صحيفة عبرية: لبنان سيصبح أولوية للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية

الثلاثاء 6 فبراير 2018 11:02 ص

اعتبرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن التغييرات في قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، مع إنهاء رئيس الشعبة الحالي «هرتسي هليفي» مهام عمله، قد تشهد تحولا أيضا في اهتمامات الشعبة من متابعة خاصة ومكثفة للتطورات على الأراضي السورية، إلى ما يحدث في لبنان.

ونشرت الصحيفة تحليلا للكاتب الإسرائيلي «طال ليف رام»، أشار فيه إلى أن «السنوات الثلاث الأخيرة لعمل هليفي تمحورت حول متابعة التطورات في سوريا، ومتابعة تحولات كثيرة وهائلة في المنطقة لم تكن معالمها واضحة، تنتهي اليوم في صورة إقليمية مختلفة ومغايرة تشهد فيها استقرارا معينا للتوجهات في المنطقة، وإن كانت لا تعني بالضرورة زوال التهديدات والأخطار المحيطة بـ(إسرائيل)»، بحسب موقع «العربي الجديد».

واتفق التحليل مع تقديرات سابقة نشرت في مطلع الشهر الجاري، تفيد بأن «حزب الله وفي ظل تحسن مكانة وسيطرة النظام السوري، بفعل المساعدات والدعم الإيراني والروسي، بدأ بالعودة التدريجية إلى لبنان وإعادة مقاتليه إلى الأراضي اللبنانية».

وأشار التحليل إلى أن «مسؤولين رفيعي المستوى في المنظومة الأمنية والعسكرية في (إسرائيل) يعتبرون هذا التحول، بعد 11 عاما من الهدوء على الجبهة اللبنانية منذ عدوان 2006 على لبنان، يحوي في طياته تحديات جديدة».

ولفت إلى أن «لبنان وحزب الله سيكونان على ما يبدو مصدر التهديد الرئيسي الذي قد يأتي الشر منه، على الرغم من أن هناك أسبابا كثيرة تجعل (إسرائيل) ولبنان غير معنيين بحرب جديدة».

ويتضح من التحليل ومن تقارير سابقة في هذا السياق، خصوصا على ضوء طبول الحرب والتصريحات العدوانية التي صدرت منذ الأسبوع الماضي عن مسؤولين إسرائيليين من المستويين السياسي والعسكري، عمق المتابعة الإسرائيلية لما يحدث داخل لبنان.

وتشمل هذه المتابعة الأوضاع والتحركات السياسية والحزبية، لا سيما تأثيرات وتداعيات الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان باعتبارها العامل الأكبر في حسابات «حزب الله» لجهة عدم الاتجاه نحو تصعيد عسكري، أو لكون رغبة الحزب باستعادة الشرعية داخل لبنان، عاملا يجعله في موقع ضعف، خصوصا أن هناك تقديرات بأن يزيد الحزب من قوته النيابية وبالتالي ليس هناك سبب يدفعه للمخاطرة بذلك، على الأقل في فترة الانتخابات.

ومع أن تحليل «معاريف» اعتبر أن «حزب الله» يقف في صف المنتصرين، إلا أنه أكد أنه ليس بمقدور الحزب إخفاء جروحه ولا الضربات التي تلقاها خلال سنوات قتاله في سوريا.

وأقر التحليل بأن «شعبة أمان، التي اضطرت خلال فترة هليفي للتعامل مع واقع متغير لم يكن بالإمكان التنبؤ دائما بتطوراته المقبلة، باتت تدرك اليوم حدود قدرتها على تحليل وتقدير سيرورة الأحداث المتسارعة والتغييرات الحاصلة في الدول المجاورة».

وبحسب التحليل، تم بلورة صيغة مقابل المستوى السياسي في (إسرائيل) بشأن مدى الدقة التي يمكن تحقيقها في تحليل التطورات الإقليمية، لدرجة لم تعد هناك في شعبة «أمان»، الرغبة الجامحة في التفاخر أو المباهاة بالقدرة على وضع تحليلات أسبوعية لما يحدث بدقة كاملة.

استخلاص العبر

من جهة ثانية، أقر التحليل الإسرائيلي بأنه لا يمكن اتهام الإيرانيين و«حزب الله» بأنهم يفتقرون للقدرة على استخلاص العبر وتطوير القدرات، إذ باتت العمليات الغامضة والسرية المنسوبة لـ(إسرائيل) ضمن استراتيجية «المعركة بين الحروب».

ورأى التحليل أنه في ظل كل هذه التطورات، خصوصا على الساحة اللبنانية، فإن الفترة المقبلة وتحت قيادة الرئيس المقبل لشعبة أمان الجنرال «تمير هايمان»، ستشهد تركيز الشعبة بشكل خاص على لبنان وما يحدث فيه.

وسيكون على الشعبة توفير المعلومات اللازمة لترسيم حدود الجبهة اللبنانية وضمان فعالية في العمليات الميدانية وسط المحافظة على هوامش واسعة لتفادي التصعيد العسكري، فيما سيكون لبنان الحلبة الرئيسية التي ينبغي تحليل وتشخيص الأخطار الرئيسية الآتية منها، إلى جانب الساحة الفلسطينية الهشة والقابلة للانفجار، بحسب التحليل الإسرائيلي.

وربط التحليل الإسرائيلي بين الجبهتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع قطاع غزة، إذ قال إنه كلما تقدمت (إسرائيل) وأحرزت نجاحات في مواجهة قطاع غزة وخطر الأنفاق، سيزيد ذلك من جرأتها في اتخاذ خطوات أخرى مقابل الجبهة الشمالية ولبنان.

وأشار إلى أن «الطرف الإسرائيلي يقدر بأن حركة حماس ستنضم في حال اندلاع الجبهة الشمالية، من خلال إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل من غزة، بينما حزب الله في المقابل لن يسارع للقيام بذلك في حال شنت إسرائيل حربا على غزة، حتى لو تعرض لضغوط من إيران».

ويستدل من التحليل، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ستكثف من نشاطها داخل لبنان، مع التركيز ليس فقط على جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع قواعد «حزب الله» ومخازنه، وهو ما تقوم به من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وإنما أيضا على متابعة الأجواء السياسية والنقاشات الداخلية في لبنان، ومحاولة رصد وتحليل التحالفات الحزبية والتحولات الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة.

كما يتضح سعي دولة الاحتلال  لتأمين أكبر قدر من المعلومات التي يمكن الحصول عليها أيضا عبر التنصت والتجسس، ربما على مقار ومواقع مدنية وحزبية لم تكن تستهدف في الماضي، لانشغال الاحتلال أساسا بالأبعاد العسكرية والأمنية لنشاط «حزب الله» في لبنان.

  كلمات مفتاحية

الجيش الإسرائيلي الاستخبارات الإسرائيلية شعبة أمان حزب الله حماس حرب إسرائيلية