مجلس الأمن يناقش في جلسة طارئة تظاهرات إيران.. وطهران تحتج

السبت 6 يناير 2018 05:01 ص

قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، «نيكي هيلي»، الجمعة، إن الاحتجاجات في إيران تظهر استهتار النظام الإيراني بحقوق شعبه.

وأضافت خلال جلسة لمجلس الأمن دعت إليها بلادها لمناقشة احتجاجات إيران، أن الولايات المتحدة تقف مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم، والكرامة لشعبهم في إيران.

وشددت «هيلي»، «لن نصمت، لن تؤدي أي محاولة غير شريفة لوصف المحتجين بأنهم دمى في يد قوى أجنبية لتغيير ذلك، الشعب الإيراني يعرف الحقيقة، ونحن نعرف الحقيقة .. إنهم يتصرفون بمحض إرادتهم، وبدافع من أنفسهم، ومن أجل مستقبلهم، لن يمنع شيء الأمريكيين من التضامن معهم، والعالم يتابع بشكل سلبي قيام الحكومة بسحق آمال الشعب الإيراني».

وأشارت إلى أن «أصوات الشعب الإيراني يجب أن تسمع»، مضيفة أن «ما يحدث في المدن الإيرانية يظهر استهتار النظام بحقوق شعبه»، ودعت إيران إلى «وقف دعم الإرهاب».

وكشفت عن تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تتحدث عن أن «طهران تدفع ستة مليارات دولار لدعم النظام السوري».

من جانبه، أكد مندوب طهران، «غلام علي خوشرو»، أن لدى حكومة بلاده أدلة دامغة على أن التظاهرات موجهة من الخارج، مشددا على أن واشنطن تجاوزت سلطاتها بدعوة لعقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الاحتجاجات.

تجاوزات أمريكية

وهاجم مندوب طهران الولايات المتحدة، معتبرا دعوتها لهذا الاجتماع الطارئ «خرقا لدورها كعضو دائم».

وشدد على أن الولايات المتحدة تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات.

وأضاف «للأسف، فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه، فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأمريكية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه».

وذكر أن «ترامب وبعض السياسيين الأمريكيين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في التشجيع على العنف»، مشيرا في هذا السياق إلى أن «الشرطة الأمريكية قمعت مظاهرات سلمية في عدد من المدن الأمريكية».

وأكد المندوب الإيراني أن بلاده «احترمت بشكل كامل حقوق المتظاهرين السلميين»، قائلا إن «قوات الأمن الإيرانية تعمل على ضمان تظاهرات سلمية في البلاد».

وأشار في هذا السياق إلى أن التظاهرات في بلاده تسببت بوفاة أفراد من قوات الأمن، وذلك «بتشجيع من الخارج»، على حد قوله.

وتساءل «لماذا توفر دول أوروبية ملاذات آمنة لإرهابيين يشجعون على العنف؟».

من جهته، انتقد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، «فاسيلي نيبينزيا»، دعوة واشنطن، قائلا «نشاهد مجددا كيف تقوّض الولايات المتحدة مجلس الأمن».

ودعا المندوب الروسي إلى ترك إيران «تتعامل مع شؤونها الداخلية بنفسها»، مؤكدا أن «النهج الأمريكي عبر مجلس الأمن كان له تأثير في نشر الفوضى في عدد من دول الشرق الأوسط».

وقال «نأسف للخسائر بالأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا»، مضيفا مع ذلك، دعوا إيران تتعامل مع مشاكلها الخاصة، معتبرا أن ما يحدث في إيران هو وضع داخلي، متهما واشنطن بأنها تهدر طاقة مجلس الأمن.

وتحدث الدبلوماسي الروسي عن أعذار خيالية من أجل عقد هذا الاجتماع، وعن تدخل بالشؤون الإيرانية الداخلية.

وأكد نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، «وو هايتو»، أن الوضع الإيراني لا يهدد الاستقرار الإقليمي.

ودعا مندوب بريطانيا، «ماثيو رايكروفت»، إلى «وقف العنف، وأن تلتزم الحكومة الإيرانية بتعهداتها بشأن حقوق الإنسان.. والتحقيق في كل أعمال القتل خلال التظاهرات».

من جانب آخر، قال «رايكروفت» إن «الممارسات الإيرانية بدعم ميليشيات الحوثي تهدّد الأمن والسلم الدوليين»، داعيا إياها إلى «احترام القرارات الدولية، ووقف تسليح مليشيات الحوثي».

وأكد المندوب الفرنسي، «فرانسوا دي لاتير»، على وجوب تطبيق بنود الاتفاق النووي بشكل صارم، قائلا إن «من حق الإيرانيين التعبير عن آرائهم، وعلى السلطات احترام حقوق المتظاهرين».

ودعا المندوب الكويتي، «منصور العتيبي»، إيران إلى ضرورة احترام حرية التعبير وحقوق المتظاهرين.

بدوره، قال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، «تاي بروك زرهون»، إن المتظاهرين احتجوا على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، مضيفاً أن «التظاهرات العنيفة في إيران دعت العديد من الدول إلى مطالبة طهران باحترام الحقّ في التظاهر السلمي».

وأعلن «زرهون»، في إفادته أمام مجلس الأمن، أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تعتزم متابعة التطورات على الأرض، والتواصل مع السلطات في طهران بهدف المساهمة في جهود معالجة المخاوف المشروعة للشعب الإيراني عبر السبل السلمية، وللمساعدة في منع وقوع أعمال العنف أو الانتقام ضد المتظاهرين السلميين.

في سياق متصل، كتب وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، على حسابه في «تويتر»، أن اجتماع مجلس الأمن الدولي «خطأ فادحا آخر» لإدارة الرئيس الأمريكي في مجال السياسة الخارجية.

وأضاف أن «مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه.. خطأ فادح آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية».

وأعلنت المعارضة الإيرانية مقتل 50 متظاهرا برصاص الأمن خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، حسب إذاعة «فردا» التابعة لها.

يأتي ذلك بينما نقلت فضائية «العربية» الإخبارية عن مصادر بالمعارضة الإيرانية (لم تذكرها) إن عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات وصل إلى 3 آلاف.

وتشهد إيران، منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، تحولت فيما بعد إلى مظاهرات تطلق شعارات سياسية، وامتدت لاحقًا لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

وبعد زخم كبير نالته تلك الاحتجاجات، بدأت، منذ الأربعاء الماضي، تخرج مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني تطالب بمحاكمة من سموهم «مثيري الفتنة».

وفي اليوم ذاته، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، «محمد علي جعفري»، انتهاء المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال: «يمكننا القول إن اليوم كان نهاية المؤامرة».

يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت، الخميس، عقوبات على 5 كيانات مقرها في إيران، بينها شركة صناعية مسؤولة عن تطوير وإنتاج وقود دفع صلب للصواريخ الباليستية الإيرانية.

ويتهم «خامنئي» خصوم إيران، في إشارة دائما إلى الولايات المتحدة و(إسرائيل) بإثارة الاحتجاجات، بينما يصر الرئيس «حسن روحاني» على أنه سيكون من الخطأ إلقاء اللوم في المظاهرات على مؤامرة أجنبية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

إيران تظاهرات إيران أمريكا روسيا مجلس الأمن