أكد قائد القوات الجوية الفرنسية الجنرال «فيليب مونتوكيو»، المكلف بالعلاقات الدولية العسكرية في أركان الجيش الفرنسي، أن فرنسا ليست بحاجة لإرسال قوات ميدانية إلى الدوحة كما فعلت تركيا، لأنها تملك اتفاقية دفاع مشترك مع قطر، وستتدخل فرنسا بموجبها عند الضرورة لحماية الدوحة من أي خطر.
وشدد «مونتوكيو» في حوار نشرته صحيفة «الشرق» أن قطر من الدول المهمة جدا في استراتيجية فرنسا سواء السياسية أو العسكرية .
وأوضح الجنرال الفرنسي في حواره، أن «هناك جنودا فرنسيين في قاعدة العديد في إطار التعاون الثنائي بين البلدين فضلا عن مصالح مهمة جدا في قطر»، لافتًا إلى أن البلدين سيجريان قريبا مناورات بحرية في بحر قطر، بمشاركة سفن وقطع حربية فرنسية.
واكد القائد العسكري الفرنسي أن «التعاون الفرنسي القطري العسكري قائم منذ عقود في قطاعات الجو والبر والبحر وهو تقليد قديم في إطار التسليح وتحديث المنظومة الدفاعية القطرية ويعتمد على أرفع جودة في أنواع وكفاءة السلاح الفرنسي».
وحول موقف فرنسا من الحصار، قال «مونتوكيو»: «نحن على علاقة ممتازة بكل دول الخليج ونأمل في الحفاظ على متانتها، ونعمل بكل قوتنا لإنهاء الحصار عبر التهدئة وإزالة التوتر، وفي الوقت نفسه نبلغ قطر بأن الأزمة لن تمس شراكتنا ولن تغير سياستنا ولا تعاوننا ولا علاقاتنا الممتازة معها».
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة، وقالت إنها تواجه حملة «افتراءات وأكاذيب».
وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» أكد، الأسبوع الماضي، أن بلاده لا تستبعد تحرك دول الحصار عسكريا ضدها، مشيرا إلى أنه لدى الدوحة ما يكفي من الأصدقاء لمواجهة تلك الخطوة.
وقال الوزير القطري: «إنه على الرغم من أن قطر تأمل في ألا يحدث ذلك، فإن بلاده مستعدة جيدا ويمكنها الاعتماد على شركائها في الدفاع عنها ومنهم فرنسا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة»، وفقا لما نقلته وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية.
يشار إلى أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تعهد بمواصلة الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده إلى قطر خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، علما بأن تركيا لديها قاعدة عسكرية في قطر تستوعب قرابة 3000 جندي.
وتسعى فرنسا للقيام بدورٍ مؤثرٍ في حل الأزمة الخليجية، وقام رئيسها «إيمانويل ماكرون»، بتعيين «برتران بوزونسونو» مبعوثا خاصا لأزمة الخليج، حيث التقى بالدوحة وزير الخارجية القطري، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وزار وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» الدوحة في سبتمبر/أيلول الماضي، وسبق أن زارها ضمن جولة شملت أيضا المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت في منتصف يوليو/تموز الماضي.
ووجه حينها «لودريان»، دعوة إلى جميع الأطراف للتهدئة والحوار من أجل استقرار وأمن المنطقة، مؤكدا دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية.
