صحيفة أمريكية: قرار «ترامب» بشأن القدس أحيا «الإخوان المسلمون»

الأربعاء 20 ديسمبر 2017 06:12 ص

اعتبرت صحيفة أمريكية أن  قرار الرئيس «دونالد ترامب» بشأن القدس أحيا حركة «الإخوان المسلمون» التي تعرضت للاضطهاد في مصر وتم حظرها واعتبارها «إرهابية» في عدد من دول الخليج.

وقال الكاتب «تيلور لاك» لصحيفة «كريستيان ساينس مونتيور» إن «الشجب الدولي والتظاهرات التي شهدتها العواصم العالمية كانت تعبيرا عن رفض قرار «ترامب»  في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل) ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، إلا أن اللغة الشديدة والتحركات الحاسمة التي اتخذتها الحركة أدت لملء الفراغ الذي تركته الأنظمة العربية التي شجبت القرار لكنها كانت حذرة بالمبالغة حتى لا تتأثرعلاقتها مع الولايات المتحدة و(إسرائيل)».

وأوضح الكاتب أن «الحركة التي صعدت حظوظها سريعا تبعه سقوط مدهش أثناء الربيع العربي منحها قرار ترامب، شريان حياة جديدا لإعادة بناء مصداقيتها مع الشارع العربي وتركز انتباهها الآن للعودة إلى المشهد السياسي وتقود الاحتجاجات في عدد من الدول العربية».

ويرى الكاتب أن «الإخوان الذين حملوا مهمة الدعوة للحرية والإصلاح الديمقراطي في أثناء الربيع العربي كافحوا في السنوات الأخيرة للعثور على رسالة تجذب الجماهير التي تعبت من الثورات وعدم الإستقرار والحروب والتطرف».

وتابع: «بعد سنوات من الهجمات على الإخوان شنها العلمانيون واليساريون والأقليات والموالين للنظام يحصل الإخوان على الدعم من كل قطاعات المجتمع».

ويقول «لاك» إن «مواقف الإخوان المسلمين قد تطورت مع مرور الوقت من قضايا تتعلق بدور المرأة والأقليلت والشريعة إلا أن موقفها من القدس لم يتغير، فمنذ ظهور الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ظلت القدس والقضية الفلسطينية مركز الجذب لها حيث تجذرا في آيديولوجيتها والمكانة الإسلامية للمدينة»، مشيرا إلى أن مؤسس الجماعة «حسن البنا» أرسل مقاتلين إلى فلسطين عام 1936 وأنشأ عددا من الفروع لحركته في فلسطين بفترة الأربعينات من القرن الماضي.

وأشار الكاتب إلى أن «ظهور حركة حماس عام 1987 أثناء الإنتفاضة الأولى كفرع للإخوان ومعارضتها لاتفاق أوسلو عام 1993 والذي أعطى حسب الكاتب مهمة جديدة لفروع الإخوان في العالم العربي خاصة المناطق المحتلة والأردن».

ولفت الكاتب إلى أن «الإخوان وقفوا ضد أي تحرك باتجاه المصالحة مع (إسرائيل)، وعارض فرعي الإخوان في الأردن ومصر اتفاقيتي السلام مع (إسرائيل) واستخدما فشل المفاوضات السلمية كإسفين لدقه بين النظام العربي والجماهير القلقة من العملية السلمية».

واعتبر «لاك» أن «القرار دفعة قوية لحركة حماس التي عانت في الفترة الماضية من التهميش والمشاكل الاقتصادية التي ضربت غزة التي تسيطر عليها».

وبحسب «لاك» فإن «الإخوان يقولون في أحاديثهم الخاصة إنهم يريدون إعادة فتح مكاتب حماس في الأردن وتخفيض مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنهم لا يتوقعون تحركات دراماتيكية في المستقبل، ولديهم في الوقت الحالي فرصة لحرف مسار الرواية للأجيال المقبلة».

فيما يرى الباحث في معهد «بروكينغز» في واشنطن «شادي حميد» أن «الإخوان المسلمون يواجهون تراجعا ومنذ وقت ويكافحون للتكيف مع وضع ما بعد الربيع العربي ووجدوا الفرصة في قضايا لا يمكن لأحد أن يجادلهم فيها والقدس هي واحدة من هذه القضايا».

وأضاف «حميد» أن «حماس ستنتفع من القول إنها الطرف الوحيد الذي عارض العملية السلمية، ويمكنها الإشارة للإعلان على أنه فشل للعملية التي لم توجد أصلا». 

يشار إلى أن «الإخوان المسلمون» في الأردن قادوا التظاهرات ضد أمريكا و(إسرائيل)، ونظموا أكبر تظاهرة تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد، وذلك بالرغم من غيابهم منذ حوالي 3 سنوات.

وبحسب النائب عن جبهة العمل الإسلامي في الأردن «سعود أبو محفوظ» فإن «الربيع العربي كشف عن خلافاتنا، فعندما طالبنا بالإصلاح  والحرية عارض الكثيرون هذه الأولويات والمدخل»، مضيفا أنه «في موضوع القدس لا يوجد أردنيان يختلفان عليه ولا عربيان ولا مسلمان يختلفان عليه».

وفي الكويت قادت الحركة الدستورية الإسلامية، الاحتجاجات ضد قرار «ترامب»، فيما دعا نواب الحركة في البرلمان الكويتي الحكومة لإعادة النظر في علاقاتها واستثماراتها في الولايات المتحدة إذا رفضت واشنطن التراجع عن قرارها، بينما هاجم العلماء المرتبطون بـ«الإخوان» في قطر وليبيا القرار.

  كلمات مفتاحية

حماس القدس ترامب الإخوان المسلمون السفارة الأمريكية مظاهرات شعبية مقدسات إسلامية

جماعة «الإخوان» تدعو لتصعيد الانتفاضة ضد قرار «ترامب»

واشنطن تهدد الدول التي ستصوت لصالح قرار القدس بـ«الأمم المتحدة»