دعا زعيم ميليشيات الحوثيين «عبد الملك الحوثي» إلى اجتماع واسع في صنعاء الجمعة القادمة لمراجعة الوضع الداخلي سياسياً وأمنياً والخروج بمقررات هامة واستثنائية وتاريخية، على حد تعبيره.
وقال «الحوثي» الثلاثاء 27 يناير/كانون الثاني في خطاب متلفز، إن مصلحة اليمن في سرعة الانتقال السلمي للسلطة، معتبرا أن الخطوات الأخيرة التي أقدمت عليها اللجان الشعبية، (في إشارة إلى ميليشياته المسلحة) في العاصمة اليمنية صنعاء، كانت ضرورية، للتصدي لمؤامرة استهدفت اليمن ووحدته حسب زعمه.
ووصف «الحوثي» تقديم الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» استقالته بالخطوة ”غير المسؤولة“.
وكان «الحوثي» قد قاد انقلابا على الشرعية في اليمن الثلاثاء الماضي، معللا ذلك بأن السلطة «غرقت في الفساد والاستبداد مما قاد الأوضاع في البلد للانهيار» على حد زعمه.
وادعى زعيم الحوثيين أن «الرئيس رفض توجيه الجيش في محاربة القاعدة وأعطاها الفرصة لنهب البنوك، كما أعطى الفرصة لمسلحي القاعدة لنهب أسلحة الجيش اليمني».
أعلن مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة التي عقدها اليوم لمناقشة الأوضاع في اليمن تمسكه بشرعية الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، ودعوته لجميع الأطراف لمساندته، كما أدان المجلس في بيانه الهجمات التي قام بها مسلحي ميليشيات الحوثي في محيط قصر الرئاسة.
من جهته، استنكر مجلس التعاون الخليجي تطورات المشهد اليمني، واعتبر وزراء خارجية دول المجلس أن خطوة اقتحام مليشيات الحوثيين للمقر الرئاسي «انقلابا» على السلطة الشرعية لدولة اليمن.
الأقاليم ترفض انقلاب نقلاب الحوثي
وأعلنت خمسة أقاليم يمنية انفصالها عن الدولة المركزية وتمردها على القرارات التي تصدر من العاصمة احتجاجًا على ممارسات جماعة الحوثيين وسيطرتها على صنعاء، بعد تقديم الرئيس «هادي» وحكومته استقالتهما.
وبدأت قرارات انفصال الأقاليم بإعلان أقاليم سبأ وتهامة والجند، رفض تلقي أي أوامر أو قرارات من العاصمة، والانضمام إلى إقليمي عدن وحضرموت اللذين اتخذا موقفا مشابه، علاوة على قيامهما بنشر عناصر «اللجان الشعبية» في المدن وعلى حدود الإقليمين.
ونقل موقع «الجزيرة نت» عن رئيس دائرة شؤون السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بمكتب رئاسة الجمهورية، «عبد الله العليمي»، قوله «إن أقاليم الرفض للانقلاب الذي تم في صنعاء باتت تغطي جغرافية اليمن كاملة باستثناء إقليم أزال، الذي يضم محافظات صعدة وصنعاء وعمران وذمار الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالرغم من أن بعضها يشهد حراكاً ثورياً متصاعداً رافضاً للانقلاب».
واعتبر «العليمي» أن موقف تلك الأقاليم يعبر عن رفض مجتمعي واسع للإجراءات الانقلابية التي خلصت إلى استقالة الحكومة ورئيس الجمهورية، «وتؤكد ضرورة أن يدرك من يظن أنه يستطيع حكم كل اليمن عبر إسقاط العاصمة واستباحة الوزارات، أنه واهم».
وأضاف «مثل هذا الإجراء يؤسس لحركة وطنية متماسكة ستكون بمثابة عامل ضغط قوي على الانقلابيين، كون تلك الأقاليم تملك مقومات تجعلها ضابطة للإيقاع الوطني ومانعة لأي انهيار كلي في البلد، وعلى أي مليشيا إدراك أن الظروف قد تغيرت وأن المنظومة المركزية القاتلة لم تعد في الحسبان».