أحزاب تونسية تصف منع الإمارات سفر التونسيات بالقرار «الأرعن»

الأحد 24 ديسمبر 2017 12:12 م

نددت أحزاب تونسية، السبت، بقرار الإمارات منع التونسيات من السفر إليها أو المرور عبر أراضيها أو على متن طائراتها، مطالبة السلطات التونسية برد دبلوماسي يضع حدا للقرار الإماراتي الذي وصفوه بـ«الأرعن» والمخالف لكافة الأعراف الدبلوماسية والإجراءات الخاصة بالنقل الدولي.

جاءت هذه التنديدات بعد ساعات من منع الكاتبة التونسية «مها الجويني»، من السفر على متن طائرة إماراتية من مطار بيروت إلى بكين الصينية.

وجاء هذا المنع بعدما استدعت تونس السفير الإماراتي «سالم الزعابي»، مطالبة إياه بتوضيحات عن أسباب منع بلاده سفر التونسيات.

وانتقد المتحدث باسم حزب «نداء تونس»، «منجي الحرباوي»، في تدوينة عبر صفحته على «فيسبوك»، الإمارات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام الموالية لها.

واتهم أحزابا وسياسيين، لم يذكرهم بالاسم، بالعمالة للإمارات وبيع ذممهم قائلا: «لقد فضحتكم المرأة التونسية مرة أخرى، وفجأة ابتلع الكثير منهم لسانه واختفى قرطاسه وقلمه فاختفى الحقوقيات والحقوقيون... وسكت اليمين واختفى اليسار وحتى من ادعى الوسطية لم نره ولم نسمع له ركزا».

وفي ذات السياق، أدان حزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي»، الشريك في حكومة «يوسف الشاهد»، في بيان رسمي أصدره ما سماه قرارا تمييزيا واعتباطيا يستهدف التونسيات ويسيء للشعب التونسي برمته، وينكر أدنى الضوابط في التعامل الحضاري تجاه المسافرين من رعايا الدول الأجنبية، الذي كرسته الدول العريقة والديمقراطية، مطالبا الحكومة التونسية باتخاذ إجراءات صارمة لردع مثل هذه القرارات الجائرة والمهينة للشعب التونسي.

ودعا التونسيين إلى مقاطعة شركات الطيران الإماراتية والتشهير بهذا القرار التمييزي، ومطالبا السلطات الإماراتية بالاستفادة من التجربة التونسية في مجال تكريس المساواة واحترام الحقوق بين الجنسين.

من جانبه، عبر حزب «التيار الديمقراطي» (المعارض) عن استنكاره الشديد واستهجانه الكبير للقرار الإماراتي، مؤكدا أنه يتنافى والأعراف الدبلوماسية وقوانين الطيران المدني العالمي ويضرب حرية التنقل، ويعتبر إهانة للمرأة التونسية وللشعب التونسي الذي أسقط نظام الاستبداد دفاعا عن كرامة كل التونسيات والتونسيين.

وطالب الحزب أبوظبي بتقديم اعتذار رسمي لتونس وشعبها والمرأة التونسية، داعيا الرئيس التونسي ووزارة الخارجية إلى تحمل مسؤولياتهما في الدفاع عن كرامة التونسيات والتونسيين، وعدم الاقتصار على دعوة السفير الإماراتي للاستفسار والتوضيح.

وحث الحكومة التونسية على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجالية التونسية بدولة الإمارات في ظل ما سماه الاضطراب الكبير للسياسة الخارجية لهذه الدولة.

وفي سياق متصل، وصف حزب «حراك تونس الإرادة»، القرار الإماراتي بـ«الأرعن» الذي يستوجب ردا، لانتهاكه الحق في التنقل ومخالفة كل الأعراف الدبلوماسية والتراتيب الخاصة بالنقل الدولي، ويعكس استهدافا للبلاد والتونسيات بغرض الإهانة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء لا يزال قائما، حتى الآن، ولم يتم رفعه.

وطالب الحزب، في بيان رسمي، بـالتطبيق الفوري لمبدأ المعاملة بالمثل، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الجالية التونسية في الإمارات.

ولفت في بيانه إلى الممارسات المتواترة المعادية لدولة الإمارات ضد تونس ومسارها الديمقراطي، ومحاولاتها المستمرة لاستمالة وتوظيف جزء من النخبة السياسية والإعلامية في هذا الاتجاه، داعيا أبوظبي إلى التعقل وإيقاف هذا السلوك المعادي والتدخل المرفوض تماما في الشؤون الداخلية لتونس.

وأثارت مسألة حظر سفر التونسيات على متن رحلات «طيران الإمارات» باتجاه دبي، موجة غضب واستياء كبيرة في تونس، رغم التراجع عن القرار في وقت لاحق، دون تبرير أسبابه.

وتسبب هذا القرار المفاجئ بحالة من الفوضى والامتعاض من قبل المسافرين في مطار تونس قرطاج الدولي، بسبب غياب معلومات عن أسباب المنع أو كيفية استرجاع الأموال.

  كلمات مفتاحية

الإمارات تونس منع سفر تونسيات