رياضيا.. دول الحصار تستبدل أشقائها القطريين بصداقة الإسرائيليين

السبت 16 ديسمبر 2017 02:12 ص

منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/حزيران 2017، وإعلان السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى مقاطعة ومحاصرة دولة قطر، بحجة دعمها للإرهاب، تأثرت جميع المجالات ولم يكن الشأن الرياضي القطري بعيدا عن ذلك، خاصة مع تكشف وقائع عن عداء غير مسبق من الدول المقاطعة للدوحة في الوقت الذي تتقارب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وسحبت دول الحصار مواطنيها العاملين في قنوات «بي إن سبورت» و«الكأس» القطرية، كما منعت مواطنيها من الاشتراك بقنوات قطر الرياضية وأصدرت قرارا بعدم إدخال أجهزة الاستقبال وكروت الاشتراك إلى أراضيها.

كما قررت دول الحصار عدم إرسال منتخباتها وأنديتها لخوض المنافسات الدولية والقارية التي تحتضنها قطر، فقررت الإمارات سحب منتخبها للناشئين من تصفيات كأس آسيا بسبب احتضان الدوحة لمجموعتها، كما طالبت بالاشتراك مع السعودية خوض مباريات أنديتها مع نظيرتها القطرية على ملاعب محايدة، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل رفضت دول الحصار خوض منافسات «خليجي 23» في الدوحة ولم تعلن مشاركتها بشكل رسمي حتى تم نقلها إلى الكويت.

كما كشف موقع «إنترسبت» الأمريكي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن وثائق جديدة وخطيرة حول سعي دولة الإمارات العربية لسحب تنظيم بطولة كأس العالم من قطر، المقرر استضافتها في عام 2022.

وفي تطور غير متوقع، قررت الإمارات، الأسبوع الماضي، إعفاء «يوسف السركال» من منصبه رئيسا للهيئة العامة للرياضة، بعد نحو شهر تقريبا من توليه منصبه الجديد على خلفيّة تداول رواد وناشطي مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، صورا تظهر عناقا حارا بينه وبين و«حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني»، على هامش الاجتماعات الأخيرة للاتحاد الآسيوي في بانكوك، في أول لقاء بينهما منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 من يونيو/حزيران الماضي.

وفي الوقت الذي شن فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالإمارات هجوما عنيفا على «السركال»، تعاطف بعض الرواد والناشطين معه خوفا عليه من غضب ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وتعرضه للاعتقال أو الإقالة من منصبة أو إجباره على إصدار بيان يهاجم فيه قطر بشدة، وهو ما حدث بالفعل؛ حيث أصدر الرجل بيانا رسميا بعد ساعات قليلة من انتشار الصور.

ولم تشفع محاولات «السركال» التبرؤ من تلك الصور له، بعدما أصدر بيانا أعرب من خلاله عن استيائه مما حدث عبر استقطاع الموقف وإظهاره في صورة مدبر لها مسبقا من جانب الوفد القطري لاستغلالها في أمور تدعم قضيتهم الخاسرة، على حد قوله. 

وأضاف: «ما حدث مدبر من قبل، وتم في لحظات معدودة، عندما فوجئت بوجود رئيس الاتحاد القطري بشكل مباغت في وجهي مرتميا على صدري، مدعيا ترحيبه بحضوري في وجود رؤساء الاتحادات الوطنية عن آسيا، والذين طلبوا حضوري بهدف توجيه التهنئة لي على التتويج بلقب الماسة الآسيوية».

كما أكد في الوقت ذاته أن أحد الأشخاص كان مستعدا في موقع بعيد لالتقاط الصورة وإظهارها بالشكل الذي ظهرت به، وأكمل: «يجب أن يعلم الجميع بأن ما حدث عملية مدبرة من الوفد القطري، أثناء حضوري احتفالية مع 47 اتحادا وطنيا، وأظهروا الصور في غير سياقها الحقيقي».

ويعد موقف الإمارات والسعودي مع قطر غريبا للغاية، في الوقت الذي يحدث تقارب رياضي بينهما وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، ففي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2017، احتضنت العاصمة الإماراتية أبوظبي بطولة «غراند سلام أبوظبي للجودو» لعام 2017، وشهدت مشاركة لاعبين إسرائيليين، وتوج بعضهم بميداليات متنوعة.

وخلال البطولة، نشر لاعبون إسرائيليون صورا لهم، مشيدين بالمضيفين وبتنظيم البطولة، رغم اشتراط مجلس أبوظبي الرياضي على البعثة الإسرائيلية عدم رفع شعارات دولهم؛ لأسباب أمنية.

وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن اتحاد الجودو الإسرائيلي تلقى وعدا من الإماراتيين بأن يشارك منتخب الجودو الإسرائيلي العام المقبل في أبوظبي بوجود جميع رموزه الرسمية، على غرار رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الإماراتي هنأ نظيره الإسرائيلي بالنتائج التي حققها اللاعبون الإسرائيليون، وعبر عن أسفه لعدم وجود الرموز القومية الإسرائيلية هذا العام، وبدوره قال رئيس اتحاد الجودو العالمي إن ممثلي اتحاد الجودو الإماراتي اعتذروا وصافحوا الرياضيين الإسرائيليين.

وفي نفس الإطار تقدم 7 رياضيين إسرائيليين -امرأتين و5 رجال- بطلبات للحصول على تأشيرة دخول إلى السعودية للمشاركة ببطولة العالم، التي ستعقد في الرياض نهاية الشهر الجاري، وإلى الآن لم يرد السعوديون على الطلب، وينتظر المنظمون في الرياض قرار المستوى السياسي.

كما بعثت لاعب الشطرنج الإسرائيلية الشهيرة، «يوليا شوياجر» برسالة خاصة، إلى ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان» تناشده السماح لها ولرفاقها الرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في بطولة العالم للشطرنج والتي ستحمل اسم «الملك سلمان»، وستحتضنها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 26 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وناشدت «شوياجر» الساسة السعوديين السماح لها ولرفاقها الرياضيين بالمشاركة في بطولة العالم للشطرنج في الرياض، مشددة على أنها لا تخشى الوصول إلى السعودية، حسبما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وأكدت اللاعبة التي تبلغ من العمر 23 عاما، أنها لا تخشى السفر إلى السعودية ومتأكدة أن الرياضيين الإسرائيليين سيحظون باستقبال محترم في المملكة، مشيرة إلى أنها قدمت طلبا للقادة السعوديين السماح لها ولرفاقها الوصول إلى السعودية.

وتابعت «شوياجر» موجهة حديثها إلى الأمير «بن سلمان»: «إذا سمح لنا السفر إلى السعودية سنكون ضيوفا مهمين، أنا متأكدة أن السعوديين يجيدون الضيافة وسيستقبلون الجميع بحفاوة».

وأكملت: «إنني في صعود متواصل وأنظر إلى الوصول إلى أعلى المراتب العالمية، ومن ثم فإن بطولة السعودية ستكون فرصة بالنسبة لي لمنافسة اللاعبات الأفضل في العالم».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية بي إن سبورت الكأس سهام سرقيوة