مواقف دولية متباينة حول عملية «غصن الزيتون» التركية بعفرين

الاثنين 22 يناير 2018 08:01 ص

تباينت ردود الأفعال الرسمية من الدول الغربية والعربية بخصوص عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا في عفرين السورية.

وفيما اعتبرت بعض الدول العملية التركية حقا مشروعا لتركيا للدفاع عن حدودها، رآها آخرون انتهاكا لسيادة الأراضي السورية.

قال وزير الدفاع الأمريكي «جيم ماتيس»، الإثنين، إن لتركيا مخاوف أمنية «مشروعة» في المنطقة، وأن أمريكا كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية.

وصرحت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية «هيذر ناويرت» في أول يوم للعملية العسكرية: «نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة في أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».

أما البيت الأبيض، فقال، الإثنين: «ندرك ونأخذ على محمل الجد المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، ونواصل العمل معها كحليفة لنا في الناتو».

وأضافت «سارة ساندرز» المتحدثة باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية: «نحث تركيا على ضبط النفس في تحركاتها العسكرية وكلامها وضمان أن تكون عملياتها محدودة في النطاق والمدة وضمان استمرار المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط ضحايا مدنيين».

الوضع المتدهور

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن قلقه من «الوضع المتدهور» في سوريا، كما دعا إلى «وقف المعارك في عفرين، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الجميع».

وطلب من مجلس الأمن عقد اجتماع طارئ، الإثنين، عقب انطلاق العملية التركية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» في تغريدة له على «تويتر»، إن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن سيتمحور حول أوضاع الغوطة الشرقية وإدلب وعفرين.

واعتبر وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أن نقل فرنسا أو أي دولة أخرى عملية «غصن الزيتون» إلى الأمم المتحدة يعد بمثابة «اصطفاف إلى جانب الإرهابيين، وليس إلى جانب دولة حليفة».

مخاطر لا يمكن توقعها

وحذر وزير الخارجية الألماني «زيغمار غابرييل»، الأحد، من «مخاطر لا يمكن توقعها بسبب المواجهة العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية».

وقال «إن هذه العملية مثيرة للقلق»، مضيفا أنه بعد أن نجحت القوات الكردية في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن سوريا تحتاج إلى خطوات تحقق الاستقرار والسلام.

وأكد أن «المواجهات العسكرية الجديدة هي آخر ما تحتاجه سوريا»، مضيفا أن السوريين عانوا بما فيه الكفاية.

وقال: «إن جهود الجميع يجب أن تستهدف تحقيق تقدم على الصعيد السياسي» وهذا ما سيتم طرحه في الجولة التالية لمحادثات سوريا التي ستنعقد الأسبوع المقبل في فيينا.

مصلحة مشروعة

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية إن لتركيا مصلحة مشروعة لضمان أمن حدودها، وأن بلاده ملتزمة مع حلفائها في الناتو لإيجاد حلول في سوريا.

ونفت بريطانيا اعتزام تشكيل قوة حرس حدود كردية في سوريا.

امتناع عن التعليق

من جانبه، أكد «ديمتري بيسكوف» المتحدث باسم الكرملين، الإثنين، أن المسؤولين الروس على اتصال بالقيادة التركية فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تنفذها أنقرة.

وأحجم «بيسكوف» في مؤتمر صحفي عن التعليق عما إذا كانت موسكو على علم مسبق بالعملية، وذكر أن روسيا ما زالت تؤمن بأهمية سلامة أراضي سوريا.

رفض للعملية

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، الأحد، أعربت فيها عن رفضها للعمليات العسكرية.

وقالت إن هذا يمثل اعتداء وانتهاكا جديدا للسيادة السورية، وأن مثل هذه العمليات تقوض الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب في سوريا.

وطالب البيان بانخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة، دون إقصاء لأي طرف للوصول إلى الحلول السلمية.

مشاع الأوطان

وعلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، على العمليات العسكرية، في تغريدة عبر «تويتر» قائلا إن «التطورات المحيطة بعفرين تؤكد مجددا ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر».

وتابع «قرقاش»: «دون ذلك يهمش العرب وتصبح أوطانهم مشاعا».

النظام السوري

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بحكومة «بشار الأسد»، «فيصل مقداد»، أنه سيتم التصدي لأي تحرك تركي على مدينة عفرين السورية بالشكل الملائم.

وأضاف: «نحذر القيادة التركية من أنه وفي حال المبادرة إلى بدء أي عمل عسكري في منطقة عفرين، فإننا سنعتبره عدوانا يشنه الجيش التركي على أراضي سوريا».

وتابع: «قواتنا مستعدة لتدمير الأهداف الجوية التركية في السماء السورية وعلى الأتراك أن يفهموا أنهم ليسوا في نزهة إذا ما حاولوا البدء بعملياتهم».

وطالب المجتمع الدولي «بإدانة العدوان التركي على سوريا»، نافيا أن تكون الحكومة التركية قد أبلغت دمشق بشأن حملتها.

طيران روسي بأعلام تركية

من جانبه، ندد حزب الاتحاد الديمقراطي قصف الجيش التركي عفرين مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل.

واتهم الحزب روسيا بـ«الخيانة» بعد أن سحبت الأخيرة قواتها من عفرين والذي اعتبره الأكراد بمثابة اتفاق تركي-روسي.

وقال في البيان إن الطيران الذي يقصف عفرين هو طيران روسي بأعلام تركية.

استدعاء السفراء

والأحد، أعلنت وزارة الخارجية التركية، استدعاء ممثلي البعثات الدبلوماسية للكويت والسعودية وقطر والأردن والعراق ولبنان لتطلعهم على آخر التطورات حول عملية عفرين السورية.

وكانت تركيا، استدعت، مساء السبت، ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وإيران، وأطلعتهم على التطورات في مدينة عفرين، شمالي سوريا.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن الخارجية التركية استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا والصين في العاصمة أنقرة، إلى مقرها، وأطلعتهم على معلومات حول عملية «غصن الزيتون» في عفرين.

كما استدعت الخارجية التركية ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية والإيرانية والروسية لديها، وأطلعتهم على التطورات في عفرين.

وكانت القيادة التركية أعلنت السبت عن بدء حملة عسكرية في عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، بحيث تبدأ العملية على الأرض في اليوم التالي.

وأطلقت تركيا عملية «غصن الزيتون» بالاشتراك مع مسلحين من الجيش السوري الحر ضد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني يوم السبت بدأتها بضربات جوية واستمرت في اليوم التالي مع انطلاق الهجوم البري.

من جانبه، أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أن بلاده ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين.

  كلمات مفتاحية

سوريا عفرين عملية غصن الزيتون تركيا أمريكا الأكراد النظام السوري

البطريركية الأرمنية في تركيا تتمنى النجاح لعملية «غصن الزيتون»

الخارجية التركية تطلع العالم على أهداف وتطورات عملية عفرين