طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، الثلاثاء، سلطات محافظة تعز الخاضعة للحكومة الشرعية، بإلغاء قرار إغلاق مكتب قناة الجزيرة، والسماح بإعادة فتحه.
وقالت النقابة في بيان إنها «تابعت بقلق بالغ قرار اللجنة الأمنية بمحافظة تعز (جنوب غرب) بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في خطوة تعسفية تعتدي على حرية الرأي والتعبير».
وأدانت النقابة واقعة إغلاق المكتب، مطالبة «السلطات في تعز بإعادة النظر في قرارها وإلغائه والتعامل بشكل إيجابي مع حرية الصحافة وحق الاختلاف».
واعتبرت النقابة هذا الإجراء «لا يختلف عن الإجراءات القمعية التي تتخذها مختلف الأطراف في اليمن تجاه الصحافة والصحفيين».
وفي وقت سابق اليوم، أغلقت السلطات الحكومية بمحافظة تعز، مكتب قناة «الجزيرة» القطرية، في المحافظة الأكثر سكانًا في البلاد.
وأفادت مصادر في القناة بأن قوة عسكرية تابعة لقيادة محور تعز، تتألف من ثلاث آليات عسكرية وعشرات الجنود، اقتحمت مكتب القناة في المدينة، وأغلقته بناءً على قرار صادر من اللجنة الأمنية في المحافظة.
وفيما تقول المعلومات الأولية إن إغلاق مكتب القناة جاء بناءً على طلب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، أصدرت «اللجنة الأمنية العليا» في تعز، بياناً بررت فيه القرار، بأنه «ظهر من تغطيتها أخيراً محاولات لشق الصف الداخلي للشرعية والتحالف العربي».
وقال بيان اللجنة إنها قررت بـ«إجماع أعضائها على إغلاق مكتب قناة الجزيرة رسمياً في تعز ومنعها من مزاولة تغطيتها أو التعامل معها من أي جهة رسمية وذلك حفاظاً لوحدة الصف وتحقيقاً لأهداف الجيش».
توجيهات سعودية
بينما كتب مراسل قناة «الجزيرة» «سمير النمري»، على صفحته بموقع «تويتر»، نقلاً عن مصادر خاصة، أن السعودية «طلبت من القيادات العسكرية اليمنية في تعز أثناء تواجدهم في الرياض الأسبوع الماضي، بسرعة إغلاق قناة الجزيرة، ومنع موظفيها من العمل داخل المحافظة. وطلبت منهم تنظيم مظاهرات شعبية تؤيد إغلاق الجزيرة ومنعها من العمل».
صحفيون يستنكرون إغلاق الجزيرة
واستنكر صحفيون ومغردون قرار السلطات الأمنية في تعز إغلاق مكتب الجزيرة ومنعها من ممارسة عملها الإعلامي.
إذ قال الكاتب «يس التميمي»، عبر «فيسبوك»: «عاد قادة اللجنة الأمنية لمحافظة تعز للتو من زيارة للرياض، فكان أول قرار اتخذوه هو #إغلاق_مكتب_قناة_الجزيرة_بتعز الذي أبقى العالم متصلا بالجرائم التي ترتكب بحق أبناء هذه المحافظة ومنها القصف العشوائي والعنيف الذي تشنه ميلشيا الحوثي الإجرامية كل يوم».
أما الصحفي «هشام الزيادي» فقال: «وقفت الجزيرة قبل غيرها مع تعز في أحلك وأشد ظروفها، عندما خانها الجميع. همشتها الحكومة، وتعمد التحالف عرقلة تحريرها، بينما وقفت الجزيرة لتنقل معاناة أهلها، وتسلط الضوء على نضالات جيشها ومقاومتها».
وتوقع المصور «داوود الوهباني» بعد إغلاق مكتب قناة الجزيرة في تعز إنشاء سجون سرية كالتي في عدن وسقطرى.
وأضاف: «اللجنة الأمنية بدل أن تعلن الحرب على المجرمين والقتلة.. أعلنت الحرب على الإعلام !!»، مؤكدا رفضه لتكميم الأفواه.
