«أسوشييتد برس»: اتفاق الطيران القطري الأمريكي.. الكل يرى أنه ربح

الثلاثاء 30 يناير 2018 07:01 ص

توصلت قطر والولايات المتحدة إلى اتفاق لحل الخلافات التي دارت منذ أكثر من 10 أعوام حول الدعم المزعوم من الحكومات الخليجية لشركات الطيران في تلك البلدان، قال ذلك 7 أشخاص مطلعون على الأمر، الإثنين، وذلك في إطار عمل حكومة قطر على نزع فتيل التوتر مع إدارة «ترامب».

وأضافت المصادر أن الاتفاق سيشهد فتح الخطوط الجوية القطرية مكاتبها - طوعا - للاطلاع على ملفاتها المحاسبية، وتقول شركات الطيران الأمريكية إن الشركة القطرية تتلقى مليارات الدولارات في صورة مدفوعات حكومية تجعلها تنافس بشكل غير عادل.

كما تعتزم قطر التعهد بالتزام شركات الطيران التي تحمل علمها بعدم نقل رحلات جوية إلى الولايات المتحدة من أوروبا أو من أي مدن أخرى غير قطرية، ما يخلق مزيدا من المنافسة أمام شركات الطيران الأمريكية.

وطالب الأفراد الذين اطلعوا على الاتفاق بعدم الكشف عن هويتهم؛ لأنهم غير مخولين بمناقشته قبل الإعلان الرسمي المتوقع يوم الثلاثاء، عندما يجتمع وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» ووزير الدفاع «جيم ماتيس» مع وزيري الخارجية والدفاع القطريين في واشنطن.

ويمكن لجانبي النزاع وصف الاتفاق بالانتصار لأسباب مختلفة جدا.

ويمكن لصناعة الطيران الأمريكية أن تدعي أن زيادة الشفافية ستخلق عقبة قوية أمام الإعانات غير العادلة، لأن قطر لن تكون قادرة على إخفاء هذه المدفوعات من خلال المحاسبة.

وقد أنفقت شركات الطيران الأمريكية الكبرى الثلاث (دلتا إيرلاينز، والخطوط الجوية الأمريكية، والخطوط الجوية المتحدة) مبالغ ضخمة على مدى الأعوام الـ3 الماضية، وكانت تدفع إدارة «أوباما» وإدارة «ترامب» إلى اتخاذ إجراءات صعبة، وهم حريصون على إظهار الفوز.

لكن بالنسبة لقطر، يجنبها الاتفاق الخطوة الأكثر خطورة التي تريدها شركات الطيران الأمريكية؛ حيث تريد إعادة فتح ما يسمى بمعاهدات السماء المفتوحة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظروف أقل مواتاة لشركات الطيران الخليجية.

وقد تستغل قطر، التي ندد بها الرئيس «دونالد ترامب» العام الماضي بتهمة تمويل الإرهاب،  الاتفاق في أن تظهر أيضا أنها تتعاون بشكل وثيق ومنتج مع المنظمين الأمريكيين، ومن شأن ذلك أن يساعد الإمارة الغنية بالغاز على كسب ميزة عن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يتم اتهام شركاتها أيضا بالحصول على إعانات غير سليمة، ولكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع واشنطن.

الكل يرى أنه ربح

وقالت «هيلين بيكر»، محللة الطيران في «كوين أند كو»: «يمكن لكل شخص ادعاء النصر في هذا الاتفاق».

وفي الواقع، حتى قبل صدور أي إعلان، أشادت الخطوط الجوية الأمريكية، أكبر شركة طيران في العالم من حيث حركة المسافرين، بالاتفاق كوسيلة لمعالجة أزمة «المساعدات القطرية» بعناية، وأشاد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية المتحدة «أوسكار مونوز» بالاتفاق، بينما شكر إدارة «ترامب» على «تمثيلها بشكل فعال لمصالح صناعة الطيران الأمريكية».

وعلى الرغم من أنهما في نفس الجانب من نزاع شركات الطيران، فإن قطر والإمارات العربية المتحدة تعارضان بعضهما البعض في مواجهة مريرة خارج نطاق الطيران.

وفي العام الماضي، حاصرت الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى قطر، بعد اتهامها بدعم التطرف وإثارة المعارضة في جميع أنحاء المنطقة، وتأمل قطر في تغيير هذا السرد من خلال تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وإتاحة رؤية أمريكية أكبر لمواردها المالية وممارساتها المصرفية.

وفي وثيقة من 8 فصول، تنص على «تفاهمات» بين قطر والولايات المتحدة، ستلتزم الدولة الخليجية خلال عام واحد بإصدار بيانات مالية مدققة لشركة الخطوط الجوية القطرية «وفقا للمعايير المحاسبية المعترف بها دوليا»، وفقا لنص الاتفاق الذي حصلت عليه وكالة «أسوشييتد برس».

وفي غضون عامين، ستقوم شركة الخطوط الجوية القطرية بالإفصاح عن أي معاملات مع كيانات أخرى مملوكة للدولة، مثل شركات تقديم الطعام أو غيرها من الشركات التي تدعم عمليات شركات الطيران، وتغلق ما ادعت شركات الطيران الأمريكية أنه دعم مستتر تستخدمه دول الخليج لإخفاء الإعانات غير المشروعة.

وتظهر رسالة هامشية خاصة بالاتفاق أن هيئة الطيران المدني ليست على دراية بأي خطط من قبل الخطوط الجوية القطرية لبدء رحلات ما يسمى بـ«الحرية الخامسة»، وتخص الطرق من دول ثالثة إلى الولايات المتحدة.

وبموجب هذا السيناريو، تخشى شركات الطيران الأمريكية أن تقدم الخطوط الجوية القطرية رحلاتها من الدوحة إلى باريس أو لندن على سبيل المثال، ثم تتوقف لالتقاط المزيد من الركاب قبل أن تطير إلى نيويورك.

وتقول الرسالة الهامشية إنه لا توجد خطط حالية لتشغيل هذه الخدمة، وهذا أقل من ضمان ملزم، كما أنه لن يكون هناك التزام بألا توسع الخطوط الجوية القطرية من عروضها الجوية.

وقال «جون بيرلي» الذي كان كبير المفاوضين في قضية السماوات المفتوحة في إدارة «أوباما»: «يبدو أن هذه الإدارة كانت تقوم بإلقاء عظاما خالية من اللحم إلى الشركات الأمريكية الثلاث لوضع حد لتهديداتها ومطالباتها ضد شركات الخليج».

ولم تدخل شركتا طيران الإمارات وطيران الاتحاد الإماراتيتان طرفا في الاتفاقية القطرية الأمريكية، وتقدم طيران الإمارات حاليا رحلات «الحرية الخامسة»، التي تمكن للمسافرين الطيران من مطارات نيويورك إلى ميلان أو إيطاليا أو أثينا دون أن يضعوا أقدامهم في الإمارات العربية المتحدة.

وقد نفت شركات الطيران الخليجية الثلاث، منذ فترة طويلة، تلقي إعانات حكومية غير عادلة، ورفض متحدث باسم الحكومة القطرية التعليق على الاتفاق، ولم يكن هناك رد فعل فوري من قبل طيران الإمارات أو طيران الاتحاد.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة المحادثات مع الإماراتيين لمعالجة المخاوف من الدعم، وقال شخص مطلع على التخطيط لهذه المحادثات إنها من الممكن أن تبدأ في غضون أسابيع.

  كلمات مفتاحية

الخطوط الجوية القطرية معاهدات السماء المفتوحة شركات الطيران الأمريكية الحرية الخامسة

«ستراتفور»: حرب السماوات المفتوحة.. أزمة الطيران الخليجي في عهد «ترامب»