«هيلتون» آخر المنسحبين من سوق السياحة بمصر.. والأزمة تتفاقم

الخميس 4 يناير 2018 07:01 ص

لم يكن إعلان شركات سياحية وفندقية عالمية سحب جزء من استثماراتها في مصر، بسبب تراجع السياحة في البلاد، بالأمر الهين، وهو ما ينذر بأزمة طاحنة جديدة للاقتصاد المصري.

وأبرز هذه الشركات وآخرها إعلانا، كان شركة فنادق «هيلتون» العالمية (شركة ضيافة أمريكية عالمية تدير وتملك حق الامتياز لمحفظة واسعة من الفنادق والمنتجعات)، التي سحبت جزءا من استثماراتها بمدينة شرم الشيخ، بسبب تراجع السياحة في البلاد.

وجاء قرار «هيلتون»، بعد قرارات مشابهة لشركات أبرزها «ستاربكس»، التي انهت استثماراتها بالمدينة السياحية الأهم في مصر.

ومن ضمن الشركات  التي أعلنت سحب استثماراتها أيضا، منذ منتصف 2017، «الشايع» الرائدة بإدارة العلامات التجارية العالمية، و«فراي دايز» سلسلة المطاعم الأمريكية، والتى امتد عمل بعضها لأكثر من 15 عاما في المدينة.

وكشف انسحاب «هيلتون»، بيان صادر عن شركة «رواد مصر» للاستثمار السياحي، حين أعلنت أن منتجع «هيلتون الفيروز» بشرم الشيخ المملوك لها، سيخضع إلى إدارة الفريق الإقليمي لمجموعة «شرم دريمز»، مع مطلع 2018، وذلك إثر انتهاء عقودها وشركة «هيلتون انترناشيونال».

قرار «رواد مصر»، دفع 600 من العاملين بفندقي «هيلتون الفيروز»، و«هيلتون دريمز بيتش»، للاحتجاج على قرار الشركة العالمية، بتسريحهم، مهددين بالاعتصام والدخول في إضراب عن الطعام، بحسب موقع «عربي21».

وعلى الرغم من نفي نائب رئيس شعبة الفنادق بالغرف التجارية «ناجي العريان»، إلا أن مالك منتجع «كارلتون» للشقق الفندقية‏ «أدهم حسن»، كشف عبر صفحته في «فيسبوك»، أن مجموعة فنادق «هيلتون» العالمية قررت الخروج من السوق المصري في شرم الشيخ وإنهاء استثماراتها بها.

ولفت إلى إعلان «هيلتون» إنهاء تعاقد فندقين في شرم الشيخ من أصل 4، هما فندقي «هيلتون الفيروز» و«شرم دريمز»، أقدم فنادق شرم الشيخ وفي قلب خليج نعمة.

وأوضح «حسن» أن قرار «هيلتون» العالمية بمغادرة إدارة فندقين من أربعة كخطوة أولى؛ «يعطي مؤشرا عن كارثية توقعاتهم المستقبلية كشركة عالمية للسياحة المصرية ومدينة شرم الشيخ».

وأرجع المستثمر السياحي سبب إقدام «هيلتون»، على تلك الخطوة، أنها توقعت مواسم سياحية غير جيدة في مصر خلال السنوات المقبلة.

 

 

كما أرجع مدير التسويق الفندقي «رامي فودة»، تغيير الشركات العالمية وجهتها بعيدا عن مصر، مثل افتتاح شركات الحجز ذات الثقل العالمي مثل «بوكينج»، و«اكسبيديا»، و«جاليفرز»، و«توي»، و«هوتيل بيدز»، مقراتها الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في دبي وليس القاهرة، إلى «نظام مركزي عقيم مختزل مصر بعاصمة بيروقراطية تدير البلد بجهل أيديولوجي جذوره عميقة جدا، وعبء على محافظات مصر كلها».

وقال إن أغلب هذه الشركات العالمية افتتحت مقراتها في دبي بعيدا عن القاهرة، لافتا إلى أن «مصر كلها بشمالها وجنوبها مساهمتها بالسياحة أقل بكتير مما تستحق».

 

 

فيما أرجع رئيس مستثمري شرم الشيخ «هشام علي»، أسباب خروج تلك الشركات إلى «العمليات الإرهابية، والوضع الأمني المضطرب، وعدم وجود حالة اقتصادية مستقرة، وما لحق بكافة الشركات من خسائر ، جعلها تفضل الانسحاب»، وذلك في حديث لصحيفة «المصريون».

أزمة خروج «هيلتون» تأتي في ظل ذروة الموسم السياحي ووسط احتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الأقباط، وتأتي قبل شهرين من انفراجة متوقعة لسوق السياحة بعودة السياحة الروسية لمصر في فبراير/ شباط المقبل، بعد غياب للروس وحظر سفر الإنجليز لما يقرب من عامين إثر تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

ولم تتمكن الدولة المصرية من استعادة مكانتها السياحية سواء الشاطئية بـ(شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي)، أو التاريخية بـ(الأقصر وأسوان)، والثقافية بـ(القاهرة والإسكندرية)، منذ ثورة المصريين ضد نظام «حسني مبارك» بداية عام 2011.

وكانت كبريات الشركات العالمية التي تدير المطاعم والكافيهات وتقدم ماركات الملابس العالمية تتسابق على افتتاح فروع لها في مدينة شرم الشيخ مثل مجموعة ومثل «ستاربكس» و«دببنهامز» و«إتش آند إم» و«الشايع» و«كيدزانيا».

وكانت إيرادات السياحة خلال العام المالي 2009 - 2010 عند مستوى 11.5 مليار دولار، لكنها تراجعت تدريجيا لتصل في 2013 - 2014 الذي شهد اضطرابات سياسية واسعة، جراء الانقلاب العسكري، إلى أقل من نصف قيمتها تقريبا عند 5 مليارات دولار.

وبعد أن حققت تقدما نسبيا في 2014 - 2015 بوصولها لنحو 7 مليارات دولار، هوت في العام الذي شهد حادث الطائرة الروسية إلى 3.7 مليار دولار.

وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال 2016 مقارنة بعام 2015، بحسب «الإحصاء المصري» (حكومي)، متأثرا بتحطم طائرة روسية يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، ومصرع 224 شخصاً كانوا على متنها.

وعقب ذلك علقت روسيا وبريطانيا الرحلات الجوية إلى مصر، وفرضت الولايات المتحدة تدابير أمنية جديدة على رحلاتها الجوية، كما اتخذت دول أوروبية قرارات بوقف رحلاتها المنتظمة إلى مطار شرم الشيخ.

وتعول مصر في تعافي اقتصادها إلى حد كبير على إنعاش قطاع السياحة الذي زادت معاناته إثر وقف الرحلات الروسية.

وتعاني مصر من نقص في مواردها من العملة الأمريكية وسط تراجع إيرادات السياحة وقناة السويس (المجرى الملاحي العالمي) وتحويلات المصريين في الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

  كلمات مفتاحية

السياحة هيلتون سحب استثمارات شرم الشيخ روسيا الطائرة الروسية مصر

السياحة المصرية تترقب استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع روسيا