قطر: الحوار الاستراتيجي مع أمريكا يرد على ادعاءات دول الحصار

الاثنين 5 فبراير 2018 07:02 ص

قال نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، إن نتائج الحوار الاستراتيجي بين الدوحة ووشنطن في المجالات الأمنية والدفاعية والسياسية، تمثل ردا قويا على كافة ادعاءات دول الحصار لقطر بدعم الإرهاب.

وكشف خلال حواره في برنامج «من واشنطن» بفضائية «الجزيرة»، أنه تم تشكيل مجموعات عمل سياسي بين قطر وأمريكا لمتابعة كافة القضايا الإقليمية والعمل المستمر والتعاون المشترك وتبادل وجهات النظر فيها.

والثلاثاء الماضي، عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي، الأول من نوعه بين البلدين على «المستوى الوزاري»، عاكسا الزخم الشديد الذي شهدته العلاقات بين البلدين، والتي تعززت بعقد العديد من الاتفاقيات السياسية والأمنية والعسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة التي قامت بها قوات البلدين، خلال الأشهر القليلة الماضية، خصوصا بعد اندلاع الأزمة الخليجية.

مواجهة الإهاب

ولفت إلى أن قطر حققت من الحوار الاستراتيجي إنجازات كثيرة في مجالات متعددة.

وأوضح «بن عبدالرحمن» أنه على المستوى العسكري، كان هناك إعلان الدفاع المشترك والذي يتناول أيضا القاعدة الأمريكية، وتواجد القوات الأمريكية على الأراضي القطرية، وكذلك الأعمال والتدريبات العسكرية المشتركة والمشتريات العسكرية لدولة قطر.

ونوه إلى المحادثات التي جرت بين الطرفين في مجال مكافحة الإرهاب ومذكرة التفاهم التي وقعت عليها قطر في يوليو/تموز الماضي، والتي تحدد العلاقة بين قطر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال تبادل المزيد من المعلومات وبناء القدرات.

وأكد الوزير القطري، أن بلاده ترى أن ما تحقق في هذا الحوار بشكل عام في مجالات الأمن والدفاع والمجالات السياسية، هو بيان واضح وموقف واضح من الولايات المتحدة، بأن قطر شريك قوي في مكافحة الإرهاب وشريك اقتصادي قوي.

ولفت إلى أن «هذا يمثل ردا قويا على كافة ادعاءات الدول المحاصرة بدعم قطر للإرهاب»، مضيفا: «هذه شهادة واضحة من أمريكا التي تعرف جيدا الجهود القطرية، وتعتبر دولة قطر شريكا أساسيا لها في حربها ضد الإرهاب».

علاقة قديمة

وأوضح «بن عبدالرحمن»، أن علاقة قطر مع أمريكا لم تبدأ مع الإدارة الحالية، بل بدأت مع إدارات سابقة، وقال إن «اتفاقياتنا سواء كانت الأمنية والعسكرية أو الاتفاقيات الاقتصادية الأخرى كانت في فترات مختلفة و متفاوتة، ورغم ذلك بقيت».

وشدد على أن قطر ترى أن شراكتها المستقبلية مع الولايات المتحدة «واعدة»، وهناك فرص كثيرة تتحقق من هذه الشراكة.

الأزمة الخليجية

وحول موقف الولايات المتحدة من الأزمة الخليجية، قال نائب رئيس مجلس الوزراء القطري إن «موقف واشنطن كان واضحا منذ بداية الأزمة التي ما زالت تراوح مكانها»، موضحا أن الولايات المتحدة تريد أن ترى مجلس تعاون موحدا، وتقدر علاقتها مع دولة قطر.

وشدد على أن قطر ماضية في طريقها وتعزيز شراكاتها مع كافة الدول ومنها الولايات المتحدة.

وبشأن إعلان وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» التزام بلاده بسيادة قطر وبوحدة أراضيها، لفت الوزير القطري إلى أن هناك معرفة وإدراكا أمريكيا بأن الاتهامات الموجهة إلى قطر هي اتهامات باطلة، ولم تسند بأي أدلة.

كما شدد على أن من حق قطر كشريك أن تقف الولايات المتحدة معها، وقال: «هذه طبيعة علاقة الصداقة وعلاقة الشراكة».

وأضاف: «بالنسبة لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي والتي تحدث فيها علنا، نحن نراها تختلف كثيرا عن السابق لكننا ندرك والولايات المتحدة تدرك جدية قطر في حل الأزمة، وفي أن يكون هناك مجلس تعاون موحد مرة أخرى، وتدرك أيضا أن الأزمة هذه بدأت بلا أسس».

وبخصوص تقييم قطر لمسألة إدراك الإدارة الأمريكية وأطياف السياسة ومراكز الفكر والرأي العام والإعلام في الولايات المتحدة لتعقيدات الأزمة الخليجية، قال الوزير القطري: «بشكل عام كان هناك تأثر في بداية الأزمة للأسف بـ(البروباغندا) المزروعة من قبل الدول المحاصرة في الولايات المتحدة، وهناك استغلال للطرق القانونية في الولايات المتحدة لخدمة أغراضهم في شيطنة دولة قطر».

وتابع: «لكن طبعا مع تواصل دولة قطر مع كافة الأطياف والمؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية، وتوضيح الصورة، وأيضا من مشاهدة هذه المؤسسات لسلوك قطر وسلوك دول الحصار ضدها، بدأ الكل يميز بين ما هو حقيقي وما هو فقط نشر لأكاذيب ولأفكار هم يريدون أن تترسخ لديهم، وهي لا أساس لها».

دعوة للحوار

وجدد وزير الخارجية القطري دعوة بلاده للحوار، وقال إن «قطر كانت دائما تدعو للحوار، وأن يكون هناك فهم لأسباب هذه الأزمة لأنه إلى اليوم تطلق اتهامات وإساءات لها ولشعبها دون أي توضيح لأسباب ودوافع هذه الأزمة»، موضحا أن قطر طلبت من الدول المحاصرة أن تجلس إلى الطاولة للنقاش وصولا لحل مبني على أسس ومبادئ واضحة.

وأضاف: «اليوم دولة قطر ما زالت في نفس الموقف، والدول الأخرى ما زالت ترفض الحوار وتستمر في نشر الأكاذيب نفسها وإعادتها بدون أي مبرر وبدون منطق».

وشدد على أن «الأزمة ستراوح مكانها طالما الطرف الآخر ما زال يكابر وما زال في مرحلة إنكار بأن ما فعله هو خطأ ضد دولة قطر وضد الشعب القطري».

وأثنى الوزير القطري على شعب بلاده والمقيمين فيها، وقال: «وقفوا وقفة رجل واحد أمام كافة القوى التي تحاول الاعتداء عليه وعلى سيادته»، مضيفا أن «قيادة دولة قطر اتخذت موقفا من اليوم الأول وهو الصمود والمضي قدما».

وتابع: «لن نتنازل عن سيادتنا، ولن نتنازل لتكون هناك دول أخرى أو قوى أخرى تتحكم في دولة قطر أو مصيرها، بالنسبة لنا هذا في حد ذاته رد على دول الحصار والدول التي حاولت أن تمارس هذا التنمر السياسي عليها».

وردا على سؤال حول الرابه والخاسر من الأزمة الخليجية، قال: «نحن نرى أن الجميع خاسر في هذه الأزمة»، معربا عن أسفه من وقف كافة أشكال التعاون الجماعي بين دول مجلس التعاون الخليجي في قضايا الأمن الإقليمي سواء كان في قضية اليمن أو المأساة الإقليمية التي يمر بها الشعب السوري، وفي قضايا كثيرة تخص العراق والخلافات الخليجية الإيرانية.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، في 5 يونيو/حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية بعد اتهامها بدعم الإرهاب، وهي اتهامات ترفضها الدوحة، ومنظمات دولية وعواصم غربية ساندت الموقف القطري في الأزمة الراهنة.

وقدمت الدول الأربعة، في 22 يونيو/حزيران 2017، عبر الكويت التي تقود الوساطة، قائمة تضم 13 مطلبا إلى قطر لإعادة العلاقات معها، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، لكن الدوحة قالت إن المطالب قدمت لترفض، مضيفة أنها مستعدة للتفاوض إذا توفرت الشروط المناسبة، واعتبرت مطالب الدول المقاطعة «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».

  كلمات مفتاحية

الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي الأزمة الخليجية محمد بن عبدالرحمن قطر أمريكا الحصار

«العطية»: دول الحصار جهزت دمية جديدة لتنصيبها على عرش قطر

قطر: الحصار أثر سلبيا على حياة آلاف النساء والأطفال

دول الحصار تستعين بأوروبيات لتشويه مشاركة قطر بمؤتمر ميونخ