قالت صحيفة إيطالية إن «دونالد ترامب» قدم لتركيا فرصة ذهبية لتولي قيادة العالم الإسلامي بقراره الخاص بالقدس.
وأشارت صحيفة «لي أوكي ديلا غويرا» الإيطالية في مقال ترجمه موقع «ترك برس» إلى أن «مساعي تركيا وحلمها في قيادة العالم الإسلامي قد كللت بالنجاح.. وخير دليل على ذلك أنه بعد أسبوع واحد من إعلان ترامب القدس عاصمة لـ(إسرائيل) سارع أردوغان بعقد قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وليس في جدة لإيجاد حل للأزمة الفلسطينية».
واعتبرت أن «القضية الفلسطينية لم تكن على قائمة اهتمامات الدول العربية، فقد كانت تحظى باهتمام نسبي خلال السنوات الأخيرة، لكن ما تشهده الساحة اليوم من اندفاع تركيا في الدفاع عن القدس وإصرارها على التصعيد يثير في الذهن العديد من التساؤلات».
ونوهت إلى أن «منظمة التعاون الإسلامي تنقسم إلى كتلتين، حيث نجد الكتلة المكونة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، والكتلة الأقوى التي تضم إيران وتركيا».
وقالت الصحيفة إنه «من الممكن أن توجه لترامب تهمتان، تتمثل الأولى في أن قراره ساهم في اندلاع انتفاضة جديدة في فلسطين، فقد اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقامت السلطات الإسرائيلية بالرد على هذه الاحتجاجات باستعمال السلاح لتتمكن من قمع الانتفاضة وهي في مهدها».
وتابعت: «أما التهمة الثانية، فهي زعزعة الاستقرار في المنطقة، فقد أصبح قراره يشكل عقبة في طريق تحقيق السلم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة أن المجتمع الدولي لم يبذل أية جهود تذكر أدت إلى نتائج ملموسة بخصوص حل الأزمة الفلسطينية».
ولفتت الصحيفة إلى أن «قرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الأوروبي وروسيا، فضلا عن توليد احتجاجات نفذتها الشعوب العربية أمام السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم تعبيرا عن تنديدها بهذا القرار».
وختمت بأن لدى القوى الإقليمية في العالم الإسلامي مصالح مختلفة في المنطقة وهو ما يفسر التباين في معالجة بعض القضايا، لكن «ترامب» نجح في توحيد صفوف بعض الدول العربية وقدم فرصة لتركيا.
وأشاد آلاف الأردنيين، الجمعة الماضي، بموقف «أردوغان» الداعم لمدينة القدس المحتلة، وذلك خلال مسيرة حاشدة شهدتها العاصمة عمان؛ في الوقت الذي رفع فيه متظاهرون شعارات مناهضة لموقف السعودية حيال القرار بشأن القدس، وردد المتظاهرون هتافات تلوم السعودية وتنتقد موقفها من القضية الفلسطينية.
