لا تزال الرياضة النسائية في مختلف دول العالم تبحث عن المساواة مع نظيرتها الذكورية، وهو ما لم تحققه خلال عام 2017 الذي رجح كفة الذكور بشكل كبير، حيث واصلت العناوين الكبيرة والرواتب الخيالية والتغطية الإعلامية الهائلة تحليقها في عالم الرياضة على مستوى الرجال فيما كانت بنسب أقل كثيرا في عالم الرياضة النسائية رغم النجاح والإنجازات التي حققتها الرياضيات خاصة في تلك البلدان التي تتحدث الإسبانية.

في كرة القدم، تشهد الأرقام وخاصة الرواتب على التمييز الواضح بين الجنسين في هذه الرياضة، حيث نجد راتب لاعبة كرة القدم البرازيلية «مارتا» التي تعد أفضل لاعبة على مدار العقد الأخير لا يتجاوز 500 ألف دولار في الموسم الواحد، في المقابل، يصل راتب البرتغالي «كريستيانو رونالدو» نجم ريال مدريد الإسباني إلى 69 مليون دولار في الموسم الواحد.

كما يظهر سوق انتقالات اللاعبين مدى التفاوت الهائل بين الجنسين في كرة القدم، وعلى سبيل المثال، أنفق باريس سان جيرمان الفرنسي 222 مليون يورو لضم البرازيلي «نيمار» من برشلونة الإسباني، في المقابل دفع برشلونة مبلغًا يتراوح بين 30 ألفًا و45 ألف يورو إلى نادي روزينغارد السويدي للتعاقد مع الهولندية «ليكه مارتينز» أفضل لاعبة كرة قدم في أوروبا.

ورصد برشلونة ميزانية تجاوز المليون يورو بقليل في الموسم الحالي لفريق السيدات لديه، فيما بلغت ميزانية الرجال لديه 897 مليون يورو.

وبدورها صرحت «ليكه مارتينز» لاعبة برشلونة: «نريد تقييمًا أفضل ولنا الحق في المطالبة بالحديث عن المساواة»، حسبما ذكر صحيفة «ماركا» الإسبانية.

وفي عالم الكرة الصفراء التنس، لم تنل الأمريكية «سيرينا وليامز» على فوزها باللقب الثالث والعشرين لها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى نصف التغطية الإعلامية والاهتمام الجماهيري الذي يحظى به نجما التنس السويسري «روجيه فيدرر» والإسباني «رافاييل نادال» واللذان رفع رصيدهما إلى 19 لقبا و16 لقبا على الترتيب في بطولات «غراند سلام».

وبينما أنهت نجمة التنس الرومانية «سيمونا هاليب» عام 2017 في صدارة التصنيف العالمي لمحترفات اللعبة حصدت خمسة ملايين و275 ألفًا و227 دولارًا كجوائز مالية من البطولات التي شاركت فيها، حصد الإسباني «رافاييل نادال» المصنف الأول على الرجال 15 مليونًا و851 ألفًا و340 دولارًا، مع الأخذ في الاعتبار أن «هاليب» لم تفز بنفس عدد البطولات التي حصدها «نادال».

وفي نفس الإطار، أحرزت السباحة الأمريكية الشابة «كاتي ليديكي» 5 ميداليات ذهبية في بطولة العالم للسباحة بالعاصمة المجرية بودابست لكنها نالت بالكاد اهتمامًا إعلاميًا مساويا لسباحين أحرزوا نصف هذا العدد من الميداليات في البطولة مثل مواطنها «كيز كاليز».

ومن جانبها قالت «ماتيلدا فونتيكا»، الخبيرة الإسبانية بالعلوم والفلسفة الرياضية والأنشطة البدنية، لصحيفة «إل دياريو» الإسبانية: «أود أن أقول إن الرياضة هي أكثر المجالات تميزًا في مجتمعا، الاحتراف والرواتب التي يحصل عليها الرياضيون من أكثر الأمور التي تكرس لعدم المساواة بين الجنسين».