«عنان» يتبرأ من «جنينة» في أول مواجهة بينهما.. ماذا قال؟

الأربعاء 14 فبراير 2018 02:02 ص

تبرأ رئيس أركان الجيش المصري الأسبق المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية «سامي عنان» من تصريحاته بشأن مصرية «تيران وصنافير» والوثائق التي تحدث عنها نائبه «هشام جنينة».

جاء ذلك، خلال مواجهة «عنان» بـ«جنينة» في النيابة العسكرية، الثلاثاء، حسب محامي الأخير «علي طه»، الذي قال إنه لولا أن «جنينة» كان نائبا لـ«عنان» في حملته الانتخابية لكان تبرأ منه أيضا.

وفي مداخلة له على التليفزيون «العربي»، قال «طه»، إنه خلال التحقيق مع «جنينة» في النيابة العسكرية، تمت مواجهته بـ«عنان»، لافتا إلى أنه تم سؤال الأخير عن التصريحات الصحفية التي أدلى بها «جنينة» من قبل حول وثائق تدين جهات سيادية في الدولة، فأنكر معرفته بالأمر.

وأشار إلى أنه تم سؤال «عنان» حول آرائه بشأن جزيرتي «تيران وصنافير» (التي تنازلت مصر عنهما للسعودية بموجب اتفاقية ترسيم حدود بحرية)، التي ذكرها ضمنيا في خطاب الترشح من قبل، فأنكر الأمر أيضا.

يشار إلى أن حساب حملة «عنان» على «فيسبوك»، حذف تدوينة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، قالت فيها إنه «ليس المهم الآن إثبات مصرية تيران، فمصريتهما ليست مشكوك فيها، ولكن المشكوك فيها هو مصرية من يعارضون مصرية الجزيرتين». (طالع المزيد)

وعند مواجهة «عنان» بـ«جنينة»، وأنه كان نائبا له في حملته الانتخابية، «كاد أن يتبرأ منه»، حسب «طه» وقال: «لم يقل سوى أنا أعرف شخص هشام جنينة، بمعنى ضمني أنه يعرفه كأي شخص يعرفه».

وحققت النيابة العسكرية، الثلاثاء، مع «جنينة»، وأمرت بحبسه 15 يوما، وذلك عقب إلقاء القبض عليه، بعد يومين من تصريحات صحفية له عن امتلاك «عنان»، وثائق «تدين» قيادات بالدولة، وتكشف عن تورطها في جرائم سياسية بمصر عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

عزائم متباينة

وفي حديث آخر لـ«طه»، مع موقع «مصر العربية»، قال: «عزائم الرجال وقت الشدائد متباينة، ونحن نلتمس العذر للجميع، إذا ما تنصل من حديث جنينة، ولكن المستشار يمثل ضمير وطن، وقاضيه، وممثلا لنادي القضاة لأكثر من 10 سنوات، والمراقب على المال العام بمصر، ولم ينسب له يوما أنه تحدث باطلا أو زورا أو كذبا».

وأضاف: «جنينة ليس رجل سياسة، وكان من مصلحة عنان أن يكون ضمن فريقه الرئاسي، وليس ذنبا لجنينة أنه ليس رجل سياسة فيصدق كل ما يقال له ويثق فيمن قال».

وأشار «طه» إلى أن «جنينة» لم يكن له معرفة سابقة بـ«عنان»، وأنه كان ضمن المعترضين على بعض سياساته أثناء توليه سلطة البلاد ضمن فريق المجلس العسكري، مثله مثل من استاء من أحداث محمد محمود وماسبيرو وتسليم السلطة لـ«الإخوان»، لكنه عندما التقى الرجل وجد فيه القائد العسكري المعترض على التفريط في جزيرتي «تيران وصنافير».

ضمير القاضي

 وأضاف: «عندما هاجمه بمسؤولياته أثناء منصبه في المجلس العسكري بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعد عنان جنينة بالوعود التي لمست ضمير القاضي فيه، بأنه سيخضع لأي تحقيق لدى أي جهة قضائية بشأن الفترة التي قضاها في الحكم، وسيقيم دولة العدل، وسيقضي على الفساد، ويحافظ على التراب الوطني».

وتابع: «هكذا ما قاله عنان وهذا ما صدقه جنينة».

وقال إن الدليل على أن «جنينة» رجل «حسن النية وأنه فارس نبيل»، هو أنه «ظل يدافع عن عنان أثناء وجوده في محبسه، وهذه شجاعة تحسب له، فكان من الممكن أن يتحجج بمرضه ويصمت دون الدفاع عمن عاهده، ولكنه تحلى بأخلاق الفارس النبيل».

وجوه السياسة

وردا على ما ذكره «جنينة» حول الوثائق التي يمتلكها «عنان»، قال «طه»: «موكلي لم يعلم أن للسياسة وجه آخر، وليس كل ما يقال في المحافل السياسية حتى لو لمس هموم وأحلام وآمال أبناء الوطن هو حقيقي، ولا نلوم جنينة على أنه صدق وحلم ككل المصريين بدولة المواطنة والعدالة».

وشدد «طه» أن «جنينة» يؤكد تقديره واحترامه لجيش مصر ويحرص على الحفاظ على الوطن جيشا وشعبا و«لم يقصد الإساءة لجيش مصر الذي يحارب معركة شرسة ضد الإرهاب».

وأضاف: «لكنه يختلف مع النظام السياسي كأي معارض، والمعارضة جزء من الحكم، واختلافه مع النظام السياسي ليس معناه أنه خائن وعميل لآخر، فالخلاف في حب مصر ومن أجل مصلحة مصر».

 و«جنينة» (61 عاما) طرحه «عنان» (70 عاما)، عند إعلان اعتزامه الترشح لرئاسة البلاد المقررة في مارس/آذار المقبل، كنائب له حال فوزه بالمنصب، لكن مساعي الأخير للسباق الرئاسي باءت بالفشل عقب استدعاء النيابة العسكرية له لإعلانه الأمر دون الحصول على موافقة الجيش، وهي خطوة مطلوبة قانونا؛ لكون رئيس الأركان السابق لا يزال ضمن «قوة الاستدعاء».

وقيبل اعتقال «جنينة» شن إعلاميون مقربون من أجهزة سيادية في البلاد هجوما شرسا عليه؛ حيث وجهوا للرجل اتهامات بـ«الخيانة والإضرار بالأمن القومي للبلاد».

بينما، أصدر الجيش المصري، بيانا، الإثنين، قال فيه إنه سيطلب التحقيق مع كل من «عنان» و«جنينة» على خلفية تصريحات الأخير، التي اعتبرها تستهدف «إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن في سيناء لاجتثاث جذور الإرهاب».

ويقبع «عنان» في السجن الحربي منذ الشهر الماضي، على خلفية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، واتهامه من قبل الجيش المصري بالتزوير والتحريض ضد القوات المسلحة.

  كلمات مفتاحية

سامي عنان هشام جنينة رئاسيات مصر 2018 اعتقال النيابة العسكرية

حملة «عنان»: مرشحنا لم يفرط في أرض مصر

صحف مصر تشارك بمؤتمر «إعمار العراق» وتصدر «سندات دولية» جديدة