بعد عقود من «وعد بلفور».. بريطانيا ترفض «وعد ترامب»

الجمعة 8 ديسمبر 2017 07:12 ص

أعلنت بريطانيا، الجمعة، رفضها لقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مؤكدة أن شرق المدينة هو جزء من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها (إسرائيل) عام 1967.

وقال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، «ماثيو رايكروفت»: «نحن نعتبر القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونحن بالتالي نعارض قرار أمريكا نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل من جانب واحد قبل الاتفاق على الوضع النهائي»، حسب وكالة «رويترز».

واعتبر المندوب البريطاني، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن القرار الأمريكي، أن «هذه القرارات لا تساعد آفاق السلام في المنطقة، الذي أعرف أن جميعنا بهذه القاعة متمسكون به».

وأكد المندوب البريطاني أن «موقف المملكة المتحدة بشأن القدس واضح وثابت»؛ فالـ«القدس يجب أن تكون عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية».

ولفت إلى أن «بريطانيا تأسف للقرار الأمريكي نقل السفارة، ولن تنقل سفارتها إلى القدس».

وشدد «رايكروفت» على «ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في المدينة القديمة في القدس».

وتابع: «سنواصل الضغط على الأطراف من أجل أن تمتنع عن أعمال تعقد تحقيق السلام»، مؤكدا «التزام لندن بحل الدولتين وحدود عام 1967».

ويعد هذا التصريح لافتا لا سيما أن بريطانيا من قدمت «وعد بلفور» للإسرائيليين؛ إذ إنها هي ذاتها ترفض قرار أحادي الجانب باعتبار القدس كاملة عاصمة موحدة لـ(إسرائيل).

و«وعد بلفور»؛ هو الاسم الذي تم إطلاقه على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق «آرثر جيمس بلفور»، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) «ليونيل وولتر دي روتشيلد»، يؤكد فيها أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. 

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، «نيكولاي ملادينوف» إن وضع القدس يجب أن يُقرر من خلال المفاوضات، منتقدا القرار الأمريكي باعتبار المدينة عاصمة لـ(إسرائيل).

وأضاف «ملادينوف»، خلال اجتماع مجلس الأمن، أن «المدينة رمز للديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية».

وأعرب عن «قلقه الشديد»، إزاء مخاطر تصعيد العنف، بعد قرار واشنطن حول القدس، محذرا من «مخاطر شديدة من احتمال حدوث تصرفات أحادية تبعدنا عن السلام».

وأضاف: «الأمم المتحدة أكدت مرارا أن تغيير وضع القدس يمكن أن يقوض عملية السلام. وضع القدس يجب أن يُقرر من خلال المفاوضات».

وتابع المسؤول الدولي: «الأمم المتحدة تواصل دعم الجهود من أجل حل الدولتين، ونؤكد ضرورة استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية».

في المقابل، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، «نيكي هايلي»، إن بلادها «تبقى ملتزمة بعملية السلام في الشرق الأوسط، بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)»، مشيرة إلى أنها ترفض «الخطب والدروس».

وأضافت: «أفهم أن التغيير صعب، لكن تحركاتنا تهدف إلى دفع قضية السلام، ونحن نريد اتفاقا عبر التفاوض».

وقالت إن «ترامب لم يتخذ موقفا بشأن الحدود، وأن الوضع القائم مستمر على حاله في الأماكن المقدسة».

ويجتمع مجلس الأمن الدولي، اليوم، بناء على طلب ثمانية من أعضائه الخمسة عشر لبحث قرار الرئيس الأمريكي، وبحسب ما صرّح به دبلوماسيون، فإن الطلب المقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريس»، لتقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن، جاء من فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروغواي.

  كلمات مفتاحية

الأمم المتحدة مجلس الأمن القدس ترامب العلاقات الأمريكية البريطانية بريطانيا ماثيو رايكروفت