كتاب إسرائيلي: «شارون» خطط لإسقاط طائرة مدنية لاغتيال «عرفات»

الأربعاء 24 يناير 2018 01:01 ص

كشف كتاب إسرائيلي جديد، النقاب عن أن رئيس الوزراء الأسبق «أرئيل شارون»، خطط لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات»، بإسقاط طائرة مدنية، يستقلها في العام 1982.

وفي كتاب جديد بعنوان «اتفاق على القتل.. التاريخ السري لعمليات القتل الإسرائيلية»، استعرضته صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر اليوم الأربعاء، سرد الصحفي الإسرائيلي «رونين برغمان» تفاصيل الخطة.

حيث لفت إلى أن الرئيس الفلسطيني كان محاصرا في بيروت في العام 1982 عندما شنّ وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك «أرئيل شارون» الحرب على لبنان، للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 1982 أبلغ جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك، «دافيدي عيفري»، أن عرفات يستقل طائرة مدنية تتجه من العاصمة اليونانية أثينا إلى العاصمة المصرية، القاهرة، وفقا للكاتب.

ولفت إلى أن طائرتين حربيتيْن من طراز إف 15 حددت بأن الطائرة هي طائرة نقل مدنية، وقد أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك «رفائيل إيتان»، أمرا بإسقاطها، لكن «عيفري» (قائد سلاح الطيران) تردد، وقال إن هناك شكوكا حول تحديد الهوية، وتبين لاحقا أن المسافر هو شقيق الرئيس الفلسطيني الذي كان ينقل 30 طفلا أصيبوا في مجزرة صبرا وشاتيلا للعلاج الطبي في القاهرة، وكان في الطائرة ممرضون ومؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن «الخطأ في تحديد الهوية لم يردع شارون، وبدأ عرفات في ذلك الوقت بالسفر على متن طائرات مدنية، ولكن وزير الدفاع (شارون) اعتبر أن هذه أهداف مشروعة».

وقال: «قرر شارون إسقاط الطائرة على البحر في منطقة لا تغطية رادار فيها، لأي بلد، ومن المفضل أن يكون ذلك فوق المياه العميقة حتى يكون من الصعب تحديد سبب تحطم الطائرة والوصول إلى بقاياها».

وأضاف: «على مدى 9 أسابيع تابعت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي حركة عرفات وانطلقت 5 مرات على الأقل بهدف إسقاط طائرات ركاب كانوا يعتقدون أن عرفات على متنها، وفي كل مرة تم وقف إسقاط الطائرات لأسباب متعددة وتم إعادة الطيارين إلى قواعدهم».

ونقل عن «عاموس غلبوع»، عضو الفريق ورئيس الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، قوله: «قلت لرئيس الأركان إنه سيتم الإضرار بالدولة من وجهة نظر دولية، إذا ما اتضح أننا أسقطنا طائرة ركاب».

وبحسب الكاتب فإنه بعد عملية نفذها الفلسطينيون في مدينة نهاريا (شمال) في العام 1979، والتي قتل فيها 4 إسرائيليين، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك «رفائيل إيتان» أمر بتصعيد العمليات ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: «اقتلوهم جميعا».

مضاعفة الجهود

وأضاف أنه في العام 1981 تم تعيين «شارون» وزيرا للدفاع، وبدوره فقد أوعز بمضاعفة الجهود.

وتابع: «بعد عام واحد أوعز شارون بتفجير إستاد في بيروت، كان من المقرر أن تجتمع فيه قيادة منظمة التحرير، تم زرع المتفجرات أسفل المنصة، وتم وضع سيارات مفخخة خارج الإستاد، ولكن في اللحظة الأخير نجح ضباط من الاستخبارات العسكرية ونائب وزير الدفاع في إقناع شارون بإلغاء العملية».

ويعد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، «أرئيل شارون»، شخصية مثيرة للجدل، فبينما يراه بعض الإسرائيليين بطلا قوميا يراه آخرون عثرة في مسيرة السلام، ومجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، وعلاقته بمجزرتي صبرا وشاتيلا التي تسببت بمقتل آلاف اللاجئين الفلسطينيين.

واضطر «شارون» سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة.

وفي عام 2001 فاز بأغلبية في الانتخابات الإسرائيلية العامة وأصبح رئيسا للوزراء.

وفي يناير/كانون الثاني 2006 دخل في غيبوبة، استمرت لأكثر من ثماني سنوات، بعد إصابته بجلطة دماغية وتوفي في 11 يناير/كانون الثاني 2014 عن عمر يناهز 86 عاماً.

  كلمات مفتاحية

عرفات شارون اغتيال عرفات إسرائيل

الذكرى الـ14 لرحيل عرفات.. الرئيس الفلسطيني المتفق عليه