة واحة الأحساء على طول الساحل الشرقي، وتشكل صحارى النفود والربع الخالي محيطيها الشمالي والجنوبي على التوالي.

وفي عام 622، خضعت شبه الجزيرة بأكملها تحت سيطرة أول دولة مسلمة، والتي تأسست في المدينة المنورة حين كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لا يزال على قيد الحياة، ولكن تفككت المنطقة بعد عقد من الزمان من وفاته.

ومباشرة بعد توليه منصب الخليفة الأول، واجه «أبوبكر الصديق» تمردا من قبل عدة قبائل، وكان الكثير منها من نجد، وعلى الرغم من أن هذه التمردات تم إخمادها، سرعان ما فقدت الجزيرة العربية أهميتها داخل الخلافة، حيث وسع نطاق الخلافة ليشمل المناطق المأخوذة من الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية، وتحولت العاصمة السياسية إلى دمشق ثم بغداد، وظلت شبه الجزيرة العربية، خاصة الحجاز، عنصرا دينيا هاما في الخلافة، ولكن بعيدا عن مركزها السياسي.

وفي معظم التاريخ الإسلامي، سعت مختلف الإمبراطوريات التي كانت تحتل السلطة في الشرق الأوسط، الأمويون والعباسيون والفاطميون والأيوبيون والمماليك والعثمانيون، إلى السيطرة على منطقة الحجاز، التي تضم أقدس مدينتين إسلاميتين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، بسبب أهميتها الدينية.

وكانت القوى التي هيمنت على الخليج العربي تمارس نفوذا على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة، ولكن نجد كانت مكانا غامضا وهادئا يقع في عمق المناطق الداخلية من الجزيرة العربية، منغلقة عن بقية العالم، لكن كل هذا تغير بدءا من منتصف القرن الثامن عشر، عندما ظهرت القبيلة السعودية والطائفة الوهابية في المنطقة.

نشأة الحكم السعودي

لعدة قرون، تقاتلت القبائل في نجد باستمرار من أجل السلطة، وفي الوقت نفسه، ابتداء من أواخر القرن العاشر، كانت مكة والمدينة المنورة في الحجاز يداران من قبل حكام عرب يعرفون بلقب «الشريف» من القبيلة الهاشمية (التي يحكم أحفادها الأردن الحديث).

لكن بعد أن أحكم العثمانيون سيطرتهم على كل من الساحل الشرقي والغربي لشبه الجزيرة العربية، في منتصف القرن السادس عشر، أصبحت نجد محور تركيز قوة كبرى، وكانت الإمبراطورية العثمانية تريد السيطرة على المناطق الداخلية من شبه الجزيرة، ولكن لم تكن التضاريس مواتية، وكان العائد من وراء ذلك منخفضا، ما جعل ذلك أولوية منخفضة.

وقد خصص العثمانيون موارد أكثر بكثير للتوسع في أوروبا والاندفاع نحو الشمال إلى ما وراء حوض البحر الأسود، ومع ذلك، فقد أتيحت لهم فرصة للتوسع في نجد، لأنهم كانوا يسيطرون على كل السواحل، وقد حافظت الإمبراطوريات السابقة على السلطة في الحجاز فقط، لكن ما أعاق العثمانيين هي حاجتهم للتركيز على الحروب مع الإمبراطورية الصفوية شمال الخليج العربي.

وبحلول أواخر القرن السابع عشر، بدأت السلطة العثمانية تنهار، ولم تتجاوز سلطة الإمبراطورية في الجزيرة العربية السواحل أبدا، وفي الواقع، أصبح حلفاؤها المحليون على السواحل، بما في ذلك في الحجاز، أكثر استقلالية.

وبحلول أوائل القرن الثامن عشر، حاولت قبائل من الحجاز في الغرب والأحساء في الشرق التوسع باتجاه نجد، ما زاد من حدة الصراع القبلي في المنطقة، وفي الوقت نفسه، ترك تراجع الإمبراطورية العثمانية الاقتصاد في شبه الجزيرة العربية في فوضى وخراب، وسعت القبائل التي تسيطر على واحات العيينة والقاسم والدرعية والرياض إلى الدفاع عن ممتلكاتها. (الخريطة: نجد والحجاز)

وأصبحت بلدة الدرعية، التي تقع في ضواحي الرياض، مدينة محورية، عندما أصبح «سعود بن محمد»، مؤسس الأسرة السعودية، أميرها في العقد الأول من القرن الثامن عشر، وعندما قتل عام 1725، نجح ابنه «محمد بن سعود» في الصعود إلى منصب الأمير، ولكن ليس قبل صراع مرير على السلطة، شارك فيه أمراء حرب قبليون من المناطق المجاورة.

وأدى الانكماش الاقتصادي إلى تراجع التجارة، ما أدى إلى تكثيف الحروب القبلية والفوضى في المناطق الداخلية، ولم ينشأ النظام قبل مرور جيل على الأقل.

وخلال هذه الفترة، عاد «محمد بن عبدالوهاب»، مؤسس التفسير الإسلامي المحافظ المعروف باسم الوهابية أو السلفية، إلى وطنه نجد، بعد دراسته في المدارس الدينية في العراق وإيران وسوريا ومصر، وبدأ وعظ الناس بتفسير متعمد للإسلام، يتعارض مع المذاهب السنية السائدة في ذلك الوقت.

وعندما أجبر على الفرار، في عام 1744، استقر في الدرعية، في منطقة نجد، ودخل في اتفاق مع حاكمها «محمد بن سعود»، وكان هذا هو الأساس للتحالف بين السعوديين والوهابيين الذي استمر حتى اليوم.

وقد أشرفا معا على تأسيس الدولة السعودية الأولى، عام 1744، وأطلقا الجهاد لنشر الأيديولوجية الجديدة في أنحاء نجد وخارجها، وكانت هذه نقطة تحول في تاريخ السعوديين، وبدون أيديولوجية الوهابية الدينية، كانوا ليبقوا مجرد عشيرة أخرى من أمراء الحرب بين الكثيرين في نجد، وقد كان الهدف هو غزو كل نجد ثم الانتقال إلى الحجاز، وتحريرها من الحكم العثماني، وبحلول عام 1808، تم إخضاع المنطقتين لسلطة الدولة السعودية الأولى. (الخريطة: الدولة السعودية الأولى)

وشكل التحالف السعودي الوهابي تهديدا كبيرا للعثمانيين، الذين تراجعت سلطتهم في أوائل القرن التاسع عشر، وفقد العثمانيون السيطرة على مصر للحاكم الألباني «محمد علي باشا»، الذي كان عليهم الاعتماد عليه لمواجهة التهديد السعودي، وفي عام 1811، أرسل «محمد علي باشا» فرقة بقيادة ابنه «إبراهيم باشا»، لاستعادة الحجاز من السعوديين.

وبعد 7 سنوات من الحرب، دمر المصريون الدولة السعودية الأولى، لكن المصريين لم يهتموا بالحفاظ على وجود دائم في نجد، وقد مكن ذلك السعوديين من التجمع مرة أخرى بعد 6 أعوام بقيادة «تركي بن ​​عبدالله»، حفيد «محمد بن سعود»، والاستيلاء على الرياض من القوات الغازية، الأمر الذي أدى إلى تأسيس الدولة السعودية الثانية عام 1824، وكانت هذه الدولة أصغر وأضعف من سابقتها، بسبب الصراع الداخلي ودعم المصريين والعثمانيين للقبائل المتنافسة، خاصة «آل رشيد» في منطقة حائل الشمالية، وفي عام 1891 انتصر «آل رشيد»، ودفعوا السعوديين إلى المنفى في الكويت.

تأسيس المملكة الحديثة

وبعد عقد من الزمان، في عام 1901، سعى «عبدالعزيز بن عبدالرحمن»، المؤسس المستقبلي للمملكة السعودية الحديثة، وابن الحاكم الأخير للدولة السعودية الثانية، إلى استعادة أراضي أجداده، وقد سيطر على الرياض عام 1902، لكنه لم يستول على الساحل الشرقي من العثمانيين حتى عام 1913.

كما أراد «عبد العزيز» السيطرة على الكويت، لكن البريطانيين عارضوا هذه الخطوة، ولم يرغبوا في المخاطرة بالعلاقات مع الحكام الآخرين الذين يدعمونهم، ولا سيما الهاشميين، الذين ساعدوا لندن على هزيمة الإمبراطورية العثمانية.

ومع انهيار الإمبراطورية العثمانية، إلى جانب التحرك البريطاني والفرنسي لتقسيم ممتلكاتهم العربية، الذي أضعف موقف الهاشميين، سمح البريطانيون لـ«عبدالعزيز» بالانتقال إلى الحجاز عام 1923، وحتى ذلك الحين، كان «عبدالعزيز» يسيطر فقط على الأراضي المحيطة بمنطقة الحجاز، بما في ذلك منطقة عسير، جنوب الحجاز وشمال اليمن، التي غزاها عام 1920، ولكن بعد 6 أعوام، استولت قواته على الحجاز، ومع سيطرتهم بقوة على المدن المقدسة، مكة والمدينة والمنورة، أصبح بإمكان السعوديين الآن ادعاء، ليس فقط حكمهم لدولة إسلامية، ولكن أنهم أصبحوا أيضا قادة العالم الإسلامي.

وفي عام 1927، اعترف البريطانيون بمملكة الحجاز ونجد، عبر معاهدة جدة، وبقيت المنطقتان منفصلتين لمدة 5 أعوام، قبل توحيدهما رسميا خلال تأسيس المملكة العربية السعودية، وبحلول أوائل ثلاثينات القرن العشرين، كان السعوديون يسيطرون على جزء كبير من شبه الجزيرة العربية، وكانت هذه لحظة تاريخية، فحتى ذلك الحين، لم يكن هناك نظام واحد، منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، استطاع ادعاء سلطته على كامل المنطقة.

لكن المملكة كانت لا تزال دولة ضعيفة تعتمد على البريطانيين في احتياجاتها الأمنية، ولم يكن الإسلام وحده كافيا للحفاظ على الاستقرار والوحدة في البلاد على المدى الطويل، ولا سيما بالنظر إلى تفتت العالم الإسلامي، وكانت الدولة السعودية الثالثة مهددة بظهور قوى متنافسة، خاصة القومية العربية العلمانية في مصر، والبعثية في العراق وسوريا، خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.

وكان السعوديون قد حاولوا وفشلوا مرتين قبل أن يسيطروا على الدولة السعودية، لكن ما جعل هذه المرة مختلفة، هو اكتشاف النفط في المملكة عام 1938، من قبل شركة ستاندرد أويل، ولم يبدأ الإنتاج حتى عام 1949، وانتظرت المملكة عقدا آخر من أجل تأميم قطاع النفط، ولكن السعوديين أصبحوا في نهاية المطاف أكبر منتجي النفط الخام في العالم.

وساعدت احتياطيات النفط الهائلة بالبلاد، والأولوية الدينية في العالم الإسلامي، معا، على استدامة النظام الملكي السعودي لعقود، وبالإضافة إلى ذلك، مكنت الثروة الناتجة عن قطاع النفط المملكة من استعراض القوة والنفوذ في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة على نحو فعال هي الضامن الأمني ​​للسعوديين، الأمر الذي يثبت حقيقة أن جيش المملكة، على الرغم من ثروته النفطية الضخمة، كان ضعيفا.

ولم يعش «عبدالعزيز» لرؤية مملكته تزدهر، وقد سيطر أبناؤه على النظام الملكي بعد وفاته عام 1953، ولكن كان لديهم العديد من المشاكل الداخلية للتعامل معها، سواء من داخل العائلة المالكة، أو من قبل العناصر الراديكالية في المؤسسة الدينية.

وأسفرت هذه الأزمات عن عدة أزمات على مدى عقود، بما في ذلك التنازل القسري عن العرش من قبل خليفة «عبدالعزيز» الأول، الملك «سعود بن عبدالعزيز»، عام 1964، واغتيال الملك «فيصل بن عبدالعزيز» عام 1975، الذي خلف «سعود»، وحصار المسجد الحرام في مكة عام 1979 من قبل المتطرفين الدينيين، فضلا عن ظهور حركات الصحوة في التسعينات، وظهور تنظيم «القاعدة» في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وتنظيم «الدولة الإسلامية» عام 2010.

عدم اليقين في المستقبل

ومن المؤكد أن السعوديين واجهوا أزمات محلية كبيرة في الماضي، لكن عليهم الآن أن يتعاملوا مع العديد من المشاكل الخارجية، مثل انتشار الجهادية، وتآكل نفوذ المملكة في العالم العربي، وصعود إيران وحلفائها العرب الشيعة، وتركيا الناشئة الصاعدة بقوة، واختلاف المصالح مع الولايات المتحدة.

ويأتي كل هذا في الوقت الذي تمر فيه المملكة بمأزق تاريخي، مع تحول السلطة إلى الجيل الثالث من الملوك السعوديين، وما يزيد الأمور سوءا، أن النفط يعاني كأهم مصادر الأموال والإيرادات في المملكة، بسبب انخفاض الأسعار.

ويتعين على السعوديين «حرق» المزيد من الأموال من الاحتياطيات الكبيرة، للحفاظ على الاستقرار في الداخل، ومع وجود عدد كبير من الشباب، مع وجود ما لا يقل عن ثلثي المواطنين السعوديين دون سن الثلاثين، يتغير النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد.

والدين الذي وحد القبائل المتحاربة في الماضي، لم يعد بنفس القدرة في مملكة أكثر حداثة وشبابا اليوم، وإذا كان للدين دور الآن، فقد يقتصر على استخدام المتطرفين الجهاديين له لتحدي دور القيادة السعودية في العالم الإسلامي.

ولهذه الأسباب، قام ولي العهد، والملك المستقبلي، «محمد بن سلمان» بتحركات غير مسبوقة ضد المؤسسة الدينية، فضلا عن العائلة المالكة نفسها، بما في ذلك فرض إصلاحات اجتماعية، وترتيب اعتقال عشرات الأمراء وكبار المسؤولين.

وفي الوقت الراهن، يبدو أن الأمير الشاب لا يواجه أي مقاومة جدية، لكنه لا يزال في وقت مبكر من هذه العملية، ومع الوضع في الاعتبار أنهم نجوا من تحديات أخرى على مدى القرون الثلاثة الماضية، لا يزال يتعين رؤية ما إذا كان السعوديون قادرين على البقاء على قيد الحياة في هذا الاختبار.

وبغض النظر عما يحدث للملكية السعودية، فإن شبه الجزيرة العربية ككل تظهر بالفعل علامات على التفكك المحتمل، وقد تكون الحرب في اليمن والحصار العربي المفروض على قطر مجرد علامتين على هذا التشرذم.

وتهدد الأزمة في المملكة العربية السعودية بتسريع هذه العملية، لكن هذا ليس شيئا جديدا، فإن القدرة النسبية على الاستقرار، التي شهدتها المملكة في القرن الأخير مقارنة بالأنظمة السعودية على مدى القرون الثلاثة الماضية، كانت في الواقع حالة شاذة.

وقد كانت شبه الجزيرة العربية ذات أهمية جيوسياسية في نقطتين من التاريخ، في القرن السابع مع ظهور الإسلام، وفي القرن العشرين مع اكتشاف النفط.

وفي نقاط أخرى، كانت الأهمية تتركز في المناطق الساحلية في المنطقة فقط، وإذا تم إضعاف الدولة السعودية، ستعود شبه الجزيرة إلى هذه الحالة، مع تحول السواحل مرة أخرى إلى مراكز السلطة، وبقاء المناطق الداخلية خارج الصورة كما كانت في السابق.

المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز

  كلمات مفتاحية

السعودية الوهابية نجد الحجاز محمد بن سلمان

سفير السعودية ببريطانيا: قيادتنا لا تستمد شرعيتها في الحكم من منطلق ديني