تفاصيل عرض طرحه «ترامب» على «عباس» عشية الاعتراف بالقدس

الجمعة 8 ديسمبر 2017 07:12 ص

أفاد مسؤولون بأنه عندما أبلغ الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، نظيره الفلسطيني «محمود عباس» نيته الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد، من شأنها أن ترضي الفلسطينيين.

ويستهدف ذلك فيما يبدو، الحد من تداعيات قراره بشأن القدس الذي يخالف السياسة الأمريكية، القائمة منذ فترة طويلة حيال تلك القضية الشائكة.

واستهدف الاتصال الهاتفي الذي أجراه «ترامب» بـ«عباس»، الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم من إعلانه المفاجئ بشأن القدس، على ما يبدو، إلقاء الضوء على جهود خلف الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض لوضع خطة سلام، من المتوقع طرحها في النصف الأول من 2018، لكنها صارت محل شك الآن؛ بسبب الغضب الذي يسود الشرق الأوسط حاليا جراء إعلان «ترامب».

ومع إعلان الفلسطينيين أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة العمل كوسيط نزيه بعد انحيازها الكبير لـ(إسرائيل) بشأن أحد أوجه الخلاف الرئيسية في الصراع، قال مسؤولو الإدارة إنهم يتوقعون «فترة تهدئة».

وقال المسؤولون الأمريكيون إن فريق «ترامب»، بقيادة صهره ومستشاره «غاريد كوشنر»، سيضغط بوضع خطة تكون أساسا لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ أملا في أن تنتهي الضجة وألا يستمر أي توقف في الاتصالات الدبلوماسية مع الفلسطينيين طويلا.

لكن، وسط احتجاجات في الأراضي الفلسطينية وغموض بشأن ما إذا كان الفلسطينيون سيظلون مشاركين في جهود السلام، قال مسؤول أمريكي إنه لا يزال من الممكن تعطيل العملية.

وأضاف المسؤول لـ«رويترز»: «إذا كانوا لا يزالون يقولون إنهم لن يتحدثوا فلن نفعلها (نطرح الخطة) حينئذ».

وحذّر كبارُ حلفاء واشنطن الغربيين والعرب من أن قرار «ترامب» بشأن القدس قد يحكم بالفشل على محاولات تحقيق ما يصفه الرئيس الأمريكي بـ«الاتفاق النهائي» للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولم تتبلور بعد تفاصيل الإطار التفاوضي، ولا توجد مؤشرات تذكر على تقدم ملموس في هذا الصدد.

لكن مسؤولين قالوا إن الإطار سيتناول كل القضايا الكبرى، بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وسيطالب كذلك السعودية وغيرها من دول الخليج العربية بتقديم دعم مالي كبير للفلسطينيين.

وقال مسؤولان أمريكيان ومسؤولان فلسطينيان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن «ترامب» سعى في اتصاله مع «عباس» يوم الثلاثاء، إلى تخفيف أثر إعلان القدس؛ بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها «كوشنر» والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط «جيسون غرينبلات».

تسوية مهمة

وقالت مصادر إن «ترامب» أبلغ «عباس»، المدعوم من الغرب، أن مخطط السلام النهائي سيَعرض على الفلسطينيين تسوية مهمة سترضيهم، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وذكر مسؤول فلسطيني أن «عباس» رد على «ترامب» بالقول إن أي عملية سلام لا بد أن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.

 واحتلت (إسرائيل) القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقاً، في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن «ترامب» أبلغ عباس أنه يريد بحث القضايا شخصيا، ووجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض، بيد أن توقيت الزيارة لم يتضح بعد.

والفلسطينيون قلقون، على نحو متزايد، من أن أي خطة سيكشف عنها «ترامب» ستبخسهم حقهم، وهي مخاوف عمقها إعلان «ترامب» رسميا القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مخالفا بذلك سياسة تتبعها واشنطن منذ عقود، تقوم على أن وضع المدينة القديمة تحدده المفاوضات.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن «كوشنر» ساند قرار «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمةً لـ(إسرائيل) ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب في آخر الأمر، رغم درايته بما قد ينطوي عليه ذلك من تعقيد لمساعيه للسلام.

لكن مسؤولا بالبيت الأبيض، قال إنه نظرا إلى أن مسعى السلام لم يفضِ بعد إلى مفاوضات بين الجانبين، فإن فريق «كوشنر» يعتقد أن الغضب الذي صاحب قرار القدس سيتراجع في نهاية المطاف.

وأضاف المسؤول أن الخطة، التي وصفها بأنها شاملة وستتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأمريكية السابقة، سيُكشف النقاب عنها قبل منتصف العام المقبل.

ومن الاختبارات الرئيسية لبقاء جهود السلام على مسارها ما إذا كان «عباس» سيمضي قدما في اجتماع مقرر مع «مايك بنس» نائب الرئيس الأمريكي، عندما يزور المنطقة منتصف ديسمبر/كانون الأول، حيث قال مسؤول فلسطيني كبير، الخميس، إن «بنس» غير مرحَّب به في فلسطين.

وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن تحركات «ترامب» بشأن القدس قد تحدّ من تعاون دول عربية، مثل السعودية ومصر والأردن، تحاول الإدارة إشراكها في عملية السلام.

بيد أنهم أكدوا أن العالم العربي الأوسع مهتم أيضا بإبقاء «ترامب» مشاركا في مواجهة إيران وقتال مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ ومن ثم لن يظل -على الأرجح- بعيدا فترة طويلة عن جهود حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الفلسطينيين في موقف ضعيف، لدرجة أنه لن يكون أمامهم في آخر الأمر خيار سوى مواصلة المشاركة في مساعي السلام التي تقودها الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

عباس ترامب مكالمة القدس فلسطين أمريكا إسرائيل