«لا تتاجروا بالقيم» .. «الغارديان» ترفض زيارة «بن سلمان» لبريطانيا

الجمعة 2 فبراير 2018 07:02 ص

عبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن رفضها للزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لبريطانيا، قائلة إنه يتعين على رئيسة الوزراء «تيريزا ماي»، في حال حدثت الزيارة، ألا تتاجر بقيم المملكة المتحدة، وأن تثير مع المسؤول السعودي قضايا الحريات وقمع المعارضة والتدخل في اليمن.

وأضافت الصحيفة في افتتاحية لها، الخميس، أنه من المتوقع أن تستقبل رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» ولي العهد السعودي، في داونينغ ستريت خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت الصحيفة إنه لا عجب من وجود حملة لمنع ولي العهد الشاب (32 عاما) من زيارة البلاد، إذ أنه الشخص المتحكم الآن في السعودية حيث يعتبر الجلد والتعذيب وعدم انتخاب حكومة مركزية «لبنات المجتمع» الذي تقوم عليه المملكة.

وتابعت الصحيفة: «لقد سوّق ولي العهد نفسه كمصلح ليبرالي يسمح للنساء بقيادة السيارات ومشاهدة مباريات كرة القدم والغناء على خشبة المسرح… هذه خطوات مرحب بها لكنها خطوات صغيرة للأمام في دولة لا تستطيع فيها المرأة الزواج أو الطلاق أو السفر أو الحصول على وظيفة أو إجراء عملية جراحية دون إذن من الذكور».

وأشارت «الغارديان»، إلى الحرب في اليمن، التي هي «من بنات أفكار ولي العهد، وهي الآن أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان في العالم حيث تقدم الأسلحة البريطانية والعسكريون البريطانيون يقدمون الدعم، لإطالة أمد الحرب، وزيادة معاناة المدنيين».

متاجرة بالقيم

وبينت الصحيفة أن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية بلغت 200 مليون جنيه إسترليني في الشهر، وهو «ما يبدو وكأنه يطغى على تفكير السيدة ماي أكثر من قضية وفيات الأطفال في أماكن بعيدة».

وأكدت على أنه يجب على بريطانيا ألا تتخلى عن مبادئها وقيمها، مشيرة إلى أن حملة «مكافحة الفساد» المزعومة التي يقوم بها «محمد بن سلمان» في السعودية ما هي إلا حملة لتطهير المنافسين الملكيين، لتوطيد سلطات ولي العهد.

وكشفت أن النظام السعودي لا يتسامح مع المعارضة، إذ أن التقرير الذي قدمه «كين ماكدونالد»، ومحام آخر بارز في مجال حقوق الإنسان عن موجة من حالات الاختفاء التعسفي للناشطين في مجال حقوق الإنسان والمنشقين السياسيين ورجال الدين في المملكة العربية السعودية، يجب أن يقرأ في داونينغ ستريت.

وشددت الصحيفة على ضرورة أن تثير «ماي» مسألة حرية التعبير مع ولي العهد.

ومنتصف الشهر الماضي، وجهت 4 منظمات حقوقية بريطانية رسالة مفتوحة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تدعوها إلى إلغاء زيارة ولي العهد السعودي للمملكة المتحدة، بسبب قمع المواطنين السعوديين والتدخل في شؤون الدول العربية.

وقالت المنظمات الحقوقية الأربع التي دشنت أيضا عريضة احتجاج، وبدأت بجمع التوقيعات ضد الزيارة، في الرسالة المفتوحة، إن «ولي العهد السعودي، الرجل الثاني في المملكة العربية السعودية، مسؤول عن الجرائم التي ترتكب في بلاده بحق الناشطين، من سجن واعتقال وتعذيب واختفاء قسري وإعدام».

وذكرت الرسالة أنه مسؤول أيضا عن «جرائم حرب خطيرة في اليمن راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء».

والرسالة التي اعتبرت أن تدفق الأسلحة البريطانية إلى السعودية قد ساهم في استمرار الحرب على اليمن، وقعتها كل من: حملة «أوقفوا الحرب»، حملة «منع انتشار الأسلحة النووية»، حملة «وقف تصدير الأسلحة»، و«المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا».

ولفتت الرسالة المفتوحة إلى أن النظام السعودي «يتدخل في دول أخرى، مثل البحرين، من خلال مساعدة النظام هناك على قمع الناشطين، وفرض حصارا على دولة قطر واحتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مسعى لفرض شروط على دول ذات سيادة».

واعتبرت المنظمات الحقوقية الموقعة على الرسالة أن «زيارة بن سلمان لبريطانيا تلحق بالبلاد العار، نظرا للجرائم الخطيرة التي ارتكبها في اليمن، وأن مصالح الشعب البريطاني وقيمه تتعارض مع هذه الزيارة».

وكان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية أعلن في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي أن ولي العهد السعودي سيزور بريطانيا هذا العام (دون تحديد موعد أو أجندة للزيارة) والمتوقع أن تحصل خلال فبراير/شباط الجاري.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

بريطانيا السعودية بن سلمان خلية الأمل تيريزا ماي