أكد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية «هاني رسلان»، أن مصر باتت عاجزة أمام إثيوبيا التي لن تتراجع عن ملء «سد النهضة»، مشيرا إلى أن أديس أبابا ستستمر فى خطواتها الفعلية لاستكمال المشروع دون النظر لمخاوف الجانب المصري.
وأضاف «رسلان»، فى تصريحات لصحف محلية، أن أديس أبابا ستبدأ فى ملء السد تحت بند «الملء التجريبي» الذى تستخدمه إثيوبيا كغطاء قانوني لاستكمال مشروعها، الذي لا تستطيع مصر إيقافه بأي شكل من الأشكال.
وأوضح «رسلان» أن «هناك مخاوف حقيقية وكبيرة للغاية باتت تهدد حصة مصر المائية، والدليل على ذلك إعلان وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي خلال لقائه الأخير بعدد من سفراء الدول الأفريقية، أسفه بخصوص توقع بدء ملء سد النهضة».
ولفت إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» لإثيوبيا توضح أن «الخلافات اشتدت وأصبحت كبيرة وعميقة بين الجانبين»، مؤكدا أنه لا توجد أرضية مشتركة لحل الخلاف بين الجانبين.
وفي وقت سابق، حذر «رسلان» من تعرض مصر لشح مائي خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا لم تعمل الدولة على إيجاد بدائل حقيقية لأزمة المياه بعد فشل مفاوضات «سد النهضة»، وأشار إلى أن إثيوبيا تدفع مصر لـ«حرب المياه».
والجمعة الماضي، أعربت مصر عن قلقها من توجه إثيوبيا لبدء ملء «سد النهضة» قبل اكتمال الدراسات، فيما جددت دعوتها للجانبين الإثيوبي والسوداني للقبول بالمقترحات التي قدمتها لمراعاة مخاوفها.
ومؤخرا، تصاعدت أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، حيث أعلنت مصر، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن المفاوضات حول سد النهضة مع إثيوبيا تعثرت على المستوى الفني، وأن كل المباحثات بهذا الشأن تم إيقافها.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن التفاوض تعثر بسبب رغبة السودان وإثيوبيا تغيير مراجع الإسناد الخاصة بالدراسات المتعلقة بأضرار سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل، ما اضطر الفريق المصري المفاوض إلى وقف المباحثات الفنية، ورفع الأمر إلى المستوى الحكومي للدول الثلاث الممثلة لأطراف التفاوض.
وتقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد، لا سيما في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يلحق أضرارا بدولتي المصب، السودان ومصر.
وكثر في مصر، خلال الأيام الماضية، الحديث عن سيناريوهات جديدة للخروج من أزمة سد النهضة، من بينها إعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر إلى جانب بناء السدود لحجز مياه الأمطار.
