قال الكاتب والباحث الإسرائيلي، «رونان بيرغمان»، إن المنطقة كانت على حافة انفجار حرب شاملة ليلة إسقاط مقاتلة الـ«إف 16» الإسرائيلية بصواريخ من الجانب السوري بعدما أمر رئيس الوزراء، «بنيامين نتنياهو»، بتوجيه ضربات بالغة القسوة على عموم سوريا، قبل أن يتلقى اتصالات من موسكو، دعته للتراجع عن الخطوة.

كشف «بيرغمان» ذلك خلال مقابلة مع شبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية تناولت التأثيرات المتوقعة للاتهامات الموجهة لـ«نتنياهو» بالحصول على رِشًا على الوضع الأمني لـ(إسرائيل) والمنطقة في ظل ما يحصل في سوريا.

وقال: «سيكون هناك من يقول إن نتنياهو سيكون مسرورا بوجود توتر في الشمال لإزاحة النظر عن مشاكله القانونية، لكن ما حصل خلال الأيام الماضية هو أن الشرق الأوسط كان على حافة تفجّر حرب جديدة».

وأضاف الكاتب الإسرائيلي: «بعد اعتراض الطائرة الإيرانية بدون طيار لاحقت طائرات إسرائيلية قافلة إيرانية داخل الأراضي السوري، وآنذاك جرى إسقاط إحدى الطائرات من طراز إف 16، وردت إسرائيل بضربات واسعة ضد مراكز الدفاع الجوي السورية، وكان هناك خطة لتنفيذ حملة من الضربات على كل سوريا بدرجة من القوة القاسية كي تفهم سوريا أن عليها ألا تتدخل في الصراع ما بين إيران وإسرائيل».

ولفت «بيرغمان» إلى أن كل العملية توقفت بعدما اتصل الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، بـ«نتنياهو» وهو غاضب بسبب سقوط بعض القذائف الإسرائيلية قرب مراكز لقوات روسية؛ ما دفع الأخير إلى توجيه الأوامر للجيش من أجل وقف الهجوم، وإلغاء خطة توجيه الضربات القاسية لسوريا.

واعتبر الكاتب أن هذا الاتصال «يُظهر من هو السيد الحقيقي في الشرق الأوسط، وهو روسيا وليس أمريكا».

وأشار إلى أن «إسرائيل تمنت على واشنطن مرارا ممارسة الضغط على روسيا كي لا تسمح بنشاط إيراني على حدودها، لكن هذه الجهود الإسرائيلية ذهبت هباءً».

وختم بالقول: «أحد المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن كثيرا مؤخرا قال لي إننا لا نفهم ما الذي يحاول الأمريكيون فعله بسياستهم الشرق أوسطية؛ فهم انسحبوا من المنطقة، وليس لديهم التزام حقيقي بأمن إسرائيل سوى على مستوى الخطاب والكلمات. لقد نسقت إسرائيل مع روسيا تكتيكيا لضمان عدم تعرض الطائرات والجنود الروس للاستهداف خلال الضربات الإسرائيلية، لكن نتنياهو فشل في إقناع بوتين بأخذ القلق الاستراتيجي الإسرائيلي بالاعتبار».

والثلاثاء، قالت صحيفة «هآرتس» إن الرئيس الروسي أوقف «بمكالمة هاتفية» حربا كانت وشيكة بين (إسرائيل) وإيران، بعد أزمة اعتراض (تل أبيب) ما قالت إنها طائرة تجسس إيرانية بدون طيار فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تلاها من إسقاط المقاتلة الإسرائيلية «إف 16» فوق سوريا.

ووصفت الصحيفة المكالمة بين «بوتين» «نتنياهو»، التي جرت مساء السبت الماضي، بأنها كانت «حاسمة ومصيرية وأوقفت التصعيد على الفور».