%60 من المرضى الذين يشتكون من التهاب في الحلق، يصف لهم الأطباء المضادات الحيوية، مع أن المعهد الوطني البريطاني للصحة يقول إن معظم هذه الحالات تكون بسبب التهاب فيروسي، ما يعني أنها غير قابلة للعلاج بواسطة المضادات الحيوية.

وينصح المعهد الأطباء بألا يصفوا المضادات الحيوية «الثمينة» لمعظم الناس المصابين بالتهاب الحلق، وإنما يتوجب عليهم أن يصفوا «الباراسيتامول» وفق الإرشادات التوجيهية الجديدة.

خطر البكتيريا الخارقة

ويقول المعهد الوطني للصحة والرعاية المتفوقة، إنه من الضروري أن تستخدم الأدوية فقط عند اللزوم، لمواجهة ارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية.

يُذكر أن فرط استخدام المضادات الحيوية يجعل معالجة الالتهابات أصعب بكثير، بسبب البكتيريا الخارقة المقاومة للأدوية.

لا تصفوا المضادات الحيوية!

يتضمن التهاب الحلق الحاد، التهاب البلعوم والتهاب اللوزتين، وقد يكون بسبب التهاب بكتيري أو فيروسي، وغالباً ما يتحسن من تلقاء نفسه في غضون أسبوع واحد.

نصح المعهد الوطني للصحة الأطباء بالحد من وصف المضادات الحيوية لهذا النوع من الحالات، إلا في الحالات الشديدة التي يرجح أن السبب فيها عدوى بكتيرية.

يتوجب على معظم الناس أن يستخدموا بدلاً من ذلك، الأسبرين والإيبوبروفين وبعض الأقراص المستحلبة الملطفة للحلق، بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء والراحة.

تشير التوجيهات الإرشادية أيضاً، إلى أن الأطباء عليهم أن يستخدموا معايير محددة للحكم على احتمالية أن تكون العدوى بكتيرية، وذلك عن طريق مقياس درجات للأعراض؛ التي تتضمن الحمّى والصديد على اللوزتين وشدة التهاب اللوز وغياب الكحة.

على المرضى أن يفهموا

وقد سبق أن حذرت المسؤولة الطبية الرئيسية في بريطانيا «دامي سالي كلير دافيس»، من «نهاية العالم فيما بعد المضادات الحيوية»، حيث يستعصي علاج الالتهابات البكتيرية، وتصبح الإجراءات الطبية الشائعة مثل علاج السرطان، شيئاً خطيراً جداً.

أما الكلية الملكية للأطباء الممارسين العامين، فقد دعمت التوجيهات الإرشادية الجديدة، وقالت إن على المرضى أن يفهموا «أن المضادات الحيوية ليست علاج كل الأمراض».