استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخسارة واحدة مع «الوسيط» الأمريكي وفي غيابه

الاثنين 18 ديسمبر 2017 03:12 ص

خمسة تحركات أعقبت قرار الرئيس الأميركي في شأن القدس، لقاء أردني- فلسطيني في عمان، ثم اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية، فلقاءان مصري- فلسطيني في القاهرة، وسعودي-أردني في الرياض، وأخيرًا قمة إسلامية استثنائية في اسطنبول..

لم يفهم أحد ما هو الردّ العربي أو الإسلامي على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وعلى نقل السفارة الأميركية إليها توكيدًا للاعتراف.

بقي رد الفعل أقل مستوى من الفعل، الذي جاء بمثابة عدوان وليس مجرّد موقف تعلنه الولايات المتحدة. ولأنها الدولة الأقوى والأكثر إيذاءً في العالم، فإن الدول الأخرى لا تملك شيئًا إزاءها، قد ترفع صوتها وتقوّي لغتها ضدّها لكنها لا تستطيع «تغيير» قرارها، أو حملها على «إعادة النظر» فيه، و«التراجع» عنه.

وهذا أقصى ما تمنّته أو أملت به دول «صديقة» أو «حليفة» لأميركا التي برهنت دائمًا أن لا صديق أو حليف لها، باستثناء إسرائيل.

كل تلك التحركات استرشدت بالقرارات الدولية التي تشكل منظومة قوانين يُعتدّ بها رغم إجحاف بعضها، أو أخذها بمفاعيل الأمر الواقع وأنصاف الحقائق. لكن الدول والشعوب الغاضبة والمُستثارة، تعلم ضمنًا أن هذا الرئيس الأميركي داس على كل تلك القوانين، ليلقي «قنبلة على الشرق الأوسط» كما قال الرئيس التركي.

فالأهم عند دونالد ترمب أن يُرضي شريحة متعصّبة من ناخبيه، وزمرة من المموّلين المرتبطين بها. وبطبيعة الحال لا يستطيع ترمب وإدارته أن يفرضا قرارهما على سائر الدول، ولا أن يلغيا القوانين الدولية، لكنهما يضعان المجتمع الدولي أمام معادلة صعبة: أيّهما أقوى وأكثر فاعلية، «الشرعية» الأميركية أم الشرعية الدولية؟.

هذه هي المعركة الحقيقية التي يطرحها التلاعب الأميركي- الإسرائيلي بمصير القدس وهويتها.

في ظروف أخرى كان يمكن لاستفزاز ترامب أن يقود إلى مواجهة عسكرية، لأن مَن يبلغ حدّ العبث بوضع القدس يكون قد أقفل عقله وأغلق كل السبل السياسية للتوصل إلى «تسوية»، بدت ردود الفعل جميعًا، عربية وغير عربية، حريصة عليها.

قد يكون ترامب اختصر التقديرات المسبقة التي استمع اليها بأمر واحد: أميركا وإسرائيل في مأمن.

لذلك فإنه لم يتوقف عند أي تحذير آخر. مع ذلك سارع أعوانه إلى تقديم تفسيرات لم ترد في خطابه لا تلميحًا ولا تصريحًا، بل راحوا يتدرّجون في «التطمينات» الفارغة، كالقول أن قرار ترامب «لا يتدخّل» في ملف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المتوقّفة أساسًا بسبب تبنٍّ أميركي كامل لشروط إسرائيل (مواصلة الاستيطان، تقطيع المناطق الفلسطينية، عدم البحث في حق العودة...).

أو كالقول إن الاعتراف بالقدس عاصمة لا يعني انسحاب أميركا من دور «الوسيط» أو تخلّي إدارة ترمب عن طرح خطة جديدة لإحياء المفاوضات.

في غياب خيارات كالردّ العسكري إلى المقاطعة الاقتصادية، بقيت انتفاضة الفلسطينيين التي يتوحّش القمع الإسرائيلي أكثر فأكثر في مواجهتها.

لا بدّ أن تُدعم الانتفاضة وتُواكَب بمقاطعة عربية، وليس فقط فلسطينية، لأي تحرك أميركي ترويجًا لـ«خطة» باتت معروفة العناوين والأهداف، ولا خسارة في رفضها.

فالمطلوب ممن سيلتقون نائب الرئيس الأميركي خلال جولته في المنطقة أن يشدّدوا على ضرورة العودة إلى مجلس الأمن، أو الذهاب إلى مؤتمر دولي بعدما قوّضت واشنطن دورها.

أضعف الإيمان أن لا تُستخدم دولٌ عربية للضغط على الفلسطينيين، فأي مكسب تناله برضوخها يبقى أقلّ مما يخسره الفلسطينيون والعرب والمسلمون جميعًا.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

  كلمات مفتاحية

ترامب القوانين الدولية المجتمع الدولي قمة إسطنبول الانتفاضة نقل السفارة التطبيع (إسرائيل)