الإندبندنت: قابلوا السعودية التي تمكن السيدات من ممارسة الرياضة

الأربعاء 7 فبراير 2018 12:02 م

في الأشهر الأخيرة، بدأ المجال العام للسعودية في التغير، وذلك بعد أن صدرت العشرات من المراسيم الملكية، بينها ما يسمح للمرأة بقيادة السيارة، وتحجيم سلطات الشرطة الدينية.

ويجري تنفيذ الإصلاحات من أعلى إلى أسفل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت»، إلا أن عقود من العمل تنتظر النساء العاديات، ليتم تحقيق التخلي عن بعض القيود شيئا فشيئا، بدءا من نقطة التحول التي بدأت حاليا.

وفي جدة، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر في المملكة، شرعت «هالة الحمراني» البالغة من العمر 41 عاما، والتي تحارب من أجل حق المرأة في ممارسة الرياضة، في لمس عدد من التغيرات.

وولدت «هالة الحمراني» لوالد سعودي وأم أمريكية، وعمل والدها دوما على تشجيعها في الالتحاق بفرق الجمباز، وكرة القدم، والفنون القتالية، وذلك في إحدى المجمعات السكنية الثرية والمغلقة بالسعودية، الخاصة بالعاملين لشركات النفط من الأجانب.

وقالت: «لقد ولدت وتربيت على أن المرأة يمكنها عمل أي شيء ترغب فيه، وخاصة في مجال الرياضة الذي لا يزال يشهد تفرقة بين الجنسين في الشرق الأوسط حتيى الآن»، ولفتت: «أظن أنني كنت محظوظة لحصول على والدين بهذا التفكير وتلك الرؤية».

وبعد تخرجها من الجامعة في كاليفورنيا، عادت «هالة لحمراني» إلى جدة وهي لا تدري شيئا، ولكن انتهى بها المطاف إلى إطلاق حلقة من الفتيات والصديقات الاتي يرغبن في ممارسة الرياضة والقيام بالتمارين، من خلال غرفة فارغة لديها في بيتها.

وبدأت تلك المجموعة في النمو، وأصبحت أكبر، فأخبرت الصديقات قريناتهن، وبالتالي نمت المجموعة حتى أصبحت فصلا كبيرا من السيدات الراغبات في الحصول على لياقة بدنية أكثر صحة ورشاقة. حتى تيقنت «هالة» أنه قد حان الوقت الآن لفتح مركز حيث يمكنها أن تدرب السعوديات والراغبات في المملكة، على ممارسة الرياضة ولعب التمرينات المختلفة.

وبالفعل افتتحت مركز وصالة رياضية، أصبحت هي الأولى التي تدرب السيدات على ألعاب القوة والرياضات القتالية في المملكة. وأسمتها «فلاج بوكسينج»، وحمل شعار «حاربي كامرأة».

وتقول «الحمراني» لـ«الانتدبندنت»: «قدرة المرأة على أن تدافع عن نفسها لها أثر إيجابي ضخم على نفسيتها بقدر ما له نتائج على الجسم والصحة»، وتابعت: «هذا الأمر يحقق تمكين المرأة كما لا يمكن لغيره أن يفعل، وأنا أريد من تشترك في صالتي أن تشعر بذلك، وهو الشعور الذي غالبا ما تخضنه لأول مرة في حياتهن».

ورغم تحقيق ذلك المركز، شهرة واسعة وسمعة طيبة عبر حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يزال لا يحمل ترخيصا رسميا من الدولة، وعلى الراغبات في معرفة موقع الصالة أن تتواصل مباشرة مع «هالة الحمراني» عبر الهاتف لتعرف العنوان، حيث لا يوجد أي لوحات أو لافتات تشير إلى المكان بعد لتفادي الملاحقة.

وبمرور الوقت، ازدادت جرأة «هالة» وإيمانها بأن المجتمع السعودي بات مستعدا لمثل تلك التغيرات، حتى جاء عام 2016 بتغيير جديد بعد تعيين الأميرة البارزة «ريما بنت بندر» رئيسا لقسم جديد تم تخصيصه للمرأة في الهيئة العامة للرياضة بالسعودية.

وأطلقت الأميرة قانونا يقضي بالسماح للفتيات في المدارس بممارسة الفصول الرياضية، لأول مرة في تاريخها، وتطلع لإتاحة الفرصة إلى الرياضيات السعوديات لكي ينافسن على الصعيد الدولي.

وتساعد «هالة» في صياغة المناهج الجديدة وتأمل في فتح صالات رياضية أخرى في جميع أنحاء البلاد.

ولكن ليس الجميع مستعدون للتغيير، حيث تشير الصحيفة إلى أن «هالة» ومثيلاتها لايزال عليهن أن يواجهن عدم الموافقة من الآباء والأزواج للسعوديات، حيث اضطرت عدة نساء بالفعل للتوقف عن الحضور إلى صفوفها.

ومثل العديد من السعوديين، تخشى «هالة الحمراني» من أن الإصلاحات التي تم تنفيذها تقريبا بين عشية وضحاها، يمكن أن تزول بسهولة.

 

 

المصدر | الاندبندنت

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة السعودية ممارسة الرياضة تغييرات ملاكمة صحة تمارين ألعاب قتالية