شيعت بعد صلاة ظهر الأربعاء، جنازة النجمة الراحلة «شادية» من مسجد السيدة نفيسة (جنوب القاهرة)، في حضور مجموعة كبيرة من المسؤولين والفنانين، وسط تشديدات أمنية مكثفة.

تقدم الجنازة، وزير الثقافة المصري «حلمي النمنم»، ونقيب المهن التمثيلية «أشرف زكي»، والفنانون «سمير صبري»، و«ماجدة زكي»، و«رجاء الجداوي»، و«دلال عبدالعزيز»، و«يسرا»، والإعلامية «بوسي شلبي»، والمطربة «شيرين»، والمئات من محبيها، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط «أ ش أ».

وغطت الدموع وجوه آلاف المشيعين لجثمان «شادية»، التي تنتمي لجيل سينمائي مُلقب في مصر بـ«زمن الفن الجميل»، بعدما غطي الجثمان بعلم مصر.

وعززت قوات الأمن، انتشارها في محيط المسجد، لتأمين تشييع جنازة الفنانة التي رحلت مساء الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ86 عاما.

ومن المقرر إقامة عزاء الفنانة الكبيرة، يوم الجمعة المقبل، بمسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس (شرقي القاهرة).

وكان أحدث تكريم حصلت عليه الفنانة «شادية» في حياتها، هو إطلاق اسمها على دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنعقدة حاليا في الفترة بين 21 - 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأمس، نعت عدد من المؤسسات الفنية بمصر الفنانة «شادية» التي برعت في التمثيل والغناء منذ أربعينات القرن المنصرم في مسيرة فنية قاربت أربعة عقود.

وقدمت الفنانة الراحلة خلال مسيرتها الفنية، التي قاربت 40 عاماً، حوالي 112 فيلماً، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.

وظلت الفنانة المصرية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، وفي عام 1984 اختتمت مسيرتها الفنية بفيلم «لا تسألني من أنا»، كما قامت بأداء بعض الأغاني الدينية على المسرح عام 1986 في الليلة المحمدية.

وكانت «شادية» على رأس الفنانات المصريات المُعتزلات، عندما أكملت عامها الخامس والخمسين، ومن مقولاتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب مُصّرة على عدم العودة، رغم تاريخها الفني الطويل: «لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا».

وبعد اعتزالها الفن عام 1986، عاشت في منزلها المطل على حديقة الحيوان بمدينة الجيزة (غرب القاهرة) في هدوء تام.

وكانت لا تخرج من منزلها إلا نادراً، وذلك إلى مؤسسة «شادية الخيرية» في منطقة الهرم (غربي القاهرة)؛ حيث تذهب مرة كل شهر للإشراف على الخدمات المجانية الاجتماعية التي تقدمها المؤسسة للفقراء من خلال دار للأيتام ومستشفى خيري ومسجد، بالإضافة إلى مسجد آخر في حي المعادي (جنوبي القاهرة)، ومستشفى ودار أيتام آخرين في منطقة الجيزة (غربي القاهرة).