خبراء: علاقات العراق والخليج في 2017.. مد بعد جزر

الجمعة 15 ديسمبر 2017 12:12 م

قال مسؤول عراقي وخبيران، إن العلاقات بين بغداد ودول الخليج العربي شهدت تقدما كبيرا خلال العام الجاري، بعد فتور كبير أصابها خلال الأعوام الماضية، فيما وصف بأنه «مد بعد جزر».

وشهد العام الجاري، تبادلا للزيارات بين مسؤولين خليجيين وعراقيين، وانفتاح دبلوماسي كبير بين الطرفين، لا سيما مع السعودية حيث تم إنشاء مجلس تنسيقي عراقي سعودي، لتطوير المبادرات بين البلدين على كل الأصعدة وإعادة تفعيل الخطوط الجوية بين بغداد وجدة التي توقفت قرابة 27 عاما.

وأفضت تلك الزيارات إلى تمثيل اقتصادي سعودي مهم في معرض بغداد الدولي، بحضور أكثر من 655 شركة سعودية؛ ناهيك عن مشاركة سعودية مهمة في مؤتمر البصرة الدولي للنفط والغاز، تزامنا مع اتفاقات أولية لإعادة فتح خطوط الغاز الطبيعي القادمة من العراق عبر السعودية إلى البحر الأحمر، وعلى جانب آخر اتفاق مبدئي لإعادة فتح السفارة القطرية ببغداد.

وقال الناطق باسم الخارجية العراقية، «أحمد محجوب»، إن العلاقات في تطور مستمر، وناتج عن إدارة الحكومة الحالية لمهامها وسياستها تجاه تلك الدول.

وأضاف أن «العلاقات بين العراق ودول الخليج تأخذ بالتصاعد خصوصا بعد أن استلمت الحكومة الحالية مهامها عام 2014».

وأوضح أن «الانفتاح على المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، كلها تمثل عمقا عربيا استراتيجيا للعراق.. والعراق حريص على تطوير العلاقة مع هذه الدول».

وتابع «محجوب»: «المجلس التنسيقي يعد عهدا جديدا بيننا، وبين المملكة العربية السعودية، وكذلك الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري إلى دولة قطر، وقرار أمير قطر (حمد بن تميم) بفتح السفارة في بغداد، كل هذه الخطوات تعد بادرة أمل لتطوّر العلاقات على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الصعيد الاقتصادي».

واعتبر «محجوب» أن «سياسة العراق باتت تعتمد المصالح المشتركة، لا الانتماءات الضيقة».

المصالح الإيرانية

وعن تأثيرات عودة العراق تدريجيا إلى الحاضنة الخليجية على المصالح الإيرانية، اكتفى «محجوب» بالإشارة إلى أن العراق يسعى للعب دور توفيقي، واستبعد في الوقت نفسه أن يتحالف مع محور ضد آخر.

ومضى قائلا: «العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا مهمة كونها تحادد العراق، وعلاقتنا بإيران لا تعني أننا مع محور ضد محور، وبالعكس العراق يلعب دورًا مهمًا في هذه المرحلة، فمن الممكن أن يأخذ دور اللاعب الأهم، للتوفيق بين دول المنطقة، وقد لعب مؤخرًا دورًا توفيقيًا بين بعض تلك الدول (لم يسمها)، وقد يأخذ دورا أكبر في المرحلة المقبلة».

من جانبه، اعتبر الباحث العراقي في جامعة «جورج واشنطن» الأمريكية، «هيثم نعمان الهيتي»، أن «الانفتاح العراقي الخليجي تأخر لعدة أسباب، بينها الرفض العربي للعراق، كما أن القيادة العراقية كان لديها خطاب سيء، غير سياسي وغير دبلوماسي تجاه العرب وهذا تغير الآن».

بدوره رأى الكاتب العراقي، «سرمد الطائي»، أن المعطيات الواضحة تشير إلى وجود ضغط دولي يهدف إلى خلق اعتدال في العراق داخليا وخارجيا، يرتكز على أطراف داعمة له.

ولفت «الطائي» إلى ملامح تؤكد وجود استراتيجية جديدة بين العراق ومحيطه العربي والخليجي، تسعى أطرافها إلى استثمارها في مجالات حيوية وحساسة في قادم الأيام.

وأضاف: «هناك مشاريع تعاون مباغتة وغير متوقعة تكشف فهمًا جديدًا للأمن الإقليمي، الذي تندمج فيه عناصر تعاون اقتصادي واستخباري وسياسي في آن واحد، ولا مثال أكثر دلالة من العطاءات الدولية المتزاحمة على إنشاء ميناء الفاو الكبير، الذي يفترض أن يكون الأكبر في الشرق الأوسط بتأييد أوروبي وأمريكي وقبول خليجي وعربي».

وتابع: «هذا المشروع سيمنح فرصة لإحياء طريق الحرير بين شمال الخليج الرابط مع أسواق آسيا والهند وطرق الترانزيت نحو أوروبا عبر تركيا والأردن، ولاحقًا عبر سوريا ربما».

وأعرب «الطائي» عن اعتقاده بأن إيران، وأذرعها المسلحة في العراق ستتفهم هذه الاستراتيجية لأسباب فرضتها الأحداث الأخيرة في العراق والمنطقة.

وشهد فبراير/شباط عام 2017 زيارة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، وهي الأولى منذ حرب الخليج، (2 أغسطس/آب 1990- 28 فبراير/شباط 1991).

تلتها زيارة «العبادي» إلى السعودية في 19 يونيو/حزيران 2017، بدعوة رسمية منها، وبعد أشهر قام وزير الداخلية العراقي، «قاسم الأعرجي»، بزيارة المملكة أيضا وصولا إلى زيارة زعيم التيار الصدري الشيعي، «مقتدى الصدر» بدعوة رسمية.

وزار وزير الخارجية العراقي، «إبراهيم الجعفري»، قطر الشهر الماضي وتم الاتفاق على إعادة تفعيل العلاقات بين البلدين، التي تبدأ بإعادة فتح السفارة القطرية ببغداد كخطوة أولى.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

العراق الخليج السعودية الكويت إيران الإمارات العلاقات الخليجية العراقية