النرويج أسعد دولة في العالم رغم الشتاء الكئيب.. ما السر؟

الاثنين 5 فبراير 2018 08:02 ص

في كل عام يأتي تقرير جديد يقول إن بلدا من بلدان الشمال الأوروبي، هي أسعد دولة في العالم، رغم أن هذه البلاد تتسم بشتاء طويل وبارد مظلم، مما يجعلنا نتساءل: ما السر؟.

وفي عام 2017، نشرت «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة تقريرا عن أسعد الدول في العالم، وكان الفائز هذه المرة هي دولة أخرى من دول الشمال الأوروبي: النرويج.

يبدو أن الإجابة تأتي من برامج الدعم المتوازية التي يقوم بها المواطنون والدولة للأشخاص المحتاجين لذلك، فالناس تريد أن تشعر بأنها آمنة، كما يمكنهم أن يستفيدوا من وجود مجتمع يمكنهم أن يستندوا إليه – وهي البيئة التي تتفوق في صنعها البلدان الإسكندنافية مقارنة بغيرها.

الباحث «جان إيمانويل دو نيف» الذي شارك في دراسة هذا الأمر يقول إن «الدول الاسكندنافية لديها دعم اجتماعي قوي، ولديها مجتمعات لا تعيق بعضها البعض، كما أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مرتفع».

في هذه الدول ترتفع نسبة قيام الأشخاص بإرجاع محفظة وجدوها في أرض الشارع، مقارنة بالدول التي كانت في ذيل القائمة، وهذا مؤشر على ما يسميه محررو الدراسة «دعما اجتماعيا».

خلق ما يسمى بـ«روح المجتمع» هو أمر صعب، ولهذا يتوجب على حكومات الدول أن تفسح مساحة للمبادرات المحلية وفق ما قاله محرر الدراسة، «جون هيلويل».

وقال «هيلويل»: «خلق فضاءات اجتماعية إيجابية يتفاعل فيها الناس مع بعضهم وجها لوجه بشكل جيد هي البداية، فإذا جمعت الناس معا وجعلتهم يساعدون الآخرين، فإنهم سيشعرون بشعور جيد حيال أنفسهم وحيال مجتمعهم».

أمان وظيفي

وفي هذا السياق، يعتقد «دو نيف» أيضا أن الأمان الوظيفي والظروف في مكان العمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستويات السعادة، فالناس لا يكونون سعداء عندما يشعرون بسهولة التوظيف وسهولة الطرد في مكان العمل، ولهذا تحتاج الدول إلى برامج أكثر شمولا للبطالة كي تصعد على سلم السعادة.

معظم الدول الإسكندنافية لديها مجموعة متنوعة من الخدمات للعاطلين عن العمل، مثل التأمين ضد البطالة ودعم الطفل، وهي تدمج البرامج ويوجد لديها حزم مصممة لمختلف الأفراد، وعادة ما يحصل اللاجئون على المساعدة في المهارات اللغوية، وينال العاطلون عن العمل أماكن في برامج خبرات العمل، لتجنب الإصابة بندوب مدة البطالة الطويلة.

يبدو أن الطقس البارد والليالي الطويلة في الدول الاسكندنافية، يساهم في تلاحم المجتمعات المحلية معا، وخلق دعم اجتماعي أكبر.

وهناك وجهات نظر تشير إلى أن الطقس القاسي في الواقع يقرّب الناس، ويمكنك أن ترى هذا في المجتمعات الزراعية، حين يجتمع الناس لدعم سقف الحظيرة مثلا تحت المطر، دون أن يسأل أحد عمّن يدفع المال ولأجل ماذا.

المصدر | مجلة تايم الأمريكية

  كلمات مفتاحية

النرويج السعادة الأمان الوظيفي احترام الفرد