توقع المفكر المصري المعروف «فهمي هويدي»، أن تشهد الانتفاضة الفلسطينية في 2018، فرصة كبيرة في الظهور، مع تراجع التطبيع مع (إسرائيل).

وقال «هويدي» في مقابلة صحفية مع وكالة أنباء «الأناضول»، إن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» انتهى سياسيا، وشعبته متراجعة للغاية، لكن المؤكد أن «ترامب لن ينتخب لولاية ثانية، والسؤال الآن هل سيكمل ولايته الأولى أم لا؟».

وتجرى تحقيقات أمريكية بشأن إدعاءات حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وشملت مساعدين لـ«ترامب».

وحول سياسات «ترامب» بالمنطقة، وقراره الأخير بشأن القدس، قال المفكر المصري البارز: «لا نستطيع أن نحاسب ترامب ونقيم سياسيته بمعزل عن الهشاشة والانفراط والضعف الموجود في المنطقة»، معتبرا أنه كلما ضعفت المنطقة وانفرط عقدها قويت (إسرائيل)، ولذلك هي الرابح الأكبر.

وتابع: «لا يفاجئنا أن الإرادة الأمريكية لها موقف منحاز لإسرائيل باستمرار، ولكن ما يفاجئنا هو استجابة الجسم العربي أو بعض الأطراف لهذه الإرادة»، مؤكدا انكشاف مخطط ما يسمى «صفقة القرن».

وتنطلق «صفقة القرن»، في مرحلتها الأولى، من التزام أمريكي كامل بمبدأ حل الدولتين، والالتزام الدولي والعربي برعاية الاقتصاد الفلسطيني، وأن تستمر السلطة في منع العنف والتحريض، والسماح للجيش الإسرائيلي بالعمل في الضفة الغربية.

أما المرحلة الثانية لـ«صفقة القرن»، فذاهبة في اتجاه تنازل الفلسطينيين عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من الغور، ومقابلها نظيرتها من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة، وستحصل مصر من (إسرائيل) على مساحة مكافئة من وادي فيران جنوب صحراء النقب.

ورجح «هويدي» حدوث قلاقل في بعض العالم العربي، مع تراجع حدة التطبيع، وتزايد التحدي الجماهيري والشعبي، مؤكدا أن فرص الانتفاضة الفلسطينية خلال العام المقبل، ستكون كبيرة.

وشهد تاريخ الفلسطينيين التجربة الأولى للانتفاضة الشعبية، التي عرفت بانتفاضة الحجارة من 1987- 1993، والثانية التي عرفت باسم انتفاضة الأقصى، واندلعت في 28 سبتمبر/أيلول 2000.

وحذر المفكر المصري من تداعيات قرار «ترامب»، قائلا إنه «برغم أن الانتفاضة الفلسطينية فرصتها كبيرة في 2018، فقد يتحرك تنظيم (الدولة الإسلامية) لاستغلال تهويد القدس كفرصة لاستعادة نشاطه المتطرف».

والأربعاء الماضي، أعلن «ترامب» اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

ويشمل قرار «ترامب» الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته (إسرائيل) عام 1967، وهي خطوة لم تسبقه إليها أي دولة.

وأدى القرار إلى موجة كبيرة من الإدانات على مختلف الأصعدة لا سيما من قبل الدول العربية والإسلامية، من بينها قرار من «الجامعة العربية» السبت، بعرض القرار الأمريكي على «مجلس الأمن» والمطالبة بوقفه.

ودعا الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قادة دول «منظمة التعاون الإسلامي» إلى قمة طارئة في إسطنبول، الأربعاء المقبل، لمناقشة سبل الرد على خطة الإدارة الأمريكية المتعلقة بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل).