لماذا اتصل «ترامب» بـ«أردوغان»؟

الاثنين 27 نوفمبر 2017 04:11 ص

تناولت الصحفية التركية المقربة من الرئاسة التركية «هلال كابلان» في مقالها الإثنين بصحيفة صباح اتصال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالرئيس «رجب طيب أردوغان» والذي نشرت الرئاسة التركية صورة لـ«أردوغان» وفريقه وهم يستمعون إليه وقد أعرب «ترامب» عن بعض النقد للسياسة الأمريكية تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.

وفي لفتة إلى سياق آخر للاتصال ربطت الكاتبة الاتصال بموضوع غير ظاهر بشكل مباشر وهو العلاقات التركية البريطانية.

وتقول الكاتبة أن أول زيارة خارجية لرئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» بعد انتخابها كانت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن وفي اليوم التالي كانت زيارتها إلى أنقرة .

والتقت في البداية بالرئيس «أردوغان» ثم رئيس الوزراء «بن علي يلدريم» وكانت الأولوية على أجندتها هو المحافظة على استمرار العلاقات التجارية بعد البريكست.

وتم توقيع اتفاق على قيام شركة الدفاع والطيران البريطانية بتصنيع طائرة حربية لتركيا بقيمة 125 مليون دولار، وكذلك الأمر فتح الباب مرة أخرى ومن جديد في مجال التعاون في الصناعات الحربية والدفاعية حيث أوقفت ألمانيا توريد المحركات لدبابات التاي التي تصنعها تركيا، وهنا تقدمت شركة كاتربيلر الانجليزية بعرض لتوفير هذه المحركات.

ومن المهم أيضا وأكثر من أي أمر آخر بالنسبة لبريطانيا هو طريق الحرير الممتد من بكين إلى لندن ومشروع إحياء طريق الحرير. ولذلك فإن استقرار تركيا هو مصلحة مشتركة.

وتقول الكاتبة إنه مع تزايد التنافس بين بريطانيا وألمانيا بعد خروج الأولى من الاتحاد الأوروبي فإن تبني بريطانيا لسياسات معتدلة وعقلانية تجاه تركيا لا يعد أمرا مستغربا.

وذكرت الكاتبة بعض الشواهد على ذلك ومنها:

قول السفير البريطاني «ريتشادر مو» إننا نعلم جيدا أن جماعة كولن تقف خلف المحاولة الانقلابية في تركيا.

وقوله أيضا إن توقيع تركيا على منظومة إس 400 الدفاعية هو قرار تركي ولعلها تبدو تصريحات إيجابية مقارنة بتصريحات السفير الأمريكي السيئة.

وهنا يمكن القول إن هناك حساسية أكبر في إدراك ضرورات الأمن القومي التركية ومن هذا تعبير وزير الخارجية السابق «جاك سترو» أنه منذ اليوم الأول اتضح قيام جماعة «كولن بالانقلاب، إضافة للمواقف الايجابية في البرلمان البريطاني.

وتشير الكاتبة إلى نقطة أخرى مهمة بالإضافة إلى ملف جماعة «كولن» وهو الموقف في سوريا حيث تم مؤخرا إحراج واشنطن عن طريق التسجيلات التي بثتها بي بي سي لقيام وحدات ب ي د الكردية بالاتفاق على خروج عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» وعائلاتهم من الرقة وقد ألقى ذلك الضوء على الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة في سوريا وقد جن جنون البنتاغون بسبب هذا الأمر.

وتتسائل الكاتبة «هل هذا مظهر من مظاهر التناقض بين واشنطن ولندن؟ هل يمكننا بناء علاقات ثقة متبادلة مع لندن في ظل أحكامنا المسبقة عليها».

وتقول إن هناك الكثير من الأسئلة في هذا السياق ولكن المهم هو أن تركيا في هذه الحالات سواء التناقض أو التعارض عليها أن تقدم أولوياتها.

وتضيف أن أكبر شكاوانا من الولايات المتحدة هي أنها لم تكن حساسة بما فيه الكفاية تجاه المواضيع التي تمس أمننا القومي، فعلى سبيل المثال في قضايانا الداخلية : قضية «كولن» ورجل الأعمال الإيراني «ضراب».

و«في قضايانا الخارجية : دعم حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. وهذه هي العناصر التي تشكل تهديدا لأمننا القومي حاليا. والسبب فيها هو الولايات المتحدة بلا تردد».

وتختتم الكاتبة مقالها بالقول إن «ترامب اتصل بالرئيس أردوغان بعد عودته من سوتشي أي قبيل ذهاب رئيس الوزراء «يلدريم» إلى لندن.

واشتمل الاتصال على نقد ذاتي لسياسة أمريكا تجاه وحدات الحماية الكردية، وفي سياق كل ما سبق يمكننا قراءة الاتصال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا بريطانيا العلاقات التركية البريطانية