كشفت مصادر فلسطينية عن اجتماع سري عُقد بين القيادي المفصول من حركة «فتح» الفلسطينية، «محمد دحلان»، وولي عهد السعودية «محمد بن سلمان» في الرياض مؤخراً.

وقالت المصادر، حسب تقرير نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، إن الاجتماع المذكور جرى في الرياض، ورتب له ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات، «محمد بن زايد»، الذي يعمل «دحلان» مستشارا أمنيا له.

وأضافت أن جدول أعمال اجتماع «دحلان» و«بن سلمان» شمل آخر التطورات في القضية الفلسطينية، والمصالحة بين «فتح» و«حماس»، والمطلب السعودي بإجراء تغييرات جوهرية في السلطة الفلسطينية.

وحسب المصادر ذاتها، أبدت السلطة الفلسطينية تحفظات حول الاجتماع الذي دار مع خصمها «دحلان»، ووصفت اللقاء بأنه محاولة لتقويض القيادة الفلسطينية الشرعية.

وقالت إن «الرجلين اتفقا على تعزيز علاقاتهما في المستقبل القريب من أجل إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، وإصلاح السلطة الفلسطينية استنادا الى الرؤية الجديدة للأمير السعودي، وبناءً على سلسلة التغييرات التي حصلت على الصعيدين المحلي والإقليمي».

وذكر الموقع أن مصادر مقربة من «دحلان» رفضت تأكيد الأنباء حول المساعي السعودية لاستبدال «دحلان» بالرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، فيما أشارت إلى أن الاجتماع جرى خلاله تبادل الآراء في ضوء استعداد «دحلان» للعودة إلى رام الله.

وفي 2011، طُرد «دحلان» من اللجنة المركزية لحركة «فتح» بتهمة «الفساد»، وغادر إلى مصر، ومن بعدها إلى الإمارات، ويعمل مستشاراً أمنياً لولي عهد أبوظبي منذ عدة سنوات، وهو أحد أعمدة تقارب الإمارات مع (إسرائيل).

وارتبط اسم «دحلان» بـ«الفساد»، ودعم الثورات المضادة، ومواجهة الإسلاميين، والسعي ضد إرادة الشعوب، كما يوظف شبكة علاقات «كبيرة ومتشابكة» لتحقيق مساعيه نحو رئاسة السلطة الفلسطينية، كبديل للرئيس «عباس».

يشار إلى أن تقريرا إسرائيليا كشف، قبل أكثر من أسبوعين، عن تدخل سعودي وضغط قوي يقوده «بن سلمان» لدفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة أمريكية تنتقص كثيرا من حقوقهم، وفي مقدمتها قضية حق عودة اللاجئين، وحدود دولتهم المستقبلية.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني توجه إلى السعودية بشكل مفاجئ، الشهر الماضي، حيث كان في زيارة لمصر، والتقى خلال زيارته للمملكة بكل من الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وولي عهده «محمد بن سلمان».