«خامنئي» يقر بتأخر النظام الإيراني في تحقيق العدالة الاجتماعية

الاثنين 19 فبراير 2018 01:02 ص

طالب المرشد الإيراني «علي خامنئي» بأن تكون الأفضلية في السياسة الخارجية مع الشرق مقابل الغرب، في سياق أولويات إيران لتحسين الأوضاع الاقتصادية، كما أقر بتأخر النظام في تحقيق العدالة الاجتماعية.

وشدد «خامنئي» في خطابه لدى استقباله حشدا من أهل تبريز بمقره في منطقة باستور الأحد، على أن المسؤولين يدينون باعتذار للإيرانيين، في وقت انتقد فيه «رفاهية» كبار المسؤولين وتهميش الطبقات الفقيرة.

واستفاض «خامنئي» في الحديث عن الجدل الدائر في إيران بعدما دعا الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في خطاب ذكرى الثورة إلى إقامة استفتاء شعبي لتجاوز المآزق الداخلية في مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية تشكل محور الصراع بين التيارات السياسية الإيرانية.

ومع ذلك لم يتطرق «خامنئي» إلى دعوة «روحاني» صراحة، لكنه دافع عن تقدم إيران في ظل النظام الحالي، كما انتقد تأخر النظام في تحقيق تقدم على صعيد العدالة الاجتماعية رغم «تقدم البلاد في مجالات مختلفة خلال عقدها الثالث» على حد تعبير «خامنئي».

وشدد «روحاني» على ضرورة الفصل بين «الثورة والنظام» وأداء الأجهزة والمنظمات التابعة للسلطة الإيرانية، وتطرق إلى نقاط ضعف «الثورة»، إضافة إلى مستقبلها، وأولوياتها في الوقت الحاضر.

وقال «خامنئي» إنه على دراية بشكاوى الإيرانيين من الأوضاع المعيشية، لافتا إلى أنه «ليس من الحكومة والقضاء والبرلمان؛ لكن من الممكن أن ينتقدني فرد. الانتقاد لا يتعارض مع النظام الثوري».

واعتبر اهتمام المسؤولين الإيرانيين بحياة «البذخ» والتوسل بالطبقات المرفهة بدلا من الضعفاء والطبقات الفقيرة «من المخاطر الموجهة للنظام الإيراني»، محذرا مسؤولين «ثوريين» من «تغيير مسار الثورة»، الذي عده «رجعية».

الاحتجاجات الشعبية

وبدأ «خامنئي» خطابه بتلميحات عن الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد، نهاية ديسمبر/كانون الأول وامتدت لمنتصف يناير/ كانون الثاني الماضيين في أكثر من 80 مدينة إيرانية، وقال إن الانتقادات التي تستهدفه شخصيا أو تستهدف الحكومة، «لا تعني معارضة لأصل النظام» وذلك في إطار رد ضمني على دعوة رئيس الجمهورية «حسن روحاني» خلال خطاب ذكرى الثورة، لإجراء استفتاء في إيران.

وفي الأدبيات السياسية الإيرانية تشكل خطابات المرشد الإيراني مقياسا للمؤسسات والتيارات المؤيدة لسياساته في طبيعة علاقاتها بالحكومة ورئيس الجمهورية.

وعن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، قال «خامنئي»: «يجب أن نعطي الأفضلية في السياسة الخارجية للشرق، مقابل الغرب. الأفضلية للجار على البعيد، والأفضلية للدول التي لديها مشتركات معنا على الآخرين».

قضية الاقتصاد

في جزء آخر من خطابه، قال «خامنئي» إن قضية الاقتصاد من ضمن الأولويات المهمة لبلاده. وطالب مرة ثانية بـ«الاعتماد على الطاقات الداخلية» وتفعيل «الاقتصاد المقاوم»، وقال يجب أن «يكون الاعتماد على الشعب الإيراني وليس الأجانب». ورغم ذلك، فإنه أشار إلى حاجة إيران إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي شرط أن تكون إدارته بيد إيرانيين.

وفي الأسبوع الثاني من الحملات الرئاسية في أبريل/نيسان الماضي، دخل «خامنئي» على خط المناظرات التليفزيونية بين المرشحين، وطالبهم بشرح برامج اقتصادية تعتمد على الداخل الإيراني، وذلك في رد ضمني على وعود أطلقها «روحاني» ونائبه الأول «إسحاق جهانغيري» حول ضرورة تشجيع الاستثمار الأجنبي وابتعاد الأجهزة الداخلية مثل «الحرس الثوري» عن سوق الاستثمارات.

وقال «خامنئي» إن «الأزمة الاقتصادية التي شهدتها منطقة جنوب شرقي آسيا كانت نتيجة الاستثمار الأجنبي»، عادّاً ما حدث العقد الماضي «عبرة كبيرة من الاستثمار الأجنبي».

وانتقد «خامنئي» مواقف الإدارة الأمريكية، متهما حلفاءها الأوروبيين بـ«اللعب على الحبلين» بسبب مواقفهم من برنامج الصواريخ الباليستية، وقال: «يجب أن يتحرك البلد باتجاه أي شيء للدفاع عن نفسه، ولو عارضته الدنيا كلها».

المصدر | الخليج الجديد+ الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

خامنئي روحاني الثورة الإسلامية الأوضاع الاقتصادية في إيران الاحتاجاجات الشعبية في إيران