واشنطن تنفذ تهديدها بشأن القدس.. باكستان أولى الضحايا

الأربعاء 3 يناير 2018 06:01 ص

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، إيقاف مساعدات عسكرية مخصصة لباكستان تبلغ قيمتها 255 مليون دولار.

وفسر محللون باكستانيون تلك الخطوة بأن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بدء تنفيذ تهديداته للدول التي رفضت قراره بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).

وقال «ترامب» في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «الولايات المتحدة قدمت بغباء لباكستان أكثر من 33 مليار دولار على شكل مساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، وهم لم يعطونا سوى الأكاذيب والخداع، ظنًا منهم أن قادتنا حمقى».

وأضاف: «هم يوفرون ملاذًا آمنًا للإرهابيين الذين نصطادهم في أفغانستان».

وردا على تغريدة «ترامب» استدعت الخارجية الباكستانية السفير الأمريكي في إسلام آباد «ديفد هيل» وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة.

وعقد مجلس الأمن الباكستاني اجتماعا الثلاثاء برئاسة رئيس الحكومة «شاهد خاقان عباسي» بمشاركة قائد الجيش الجنرال «قمر جاويد باجوا»، وأصدر المجلس بيانا اعتبر فيه أن الموقف الأمريكي يشكل تهديدا للثقة بين الجانبين.

ومن جانبه، استخدم وزير الخارجية الباكستاني «خواجه آصف» منصة «تويتر» نفسها للرد على ادعاء على «ترامب»، قائلا إن بلاده مستعدة أن تمول مؤسسة أمريكية موثوقة لتدقيق الحسابات المالية لتحقق في رقم 33 مليار دولار «ليظهر من هو الذي يكذب».

وكان «آصف» قال في تصريح لقناة «جيو» المحلية إن بلاه فعلت وتفعل ما فيه الكفاية حيث فتحت طرقها البحرية والبرية والسكك الحديدية أمام قوات التحالف في أفغانستان.

وهدد بأن بلاده ستدافع عن سيادتها الوطنية في حال فكرت القوات الأمريكية باختراق الأجواء الباكستانية بطائرات دون طيار.

خرق لكل الأعراف

ويرى الباحث في العلاقات الباكستانية الأمريكية «سيد عبدالجليل»، أن «ترامب» يدير علاقات بلاده الخارجية بعقلية التاجر، ويخرق كل الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية بين الدول، حين يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإعلان مواقف في غاية الحساسية قد ترقى لإعلان حرب.

وأكد أن قوة موقف باكستان تنبع هذه المرة من قوة وضعها الاقتصادي وتحالفاتها الإقليمية فلم تعد بحاجة ماسة إلى المعونات الأمريكية بعد تحسن احتياطي النقد الأجنبي لديها، وبعد تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الصين في إطار «الممر الاقتصادي».

وأشار إلى انتهاء أزمة الطاقة التي كانت تعصف بالبلاد بعد أن استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر بناء مزيد من السدود على أراضيها واستغلال مخزوناتها من الفحم الحجري.

وأوضح أن الحكومة الحالية تحظى بدعم شعبي وإذا ما صمدت في وجه التهديدات الأمريكية فإن ذلك سيمنحها تفويضا أوسع في الانتخابات المقرر إجراؤها هذا العام.

وأشار إلى أن «ترامب» بدأ بباكستان لتنفيذ تهديداته بشأن قطع المعونات عن الدول التي صوتت ضد قراره بشأن القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وربط ذلك بكون باكستان هي أقوى دولة إسلامية من الناحية العسكرية، في حين كانت إلى عهد قريب في موقف سياسي واقتصادي ضعيف.

قرارات متهورة

من جانبه، يرى المحلل السياسي «مسعود علوي» أن الرئيس الأمريكي يضيق الخناق حول نفسه ويزيد من عزلة بلاده شيئا فشيئا «عبر قراراته المتهورة، ويقلل من فرصه الضئيلة أساسا للخروج بما يحفظ ماء وجهه من أفغانستان فلجأ لتهديد باكستان بهذه الطريقة».

ويرى «علوي» أن إسلام آباد تدرك تماما أن الولايات المتحدة تنحاز إلى الهند «ولم يعد من المعقول التجاوب أكثر مع التهديدات الأمريكية على حساب المصالح الوطنية».

ورغم أن التهديدات حساسة بالنسبة لإسلام آباد لكنها تدرك وفق المحلل، أنها لن تؤثر كثيرا في وضعها الإقليمي والدولي «نظرا لعدم وجود أوراق ضغط كافية في يد الولايات المتحدة وإلا لكانت استخدمتها».

واتهم رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال «جوزيف دنفورد»، في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وكالة المخابرات الباكستانية بأن لديها صلات بجماعات متشددة.

ومنذ فترة طويلة، يتهم المسؤولون الأمريكيون باكستان بعدم استعدادها للتحرك ضد ما تصفها الولايات المتحدة بـ«الجماعات المتشددة»، ومنها حركة «طالبان» الأفغانية و«شبكة حقاني».

وفي أغسطس/آب الماضي، حذر «ترامب» من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان، إذا «لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة على أراضيها».

وقال: «لن نلتزم الصمت تجاه باكستان، وإسلام آباد ستكسب الكثير إذا تحالفت معنا».

ومع تزايد ضغوط الولايات المتحدة على باكستان، بسبب الملف الأفغاني، تعمل إسلام آباد على تعزيز علاقاتها مع تركيا وروسيا والصين وإيران؛ في محاولة منها لمواجهة سياسة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الجديدة في جنوب آسيا.

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة.نت

  كلمات مفتاحية

باكستان القدس ترامب المساعدات الأمريكية