خبير: الأردن.. استقرار خادع يبحث فقط عن أمن (إسرائيل)

الخميس 15 فبراير 2018 06:02 ص

من جديد حل وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، بالأردن، وأجرى محادثات مع قادتها تناولت ملفات عدة بينها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وملف اللاجئين.

الزيارة توجت بالإعلان عن حزمة مساعدات كبيرة تجاوزت المليار دولار لهذا البلد الذي يبدو وكأنه نقطة الاستقرار الوحية في الشرق الأوسط، أو هكذا تعتبره واشنطن، لكن خبير سياسي يراه استقرارا خادعا ومكلفا يبحث فقط عن أمن (إسرائيل).

وهيمن على موضوع الزيارة، تخصيص الولايات المتحدة لمبلغ 1.275 مليار دولار لمساعدة الأردن في العام الحالي، منها 812 مليون، عبارة عن مساعدات اقتصادية وحوالي 450 مليونا من المساعدات عسكرية.

ووفق موقع إذاعة «دويتشه فيللا»، الألمانية، فإن التحالف والتعاون بين الأردن والغرب عموما ليس بالجديد بل تحكمه تحالفات تاريخية، فإلى جانب التنسيق المستمر بخصوص قضايا المنطقة الشائكة خاصة القضية الفلسطينية والآن الأوضاع في سوريا والعراق، يحظى الأردن في الوقت الحالي بمكانة خاصة لدى شركائه الغربيين باعتباره نقطة استقرار في صفيح ساخن.

والسؤال هنا: ما حجم الاستقرار الذي يعيشه الأردن فعليا في ظل أزمات الاقتصاد واللجوء والتقلبات التي تشهد علاقاته بجيرانه وشركائه خاصة الخليجيين، وفي ظل التغيرات في الموقف الأمريكي نفسه بخصوص تدبير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟.

أولوية أمريكية

العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والأردن هي محور السياسة الخارجية لأمريكا في الشرق الأوسط، فيما لا يزال ضمان استقرار الأردن أولوية أمنية وطنية أمريكية»،.. هذا ما ورد في الموازنة التأشيرية الخاصة بالكونغرس لعام 2018 والتي خصصت في إطارها المساعدات الجديدة للأردن.

وبالإضافة إلى هذه المساعدات، قدمت واشنطن للأردن منحا بلغت في سنة 2015 ما قيمته 273 مليون دولار، و250 مليون دولار في 2016.

الاتحاد الأوروبي من جهته منح في السنوات الأخيرة مساعدات للأردن تمثلت في قرض جديد بقيمة مليون يورو أُعلن عنه في 2017.

وحسب بيانات بروكسل فقد قدم الاتحاد قروضا تصل قيمتها إلى 180 مليون يورو سنة 2015، وصرح مسؤولون أوروبيون بأن الأردن سيحصل، في حال تحقيقه التزامات محددة، على قرض جديد في 2018 بقيمة مائة مليون يورو.

الحلفاء الغربيون للأردن يعلنون في كل مرة أن الغرض من هذه المساعدات هو دعم الاقتصاد والإصلاحات في الأردن والحفاظ على استقراره.

بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون«حسين ميمنة»، يرى أن اهتمام الغرب بالأردن يعود لقضايا كلها توجد خارج الأردن، ويشرح ذلك بالقول: «السبب الأول لاهتمام الغرب وخصوصا الولايات المتحدة بالأردن هو إسرائيل، فالولايات المتحدة تسعى إلى جعل الدول القريبة من إسرائيل صديقة لها، أي أن العلاقة مع الأردن ليست أصلية وإنما متعلقة بالحرص على مصالح إسرائيل بالأساس».

ويضيف «ميمنة» أيضا عنصرا قرب الأردن من دول يعتبرها الغرب مصادر قلق، خاصة العراق وسوريا.

في هذا السياق يلعب الأردن، من منظور الولايات المتحدة، دورا تلطيفيا في الملفات الشائكة في الشرق الأوسط بدءا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومرورا بالأزمات في العراق وسوريا، لكن القضية الفلسطينية التي كانت الأساس في كل هذا الاهتمام الأمريكي قد تتحول إلى السبب الذي سيحجم دور الأردن واعتماد الولايات المتحدة عليه بعد التغييرات الأخيرة التي شهدها الموقف الأمريكي نفسه في النزاع.

وفي هذا الصدد، يقول «ميمنة» إن «ترامب» لم يصغ لنصائح الملك الأردني فيما يتعلق بخطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) على الاستقرار داخل الأردن.

وبالإضافة إلى الملفات الشائكة في المنطقة يلعب موضوع اللاجئين دورا مهما في تزايد الاهتمام بالأردن، فالأوروبيون حريصون على عدم تدفق موجات لاجئين جديدة إليهم كما حدث في 2015 في أزمة اضطروا معها إلى عقد اتفاق مكلف مع الأتراك.

ويعتبر الأردن ثالث أكثر دولة استقبلت لاجئين سوريين بعد كل من تركيا ولبنان. فقد فر إليه مئات الآلاف من السورين هربا من ويلات الحرب في بلادهم، علما أن الأردن أصلا يعيش صعوبات اقتصادية، فآخر الأرقام تشير إلى أن حجم الدين الخارجي وصل إلى 35 مليار دولار، وهو ما يشكل 96% من الناتج المحلي.

ورغم أن الأردن تجاوز بخسائر أقل الاضطرابات التي صاحبت مرحلة الربيع العربي، مقارنة مع دول أخرى في المنطقة، إلا أن عائدات السياحة تأثرت فيه رغم ذلك بسبب الاضطرابات حوله.

مد وجزر... قد تكون العبارة الأكثر إيجازا لتوصيف علاقة الأردن بدول الخليج، فلا تكاد العلاقات تبدو متينة حتى تتعكر من جديد لسبب ما.

ويقول «ميمنة» إن العلاقات بين الدول العربية ككل تحكمها العلاقات الشخصية، ويضيف: «هذا ما رأيناه حتى بين الدول الخليجية نفسها، الأمر لا يختلف بالنسبة للأردن ومن هذا المنطلق لا ينبغي على عمان أن تعول على المال الخليجي ليكون رافعة بالنسبة للأردن، بل ينبغي عليها العمل دائما على تنويع مصادر الدعم، وأزمة القطر أثبتت ذلك، فالأردن لم يرد أن يخسر تحالفه مع الدول المقاطعة، خاصة الرياض ولكن في نفس الوقت لم يشأ أن يتصرف من موقع التابع، وعلى هذا الأساس كان هناك نوع من الامتعاض».

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الأردن تيلرسون اللاجئين أمريكا القدس استقرار خادع إسرائيل